العدد 1882 - الأربعاء 31 أكتوبر 2007م الموافق 19 شوال 1428هـ

إقبال كبير في مصر على العرض الأول لـ «سلطة بلدي»

التباين الشديد في آراء الحاضرين كانت أبرز سمات العرض الأول للفيلم التسجيلي «سلطة بلدي» الذي صوّرت بعض مشاهده في «إسرائيل»، وهو العرض الذي أقيم بالمركز الثقافي الألماني (غوته) بالقاهرة وحضره أكثر من 200 شخص بينهم عدد كبير من العرب والأجانب المقيمين بمصر.

وفوجئ منظمو العرض بإقبال غير مسبوق لا تستوعبه قاعة العرض؛ ما اضطرهم إلى إعلان تنظيم عرض ثانٍ في وقت قريب حتى يتاح لعدد أكبر مشاهدته، وعلى رغم ذلك فضّل كثيرون البقاء ومشاهدة الفيلم المثير للجدل وقوفا.

وحضرت العرض مخرجة الفيلم نادية كامل بصحبة أبطاله، ووالديها الكاتب الكبير سعد كامل والكاتبة نائلة كامل، وعدد من أقاربها إضافة إلى سينمائيين وكتّاب بينهم عطيات الأبنودي ويسري نصرالله وعلية البيلي.

وتدور حوادث الفيلم في 105 دقائق حول رصد دقيق لحال التشتت الكبيرة التي شهدتها العائلات المصرية عقب الحرب العالمية الثانية من خلال تاريخ عائلة المخرجة شديدة الخصوصية التي تضم مسلمين ومسيحيين ويهودا تفرقوا في عدد من الدول بينها إيطاليا والأرجنتين و «إسرائيل» إضافة إلى مصر.

وسردت المخرجة في فيلمها رحلتها بصحبة والديها لاكتشاف الباقين من العائلة في ايطاليا و «إسرائيل» في محاولة لتأكيد أن العلاقات الإنسانية لا يمكن أن تتحكم فيها القرارات أو الحدود السياسية.

ولكن زيارة المخرجة لـ «إسرائيل» وتصوير جزء من فيلمها هناك أثار ضدها الكثير من الانتقادات باعتبارها المخرجة المصرية الأولى التي تقدم على ذلك في ظل رفض كامل من الفنانين المصريين لتلك الفكرة واعتبار من يقوم بها مطبّعا مع «إسرائيل».

وغادر عدد من المشاهدين صالة العرض فور بدء عرض المشاهد التي صوّرت في «إسرائيل»، على حين هاجم آخرون فكرة إظهار الإسرائيليين أشخاصا ودودين على رغم «الفظائع» - على حد وصفهم - التي يرتكبونها يوميا بحق الفلسطينيين.

وقالت المخرجة في ندوة قصيرة تلت العرض: «إن معاناة الفلسطينيين لم تكن موضوع الفيلم وإنما البحث عن أصول عائلتها وأقاربها الذين تشتتوا في دول مختلفة عقب الحرب العالمية الثانية ولكن ربما يكون فيلمها القادم عن فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني».

وأضافت أنها قضت 5 سنوات من العمل الجاد في هذا الفيلم وصوّرت 300 ساعة منها 70 ساعة مع أمها فقط باعتبارها البطلة الرئيسية وعدد من الساعات في ايطاليا وساعات أخرى في «إسرائيل» على حين استغرق المونتاج عامين تقريبا.

ومن جانبه، قال نصرالله في الندوة إنه كان يتوقع مشاهدة فيلم مثير للجدل يتحدث عن «إسرائيل»، ولكنه فوجئ بفيلم «شديد الحساسية والإنسانية» عن عائلة شديدة التعقيد تضم الديانات الثلاث معا في نسيج واحد مثل كثير من العائلات المصرية القديمة «التي كانت تعيش في انسجام واضح حتى بدأت النُعرات الدينية والسياسية التفريق بينهم».

واعتبر الناقد السينمائي كمال القاضي الفيلم «وسيلة فنية مفضوحة» لتمرير مفاهيمَ سياسية داخل موضوع إنساني، مشيرا إلى أن المخرجة تعلم جيدا رفض كثيرين وخصوصا المصريين فكرة إظهار الإسرائيليين.

وأضاف القاضي بالقول إن الفيلم قدم «صورة منقوصة» للإسرائيلي الذي يعشق مصر وأهلها ويواظب على سماع أم كلثوم على حين أغفل جانبا أهمَّ «هو الصهيونية والوحشية التي يتعامل بها كل إسرائيلي مع الفلسطينيين».

وقالت المخرجة عطيات الأبنودي إنها تستنكر تهجم البعض على الفيلم «لأن المنطق يؤيد أن العمل الفني ملك صانعه ولا يملك المشاهد أن يفرض على العمل أن يجيب عن أسئلته الشخصية ويتجاهل الأسئلة التي أنتج من أجلها في الأساس وإلا فعلى كل مشاهد أن يصنع فيلمه الخاص الذي يناسب توجهاته وأفكاره».

وأضافت الأبنودي أنها لو أتيحت لها القصة نفسها التي قدمها الفيلم فلن تتركها أبدا وخصوصا أنه العمل الأول الذي يفتح ملفات مهجورة فنيا أهمها الدين والسياسة «اللذان أصبحا يتحكمان في مصائر البشر».

وردا على سؤال للمخرجة عن إمكان عرض الفيلم بشكل أوسع، قالت إن «دور العرض السينمائي في مصر لا تقبل الأفلام التسجيلية ولكن الفرصة متاحة لعرضه في المراكز الثقافية والمهرجانات وربما يصل إلى الفضائيات الجادة باعتبار التلفزيون المصري لا يعرض أفلاما تسجيلية حقيقية».

وأضافت أن الفيلم عرض في مهرجاني لوكارنو وأبوظبي وأنها تجهز حاليا للمشاركة به في المسابقة الرسمية لمهرجان السينما العربية بسان فرانسيسكو وبعده مهرجان إيست بنيويورك ثم مهرجان السينما التسجيلية في أمستردام.

العدد 1882 - الأربعاء 31 أكتوبر 2007م الموافق 19 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً