العدد 2274 - الأربعاء 26 نوفمبر 2008م الموافق 27 ذي القعدة 1429هـ

الرياضة هي الممارسة

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

استوقفني مقال نقدي يتعرض فيه الكاتب إلى مفهوم رياضي مهم وخطير... يتساءل فيه: هل ممارسة الرياضة تعني الاهتمام بقطاع المنافسة والفوز بالبطولات وإحراز الكؤوس والألقاب الرياضية وحصد الميداليات الملونة، أم أن الرياضة وجدت من أجل أن يمارسها عامة الناس من أجل تحقيق أهداف وغايات جمة أولها القضاء على أوقات الفراغ في إطار برنامج صحي وبدني وثقافي وترويحي وثقافي ورياضي يغذي النفس والروح ويبعث على الممارس الراحة النفسية والبدنية والعقلية، لذلك اعتبرها الطبيب أفضل وأنجع علاج نفسي وبدني، وتحمي الشباب من الانخراط في برامج خطيرة لها انعكاسات سلبية جمة سواء على الفرد أو المجتمع. فالرياضة في منظور العلماء والمنظّرين في الأمور الرياضية تحمي الشباب وتوجههم التوجيه الأمثل نحو خدمة ذاته ومجتمعه ووطنه. وبالتالي أقول بصريح العبارة، إن قلة الملاعب وصعوبة الوصول اليها وشح الساحات الشعبية يشي بأن هناك أمرا خطيرا في حياة المجتمع البحريني يهمله القائمون على حماية المجتمع والمخططون للمدن والقرى البحرينية، إذ أغفلوا أهمية ممارسة الرياضة في حياة الإنسان وانعكاس ذلك على مجتمعه... القارئ الكريم إليك ما كتبه الناقد المصري بجريدة الأهرام المصرية إبراهيم حجازي في عموده الأسبوعي «خارج دائرة الضوء» والذي ذكر فيه:

«للأسف الحكومة اختارته ليحكم الرياضة في مصر وهو لا يعرف أن الممارسة مهمته التي لا يسبقها مهمات‏!‏ مهمته الممارسة ولا علاقة له بالمنافسة‏!‏ مهمته أن يلعب أكبر عدد من أطفال وشباب مصر الرياضة لأهداف كثيرة منها الكشف عن المواهب التي يتولاها القطاع الأهلي المسئول الأوحد عن المنافسة‏!. الحكومة ممثلة في مسئولها عن الرياضة مسئولة عن توفير الممارسة والقطاع الأهلي أندية واتحادات ولجنة أولمبية مسئوليتها المنافسة‏!.‏

مهمته الأولى والثانية والثالثة والمئة والألف هي توفير فرص ممارسة الرياضة أمام أكبر عدد من أطفال وشباب مصر وهدفه أن يأتي على مصر يوم فيه كل طفل وطفلة يلعبون ويمارسون الأنشطة الرياضية، وأمر مثل هذا لو تحقق فمعناه أننا ضمنا مستقبل وطن بأجيال عندها لياقة بدنية وصحية ونفسية نتيجة ممارسة الأنشطة الرياضية.‏..‏ وضمنا استفادة وطن من كل مواهبه وضمنا في الرياضة منتخبات عالمية لأنها من المواهب‏!‏

المسئول الحكومي لابد أن يكون شاغله الأوحد توفير أرض للرياضة في كل لحظة؛ لأن غالبية أطفالنا وشبابنا لا يلعبون لأنه لا توجد أرض يلعبون عليها، ومهمته أن يقاتل للحفاظ علي أرض الرياضة ويقاتل لأجل أن يضيف لها كل لحظة أرضا جديدة‏! ‏المسئول الحكومي مهمته الممارسة ولا علاقة له بالمنافسة‏!.‏

المسئول الحكومي لم يعرف أن تلك مقتضيات وظيفته وراح يدس أنفه في قطاع البطولة أو المنافسة لأجل أن يكون له مكان في الصورة ويظهر في الأضواء‏!.‏ لأجل أن يجلس في المقصورة بجوار الرئيس، ونحن لم نر وزيرا للرياضة في مقصورة إنما نجد رئيس اتحاد الكرة لأن هذا عمله ولأن قطاع البطولة لا دخل للوزير به‏!.‏ لم نر وزير الرياضة الإسباني يتلقى التهاني أو يقولون له «وِشّك حلو» بعد كأس الأمم الأوروبية التي فازت بها إسبانيا‏!.‏ لم نره بجوار الملك‏!‏

المسئول الحكومي عن الرياضة عندنا لا علاقة له بمهمته لأنه مشغول بقطاع البطولة وهذا القطاع لا قائمة له في غياب ممارسة أطفالنا وشبابنا للرياضة‏!».

للأسف ينطبق كلام الناقد الرياضي ليس على مصر وحدها ولكن على كل الوطن العربي، إذ لا يوجد مسئول يفرق بين أهمية الرياضة كممارسة والفارق الشاهق بينها وبين مفهوم قطاع البطولة والاحتراف

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 2274 - الأربعاء 26 نوفمبر 2008م الموافق 27 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً