العدد 1885 - السبت 03 نوفمبر 2007م الموافق 22 شوال 1428هـ

تحليل سياسي «ماصخ»!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في إحدى الصحف العربية المشهورة، كتب رئيس التحرير مقالا تحت عنوان «على ماذا تفاوض واشنطن طهران»، محتجا بشدة على ما أعلنه المرشحان الديمقراطيان باراك اوباما وهيلاري كلينتون قبل أسبوعين، من نيةٍ للتفاوض مع إيران من دون شروط مسبقة في حال الوصول للبيت الأبيض. وتساءل: على ماذا التفاوض؟

ولتفنيد صحة هذه السياسة التي ترجّح كفة السلم على سياسة الحرب والدمار التي انتهجها جورج بوش وانتهت إلى احتلال بلد عربي وآخر إسلامي بالمنطقة، قال رئيس التحرير «العربي» إن طهران هي العمود الفقري لقوة حماس المالية، التي شقت الصف الفلسطيني، وأعوانها في لبنان يمزّقون بيروت ويريدون عودة المحتل السوري لتكون تحت الوصاية الايرانية. ويخلص في تحليله إلى نتيجةٍ أن إيران «تتأهب لالتهام العراق بمعاونة إحدى أدواتها وهي سورية»!

رئيس تحرير صحيفة عربية كبرى، يتحف القراء بهذا الرأي الملئ بالثقوب السياسية والعورات العقلية، فلو تكلّم عن حركة أو منظمة... لمرّرناها له، أما أن تصبح سورية إحدى أدوات السياسة الإيرانية فاسمح لنا يا سيد... فما هكذا تورد يا بو حميِّد الإبل!

كما هو واضح، مثل هذا الرأي الضعيف المتهافت، لا يستحق الرد، لولا تناوله للشأن البحريني بما يسوء. ففي سياق هجومه على إيران، وهو أمرٌ لا يهمنا ولسنا معنيين به على الإطلاق، فإنه ادعى انها «تتدخل في كل انتخابات العالم العربي، بضخ الأموال الطائلة لفرض واقعٍ مخالفٍ لطبيعة تلك الدول، وأبرز حالة كانت انتخابات مملكة البحرين»! ولأننا لسنا وكلاء عن الأحزاب السياسية العربية التي اتهمها هكذا باستلام «الأموال الطائلة» من إيران، إلا أن من حقنا أن نتساءل عن «الأحزاب» المحلية التي استلمت أموالا طائلة من الايرانيين!

الكاتب يبدو أنه يحتاج إلى تصحيح بعض معلوماته عن البحرين، فربما لا يعلم بأن ليس لدينا أحزابا حتى الآن، وكل ما لدينا مجرد «جمعيات سياسية»، تعجزغالبيتها عن دفع إيجارات مقارها، أصغرها تتسلم خمسمئة دينار معونة من وزارة التنمية، وأكبرها تتسلّم 2000 دينار، وهي لا تكفي لدفع فواتير الماء والكهرباء والهاتف والفاكس! ورئيس أكبر كتلة برلمانية عندنا، عليه مستحقات ديون يحتاج سدادها إلى عشرين سنة على الأقل!

ويبدو أن رئيس التحرير يجهل أيضا، أن غالبية الفائزين في الانتخابات البحرينية هم من التيار الديني، (أخوان وسلف ووفاق)، فلابد أن الأموال الإيرانية أثمرت بإيصال حلفائها وأصدقائها للبرلمان... وهو ما ضمن لها حتما فرض واقعٍ مخالفٍ لطبيعة البحرين!

ولأن التهمة خطيرة، فإننا ندعو النيابة العامة إلى فتح ملف للتحقيق مع جميع نواب الشعب البحريني، لكشف كيفية تحويل «الأموال الطائلة» لحساباتهم الخاصة بهذه السرية التامة التي لم يشعر بها ديوان الرقابة المالية ولا شعبة مكافحة الجرائم الاقتصادية ومكافحة غسيل الأموال. وأن تسعى لتكشف للرأي العام هوية مستلمي هذه «الأموال الطائلة»، بدءا بالنواب عادل المعاودة وعلي أحمد وعلي سلمان... وانتهاء بالسعيدي والعسومي والنائبة لطيفة القعود، فـ «كل شيء إلاّ الذمة المالية»!

قبل سنة تقريبا، استضافت البحرين مجموعة من رؤساء تحرير الصحف في مصر، ولما رجع أحدهم كشف لقرائه هناك أن كل شيعي في الخليج يتسلم راتبا شهريا من إيران، طفلا كان أو شيخا أو امرأة أو لاعبة تنس طاولة! أما رئيس التحرير الخليجي فجاءت طبخته «ماصخة» أكثر من اللازم... فلكي يحرّض هيلاري وأوباما على عدم التساهل مستقبلا مع إيران، شتم البرلمانات والديمقراطيات العربية وسخر من كل البرلمانيين العرب!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1885 - السبت 03 نوفمبر 2007م الموافق 22 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً