تعددت الكتابات التي حاولت أن تحدد معالم أبعاد الشبكات الاجتماعية على الإنترنت وأشكال المجتعات الجديدة التي بوسعها أن تخلقها، ومن أفضل الذين نجحوا في ذلك الباحثة الأميركية شاليني فنتوريلي.

ففي حوار أجرته معها من ماريسا يوبانكس، المحررة في نشرة «واشنطن» عن هذا الموضوع أجابت فنتوريلي، وهي مديرة شعبة الاتصالات الدولية في كلية الخدمة الدولية في الجامعة الأميركية في واشنطن: «لم يتصور أحد أن أضخم استخدام للإنترنت سيكون الاستخدام الاجتماعي. وما يدعم ذلك الاستخدام هو الحاجة الاجتماعية إلى العثور على مجتمعات على الإنترنت. ويشكل هذا مفارقة طريفة لأن التكهنات الأولى بشأن تأثير الإنترنت الاجتماعي كانت ستقضي على لحمة المجتمعات من خلال قصر الاتصال بين الأفراد إلى حد أكبر على الاتصالات غير الشخصية».

ومضت فنتوريلي في القول إن الإنترنت غيرت العلاقة بين الطالب والأستاذ، مقربة بينهما، مشيرة إلى أن الطلبة «يتوقعون أن تمتد عملية التعليم إلى خارج حدود غرفة الصف».

وذكرت فنتريلي إن الإنترنت أوجدت أيضا فرصا جديدة «لعلاقات بين أفراد شعب وشعب، وبين مواطن ومواطن». ويمكن لمجموعات الإنترنت أن تفتح أعين مستخدميها على أفكار جديدة ووجهات نظر جديدة. وعلاوة على ذلك، «يمكن للمواطنين عبر حدود الدول المختلفة تبادل الآراء والأفكار والمعلومات، ما يخلق منطقة عامة عالمية، يمكن أن تكون منفصلة تماما وحتى متناقضة مع عالم الاتصال الدبلوماسي والاتصال الذي يحدث بين دولة ودولة أخرى». وخلصت مديرة شعبة الاتصالات الدولية في كلية الخدمة الدولية في الجامعة الأميركية إلى القول: «إننا لا نقوم فقط بتغيير القنوات (التي نتصل من خلالها) أو الاتصالات بطريقة جذرية، وإنما (نقوم بتغيير) طبيعة إقامة العلاقات الاجتماعية والتجمعات الاجتماعية من خلال استحداث قواعد سلوك وخصائص اجتماعية جديدة توجه التفاعل على خط الإنترنت والاهتمامات المشتركة طويلة الأمد». وفي بداية حديثنا عن الشبكات الاجتماعية أشرنا إلى منصتها الإلكترونية وهي ما يعرف بتعبير ويب 2,0. والذي يميز ويب 2,0 عن الويب الأولى هو أن مستخدمها هو الذي يتحكم في البيانات والمحتويات ويساهم في تعزيزها وتصنيفها، هذا ما يحدث في ويكيبيديا وفليكر و del.icio.us، وكلما زاد عدد مستخدمي هذه الخدمات والمواقع ازدادت المحتويات وصنفت بشكل أفضل وارتفعت قيمة الخدمة أو الموقع أكثر، والاعتماد على المستخدمين في تنظيم المحتويات وتعزيزها يحتاج إلى إعطائهم الثقة وتوفير الوسائل التي تبسط عملية إنشاء وتنظيم المحتويات.

كما ان المواقع الشخصية في ويب 2,0 ستكون في الغالب على شكل مدونات. سابقا المواقع الشخصية لم يكن لها أسلوب معين، غالبا الناس ينظمون صفحات مواقعهم الشخصية كما يريدون، لم تكن هناك طريقة معينة لنشر المحتويات، البعض كان يقوم بإنشاء موقعه الشخصي ولا يحدثه إلا قليلا أو لا يحدثه أبدا، مع ظهور المدونات أصبح شكل المواقع الشخصية مألوفا، الموضوعات تنشر في الصفحة الرئيسية، لكل موضوع رابط ثابت لحفظه في الأرشيف، والأرشيف منظم بحسب الموضوعات وبحسب الأشهر، يمكن للزوار غالبا التعليق على الموضوعات. في ويب 2.0 يزول الفارق بين برامج الحاسوب وتطبيقات الويب، لنأخذ فليكر على سبيل المثال، يمكن لأي شخص التسجيل في الخدمة ووضع صوره فيها مجانا، ويمكنه أن يقوم بإنزال برنامج يساعده على وضع الصور في الخدمة من دون الحاجة إلى استخدام المتصفح، كما يمكنه استخدام برامج أخرى لتصفح الصور المحفوظة في فليكر. أضف إلى ذلك أن بعض مطوري المواقع قاموا بتطوير تطبيقات تستفيد من صور فليكر، مرونة فليكر نجدها أيضا في خدمات أخرى مثل del.icio.us، هذه المواقع توفر ما يسمى API للجميع، وهي وسيلة للتفاعل مع الخدمة والاستفادة من محتوياتها عن طريق البرامج أو المواقع، هذه الخدمات تشجع المستخدمين على تعديلها (hacking) وتطويرها لتتناسب مع احتياجاتهم. وقبل أن نصل إلى نهاية حديثنا عن الشبكات الاجتماعية، لابد وأن نعرج على العربية منها والتي تشهد هي الأخرى نموا ملحوظا – ربما أقل سرعة من نظيراتها العالمية – لابد من الإهتمام به. أول هذه الشبكات هي شبكة أفلق (www.efleg.com ) والتي تعمل تحت شعار «أخبارك... من اختيارك» وهو عبارة عن موقع أخباري اجتماعي يعتمد على زواره في اختيار الأخبار والتصويت عليها ونشرها، إذ يملك زوار الموقع مطلق الحرية في اختيار الأفضل ونقله إلى الصفحة الرئيسية من خلال التصويت عليه.

بعده نجد شبكة ضربت (www.darabet.com ) وهو موقع أقامه مجموعة من الشباب الأكاديميين العرب من مختلف الدول العربية والمتخصصين في عدة مجالات كما هو مذكور في الموقع.