العدد 1891 - الجمعة 09 نوفمبر 2007م الموافق 28 شوال 1428هـ

جمعية البحرين للإنترنت... ذلك الجندي المجهول

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في احتفال رصين رعاه رئيس مجلس إدارة سوق العمل نزار البحارنة، والمدير الإداري لشركة استيراد عبدالرحمن جمشير، وحضره الكثير من ذوي الاهتمام بواقع تقنية المعلومات في مملكة البحرين وإمكانات تطورها مثل الرئيس التنفيذي للحكومة الإلكترونية محمد القائد ووزير الدولة المساعد في الهيئة المركزية للمعلوماتية محمد العامر احتفلت جمعية الإنترنت بتخريج الدفعة الثانية من دورة برنامج «الروابط المهنية» (Career Connections) الذي تنفذه جمعية البحرين للإنترنت بالتعاون مع شركتي مايكروسوفت العالمية و «استيراد» البحرينية، والهادف أساسا إلى إعداد الموارد البشرية البحرينية للانخراط في سوق العمل بتأهيلها مهنيا وتزويدها بالمهارات التقنية التي تحتاجها.

وفي كلمته التي افتتح بها حفلة التخرج، خرج رئيس جمعية البحرين للإنترنت على ما هو معهود في مثل تلك الكلمات، وراح، عوضا عن ادعاء الإنجازات، يدعو المسئولين للاستفادة من «المقومات الأساسية التي تمتلكها مملكة البحرين للنهوض بصناعة تقنية المعلومات والاتصالات وتطويرها لجعلها جزءا لا يتجزأ من اقتصادها الوطني بحيث تساهم في زيادة جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة (FDI)، وإيجاد فرص عمل جديدة». واستحضر الحجيري في كلمته، ومن أجل تعزيز ما دعت إليه التجربة السنغافورية التي «تخطط لخلق 80 ألف وظيفة في قطاع تقنية المعلومات بحلول العام 2015».

وانتهى الحجيري، في كلمته المكثفة، بمطالبة البحرين «باتخاذ خطوات إيجابية على عشرة محاور أساسية»، إن هي أرادت الوصول إلى المستوى الذي يبيح لاقتصادها الانخراط في المنافسة الاقتصادية لجذب رؤوس الأموال الأجنبية على الصعيد الإقليمية والعالمية، وتعزيز البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ثم فاجأ الحجيري الحضور بالإفصاح عن مجموعة البرامج التي تعمل جمعية البحرين للإنترنت - في صمت بعيد عن الأضواء - وشركاؤها على إطلاقها في المرحلة القريبة المقبلة، ومن أهم تلك البرامج، وجميعها في نطاق تقنية المعلومات والاتصالات هي: تدريب 400 باحث عن العمل خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، برنامج تدريب 1000 عاطل عن العمل خلال العام 2008، افتتاح مركز جمعية البحرين للإنترنت للتدريب التقني (CLTC)، البدء بتدريب 700 موظف يعملون في المؤسسات المتوسطة والصغيرة، إطلاق برنامج التدريب التقني للمرأة، وإطلاق برنامج تدريبي لذوي الاحتياجات الخاصة.

بعد ذلك تحدث مدير قسم القطاع العام في مكتب شركة مايكروسوفت في البحرين آدم تمام الذي تحدث عن مدى التزام مايكروسوفت ببرامج التدريب هذه، وحرصها على انخراط المتخرجين منها في أسواق العمل التي بات «86 في المئة من وظائفها الجديدة تعتمد حاليا على تقنية المعلومات.» وأشار آدم إلى الرؤية التي تحكم مايكروسوفت في رعايتها لمثل هذه المبادرات أو البرامج، إذ قال: «نحن في مايكروسوفت نرى أنفسنا أسيادا للتكنولوجيا بدلا من أن نكون عبيدا لها. هذا الأمر يجعلنا نرى ونتمسك بذلك الخيط الرفيع الذي يربط بين التكنولوجيا ودورها الاجتماعي والتنموي». ويستطرد آدم «نحن في مايكروسوفت - وهذا يشمل طبعا مملكة البحرين - نعزز من الدور الإيجابي اللامحدود الذي تمارسه التكنولوجيا في تطوير مهارات الفرد في تقنية المعلومات والاتصالات كي يتحول المواطن من عبء اقتصادي واجتماعي على الدولة إلى عنصر إيجابي منتج يمارسه دوره الفعال في الاقتصاد الوطني».

وهذا ما يؤكده المدير الإقليمي للبرامج الاستراتيجية في مايكروسوفت زكي خوري حين يؤكد أن الاتصالات تولي الكثير من الاهتمام للبعد الاجتماعي التنموي لتقنية المعلومات والاتصالات... الأمر الذي يجعلها تركز على خلق الجيل الثاني ممن يرغبون في امتلاك مهارات تقنية المعلومات والاتصالات... الجيل القادر على التفاعل المتزامن مع منصات تقنية مختلفة تشغل بيئات مختلفة في آن واحد.

هذه الجهود التي تبذلها جمعية الإنترنت والعمل الدؤوب الذي تقوم به في صمت يرفع علامات تحد كبيرة أمام جميع من هو مسئول عن تقنية والمعلومات والاتصالات في المملكة كي يحتضن مثل تلك البرامج ويرعاها كي تمارس دورها في تعزيز الاقتصاد الوطني وتساهم في نقله من بنيانه التحتي التقليدي إلى هياكله الجديدة التي يحتاجها والقائمة أساسا على تقنية المعلومات والاتصالات.

وليس المقصود بالرعاية إغداق الأموال ولا تحويل المسئولين في الجمعية إلى نجوم حملات إعلامية كما يجري التعامل مع مديري برامج أخرى... المطلوب هنا أن تعطى الجمعية ومعها الجنود المجهولين الذي يعملون بصبر منذ تأسيس الجمعية ما يساعدهم على تنفيذ البرامج الطموحة التي هي على جدول أعمال خطة الجمعية.

وطالما نحن نتحدث عن تأهيل الموارد البشرية البحرينية، وتزويدها بالمهارات التي تحتاجها في مجال تقنية المعلومات والاتصالات كما ورد في كلمة الحجيري فلماذا لا يعمل الجميع - وفي القلب من هذا الجميع جمعية البحرين للإنترنت - لوضع وتنفيذ خطة استراتيجية متكاملة ترتكز على ما جاء في كلمة الحجيري.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1891 - الجمعة 09 نوفمبر 2007م الموافق 28 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً