العدد 1873 - الإثنين 22 أكتوبر 2007م الموافق 10 شوال 1428هـ

يسألونك عن «مناهج الأسرية»

ميثم العرادي comments [at] alwasatnews.com

اتصلت تسألني كعادتها كل يوم «صار شي؟ ما ردوا عليكم إدارة المناهج بخصوص مقرر أسر 101؟ يعني إحنا بنكون مضطرين نحفظ كل الكتاب حتى لو ما فهمناه؟ تعتقد الجماعة اللي في إدارة المناهج يقرون جرايد؟ حتى لو كانوا فرضا يقرون جرايد تتوقع يفهمون ما بين السطور وإلا يسوون روحهم مثل ما يقول الفنان الكويتي عبدالحسين عبدالرضا كأنهم ما يدرون والكلام مو عليهم».

هذه الأسئلة وشبيهاتها تتكرر بشكل يومي من عدة جهات: أولياء أمور، طلبة، معلمين ومعلمات مبتلين بمقرر جديد يجرب عليهم هذا العام. من كثرة الاتصالات التي أتلقاها كل يوم بدأت أحفظ الأرقام التي تردني للشكوى من الهم ذاته، وأنا في الحقيقة لا أعرف كيف أجيبهم بشكل يرضيهم ويقنعهم، هل أقول لهم إن حلقة التواصل المفترضة مفقودة بيننا وبين تلك الجهة التي يسمعون عنها عن بعد؟ لا أعتقد أن ذلك الجواب سيقنعهم... هل أقول لهم ترقبوا المفاجأة وتجلدوا بالصبر وبالمثل القائل: «من طول الغيبات جاب الغنايم»؟ سيقولون صبرنا كثيرا والفصل الدراسي الأول انتصف، وربما ينتهي قبل أن تنتهي مشكلتنا... كيف أقول لهم إن هناك صمتا مريبا لا تفسير له يحيط بأسوار قلعة مناهج التربية الأسرية؟ كيف أفسر لهم إن ذلك الصمت قد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة بنسبة معينة، وقد يكون «صمت الحملان»، وهو الرأي الأرجح بالنسبة الأكبر؟!

عندما يتسبب شخص ما أو جهة معينة في مشكلة، فعليه من باب المسئولية التشاركية أن يتحلى بشجاعة التفسير والرد الحضاري على ملابسات هذه القضية، لا الجلوس خلف الطاولات لحل الكلمات المتقاطعة وتبادل الأحاديث والرسائل النصية القصيرة بتقنية «البلوتوث».

أنا لا أريد تفسيرا لما يجري، ربما يأس من ذلك الموضوع من يهمهم الأمر أكثر مني لأنهم وقود هذه النار، ولكننا نريد أن نعرف هل مازال المعنيون يعيشون بيننا أحياء يرزقون، حتى نتمنى لهم الهداية وطيلة العمر ونعفيهم من أسئلتنا السابقة كونها جديدة عليهم ولم يدرسوها في السابق، أم أنهم أموات فنترحم عليهم ونذكر محاسنهم - إن وجدت - ونتوقف عند هذا العمود، فالضرب في الميت حرام، وكما يقول المتنبي:

من يهن يسهل الهوان عليه

ما لجرح بميت إيلام

بعض اليائسين من رد المعنيين قالوا لن يأتي الرد أبدا لأنهم لا يأبهون بما يقال عنهم من جهة، ولا يستطيعون أن يسمحوا لأي كان أن يقول لهم جملة بدايتها كلمات استفهام من قبيل: «لماذا؟ كيف؟ متى؟ من؟ لم؟ أين؟» من جهة أخرى، لأنهم لم يتعودوا عليها طوال سنوات خبرتهم المديدة (اللهم زد وبارك).

«على طاري الخبرة الطويلة» حدثني أحد الأصدقاء أنه شاهد أحد العاملين في سلك التدريس مندفعا بقوة لاحتضان شخص التقاه في محفل ما، يشبعه تقبيلا وتربيتا، فلما انصرف عنه سأله من أين تعرفت عليه؟ فتنهد وكأنه يسترجع التاريخ قائلا: أنا درّسته، كان تلميذا عندي حتى كبر وعمل معي سنوات في المدرسة ذاتها، أما اليوم فتقاعد هو وبقيت أنا (أنموذجا للمخلدين في الخدمة، ويا جبل ما يهزك ريح).

نرجع إلى موضوعنا الأصلي حتى لا يزعل علينا أهل المناهج، ونقول هل من مخاض مرتقب لجبال مناهج التربية الأسرية؟ وما المولود المرتقب لهذا المخاض الطويل؟ لديكم مشكلة وبداية الحل لكل مشكلة يتمثل في الاعتراف أمام النفس بالوقوع في الخطأ ومحاولة التعرف على جوانب المشكلة وأبعادها من شتى المصادر، بدلا من إنكارها والبراءة منها أو محاولة تجميل وجهها البشع بشكل يدفع الجبل بعد طول مخاض إلى أن يلد فأرا يتمثل في بيان ركيك يحط رحاله في كل مرفأ، عدا المرفأ الذي ينتظره.

«اعتبروه لغزا وحلوه يا مناهج»

قرر رجل أن يدور العالم كله بحثا عن إجابة عن هذا السؤال الذي حيره طويلا: ما رأيك في مشكلة الغذاء في باقي أنحاء العالم؟

- في روسيا لم يعرفوا معنى «ما رأيك؟».

- في السويد لم يعرفوا معنى «مشكلة».

- في الصومال لم يعرفوا معنى «الغذاء».

- في أميركا لم يعرفوا معنى «باقي أنحاء العالم».

- في عراد... لن أجيب على سؤال الرجل قبل أن أعرف رأيكم في مشكلة مقرر «أسر 101» وما يثار بشأنه من زوبعات إحباط كنتم السبب المباشر فيها؟

إقرأ أيضا لـ "ميثم العرادي"

العدد 1873 - الإثنين 22 أكتوبر 2007م الموافق 10 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً