العدد 1881 - الثلثاء 30 أكتوبر 2007م الموافق 18 شوال 1428هـ

مجموعة إيبسا 1/2

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

وقع زعماء الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا (الدول الثلاث الأعضاء في مجموعة «إيبسا») يوم الأربعاء الماضي 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في جوهانسبرغ، على مجموعة من الاتفاقات الكفيلة تعزيز التعاون، تشمل فيما تشمل الطاقة والدفاع والصحة والأدوية والتعليم العالي، ومضاعفة حجم التبادل التجاري بينها ليبلغ 15 مليار دولار في 2010.

وسبقت القمة سلسلة من الأنشطة المهمة فى جوهانسبورغ، منها اجتماعات 14 فرق عمل، ومبادرة نساء مجموعة «إيبسا»، ومنتدى الأكاديميين، ومنتدى رجال الأعمال، وندوة عن نقل التكنولوجيات، وأنشطة ثقافية. وفي كلمته التي خاطب فيها اجتماع رجال الأعمال الذي ضم حوالي 200 رجل أعمال من الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا في محاولة لتعزيز شراكتهم في التجارة والاستثمار، أكد وزير التجارة والصناعة الجنوب إفريقي، مانديسي امباهلوا، الحاجة إلى تسهيل اتفاقات التجارة التفضيلية بين الدول الثلاثة وازالة العقبات التجارية وغير التجارية. وعلاوة على ذلك نبه الوزير شركات الأعمال البرازيلية والهندية إلى فرص الأعمال المقدمة من قطاعات لها أولوية في خطة عمل السياسة الصناعية مثل السيارات والبلاستيكات والكيماويات والغابات ولب الورق. من جانبه دعا السكرتير التنفيذى لوزارة التنمية والصناعة والتجارة الخارجية البرازيلية، ايفان رامالهو، في تناوله المهمة القادمة، إلى تحديد سريع للرسوم الجمركية وكذلك العقبات غير التجارية لزيادة التجارة بين الدول الثلاث.

وحدد الاجتماع بعض المجالات الرئيسية الأخرى التي تحتاج إلى اهتمام كبير، مثل الحاجة إلى تجاوز التحديات التجارية والاستثمارية، وتدعيم التفاعل المتبادل بين الشعوب، وزيادة اشراك رجال الأعمال في بحث السياسات لضمان التصدي للعقبات أمام التفاعلات الاقتصادية المتزايدة، مثل الاعباء البيروقراطية.

وقال رئيس بوسا باتريس موتسبي: «ان قمة اعمال إبسا الثانية تؤكد مجددا بلا شك التزام الدول الثلاث بالمبادرة التي حققت منذ طرحها قبل اربع سنوات تأثيرا كبيرا في تعزيز علاقات الأعمال والتجارة بين دوائر الأعمال فى الدول الثلاث».

وانعكست توجهات اجتماع رجال الأعمال في البيان الختامي للقمة، التي جمعت رئيسي جنوب إفريقيا ثابو مبيكي، والبرازيل لويس اناثيو لولا دا سيلفا، ورئيس الحكومة الهندية مانموهان سينغ، من خلال تأكيد الزعماء الثلاثة قرارهم بإبرام اتفاق تجارة حرة بين الهند وجنوب إفريقيا والسوق المشتركة لأميركا الجنوبية «ميركوسور». وعرجت القمة على جولة الدوحة لمفاوضات منظمة التجارة العالمية، الراكدة بعد ست سنوات من إطلاقها في العاصمة القطرية، فقد نادي البيان بضرورة إزالة الحواجز على تجارة المنتجات الزراعية في العالم، باعتبار أنها تعوق الإنتاج في الدول النامية. وكان الرئيس البرازيلي لويس إناسيو لولا دا سيلفا ذهب إلى أبعد من ذلك في إشارة منه إلى محادثات منظمة التجارة الدولية المتعثرة التي بدأت قبل 6 سنوات حين شدد على أن الدول النامية تريد من جولة الدوحة من مباحثات التجارة العالمية أكثر من فتات الطعام الذي يلقى من طاولة الدول الغنية. وقال لويس إناسيو لولا دا سيلفا مخاطبا القمة: «إننا لا نريد المشاركة لأكل الحلوى، نحن نريد أن نأكل الطبق الرئيسي (البطة) واحتساء القهوة بعدها إذا أمكن». وفي هذا الإطار أوضح لويس إناسيو لولا دا سيلفا قائلا: «سنتوصل لاتفاق في الدوحة لكن من الضروري أن تكون الدول الأكثر احتياجا في العالم هي الرابحة وليس الأكثر امتيازا، فالدول الغنية لا تستطيع القضاء على احتمال حدوث تنمية صناعية بالدول الفقيرة». واعتبر المراقبون إشارات لويس إناسيو لولا دا سيلفا هذه ردا غير مباشر على اتهام وزير الزراعة الأميركي مايك جوهانز ممثلي الهند والبرازيل «بتغيير مسار المفاوضات الجارية في جولة الدوحة في وقت برز فيه مخرج في الأفق، وذلك عبر زيادة شروطهما في مسألة المنتجات الصناعية».

وفي سياق تعزيز موقعها السياسي على النطاق الدولي، قررت القمة تكثيف مساعيها للحصول على مقاعد دائمة فى مجلس الأمن، إذ ستتباحث بشأن توحيد مصالحها المشتركة تجاه عملية إصلاح نظام الأمم المتحدة.

وفي السياقق ذاته، شدد قادة الدول الثلاث على ضرورة تعديل نظام الأمم المتحدة، ولاسيما توسيع عضوية مجلس الأمن لضمان أن يعكس «الواقع الحاضر»، علما بأنها تتطلع إلى الحصول على مقاعد في هذه المجلس.

وعلى المستوى الإقتصادي العالمي تناولت قمة الدول الثلاث الأعضاء في مجموعة «إيبسا» التي شكلتها في العام 2003 كنواة لتوثيق روابط التعاون والتكافل بين بلدان الجنوب، قضايا التعاون في مجالات التغيير المناخي، وحقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب، وإزالة الأسلحة النووية من جهة، ولموازنة ثقل «مجموعة الثماني» لكبرى الدول الصناعية، ودفع عجلة التعاون بين بلدان الجنوب، انطلاقا من كون كل منها قوة إقليمية رائدة وتماشيا مع رغبتها في توثيق التعاون فيما بينها كجسر للتعاون والتجارة بين الأقاليم الثلاثة التى تنتمي إليها.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1881 - الثلثاء 30 أكتوبر 2007م الموافق 18 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً