العدد 1888 - الثلثاء 06 نوفمبر 2007م الموافق 25 شوال 1428هـ

البحرين ليست للبيع

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

المشهد الأول، مكالمةٌ هاتفيةٌ من رجلٍ أَسمى نفسهُ بـ «الفنان»، يقول: أنا فنان من بلد عربي شقيق وأريد أن أقدم للبحرين إهداءات خاصة في العيد الوطني، والمطلوب مني، أن أرسل أحد المحررين لإجراء مقابلة خاصة معه. سألته، وهل تعرف البحرين؟، قال: لا، هذه المرة الأولى التي أزورها فيها.

المشهد الثاني: مقيمون عرب، منهم من أصبح بحرينيا خالصا، ومنهم من ينتظر. يتقافزون أمامي في الصُحف هذا يُقبِِّلُ يد، ثانٍ يركع، ثالثٌ يسجد، ورابعٌ يشيد بحلقات التاريخ ودلالاته. وخامسٌ يقسم بأنه في أوان المعركة، على الأقل جندي محارب!

هل تكونت لدى السادة العرب في جميع البلدان العربية، قناعات نهائية بأن خيرات وجنسية وأموال هذا الوطن (البحرين)، معروضة للبيع أو الإيجار أو الإهداء. إن لم يكن الأمر كذلك، فما معنى هذا التسابق الفظيع في الإرتماء في ما يشبه انقضاض العربي القديم «البدوي» على غنائم نهايات الحرب الهائمة على الأرض. أما الأهم من ذلك، هل ثمة في هذه البلاد فعلا من يقوم بتوزيع العطايا والأموال على مقالات المنافقين وفقا لعدد الكلمات/ الكذبات؟

حين يكتب الكاتب/ الشاعر/ الصحافي البحريني حبا في وطنه/ ملكه/ قياداته السياسية/ رمال أرضه، فهذا شأنه/ حقه/ وواجبه. لكن الذي يحدث اليوم، هو أن بعضا من الكتاب والصحافيين والشعراء والفنانين العرب الذين لا يملكون قيد أنملة من الحياء، باتوا يبالغون في التزلف والنفاق والتقرب المفضوح فيما يشبه نوعا قبيحا من أحقر أنواع «الطرارة».

البحرين ليست للبيع. وهؤلاء الذين يعتقدون أنهم أذكياء واستثنائيون جدا، لا بد أن يعرفوا أن الأرض لا تقبل/تحب/تعترف إلا بأهلها. وأن أهل البحرين في الدراز والبديع وبني جمرة والمنامة والرفاعين والمحرق يمتلكون من الحب لوطنهم إلى مستوى لا يحتاجون فيه من الطارئين على هذه الأرض، إلقاء دروس الحب والتضحية والبذل.

البحرين ليست للبيع، خيراتها وأرضها وهواؤها لأهلها - وبما يشمل من حصل على جنسيتها باستحقاق، وبحكم القانون - فقط، ومواطنوها كرام أعزاء نفس لا يحبون قيادتهم السياسية من أجل مال أو منصب، ولا يفدون أرضهم من أجل بيت تهبهم إياه الدولة، فهم بحرينيون حقا، صا دقون، مخلصون، لا يصنعهم الدينار والدولار ولا تحركهم الهبات والعطايا.

البحرين ليست للبيع، رسالة لكل من يزور البحرين لسياحة أو عمل ويعتقد - مخطئا - أنها كذلك.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1888 - الثلثاء 06 نوفمبر 2007م الموافق 25 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً