عندما يسجل المهاجم الايطالي لوكا توني أي هدف فإنه يضع يده اليمنى عند أذنه ثم يحرك رسغه في حركة دائرية كما لو كان يسأل: «هل فهمتم»؟

في ألمانيا إذ يلعب توني لنادي بايرن ميونيخ، لا شك من أن رسالته قد وصلت للجماهير، فهو هداف متميز لا يجد صعوبة في إحراز الأهداف في الدوري الألماني.

ويقول مدرب بايرن ميونيخ أوتمار هيتز فيلد «لديه جهاز رادار في رأسه. ودائما ما يوجد في المكان الصحيح... دائما ما يكون جاهزا لاستقبال الكرة في أي وقت. نادرا ما قابلت لاعبين يتمتعون بهدوء أعصاب شديد أمام المرمى مثله».

بينما يقول مدير عام النادي أولي هونيس «كنا نبحث عن مهاجم يستطيع تسجيل عدد كبير من الأهداف. وهذا ما يفعله توني».

وبتسجيله ثمانية أهداف خلال عشر مباريات تقدم توني إلى صدارة قائمة الهدافين في دوري الدرجة الأولى الألماني لهذا الموسم إلى جانب زميله بخط هجوم بايرن ميونيخ ميروسلاف كلوزه.

واستمرت عجلة تسجيل الأهداف بالنسبة الى توني في الأسبوع الماضي عندما سجل هدفين لبايرن في مسابقة كأس ألمانيا.

وكان توني انتقل إلى بايرن ميونيخ في نهاية الموسم الماضي مقابل 11 مليون يورو وهو ما يعتبر مبلغا كبيرا في الدوري الألماني وخصوصا إذا كان للاعب عمره 30 عاما حاليا.

ولكن توني نفسه بدأ مشواره مع النجومية متأخرا. فقد بدأ مشوار توني الرياضي يزدهر خلال المواسم القليلة الماضية وحسب. ولا بد أن توني القادم من مدينة مودينا الايطالية يشعر الآن بأنه يعوض الوقت الذي أضاعه بعيدا عن أضواء النجومية.

فتوني لم يلعب بدوري الدرجة الأولى الايطالي قبل أن يتم 23 عاما بعدما لعب بدوريي الدرجتين الثانية والثالثة بالبلاد.

ويبدو أن توني كان فقد الأمل فعلا في اللعب بدوري الأضواء عندما جاءته الفرصة بالانضمام لنادي باليرمو في موسم 2003/2004. وسجل توني 30 هدفا لباليرمو في 45 مباراة بذلك الموسم. وانتقل توني بعدها إلى فيورنتينا وسجل له 31 هدفا خلال موسم 2005/2006 ليفوز بجائزة «الحذاء الذهبي» كأفضل هداف في أوروبا.

وبحلول ذلك الوقت كان توني قد حجز مكانه بصفوف المنتخب الايطالي أيضا.

وتوج المهاجم الايطالي مع منتخب بلاده بلقب بطولة كأس العالم في الصيف الماضي بألمانيا.

ويعلق مدرب المنتخب الألماني يواخيم لوف على توني قائلا «إنه واحد من أفضل عشرة مهاجمين في أوروبا بالنسبة الي».

ويضيف «إنني أضعه في المستوى نفسه مع صمويل إيتو وديدييه دروغبا وتييري هنري وكلوزه. إنه يسجل أهدافا مهمة... وهو لاعب على أعلى مستوى».

ويبدو توني الذي يبلغ طوله مترا و94 سنتيمترا في بعض الأحيان ثقيل الحركة ولكن هذا الانطباع يزول سريعا عندما يتحرك «مثل الزرافة» بحسب وصف هيتزفيلد ليضع الكرة داخل الشباك سواء بقدمه اليسرى أو اليمنى أو برأسه.

وبمظهره وهيئته التي تشبه عارضي الأزياء تماما، فإن بريق توني وتألقه لا يتوقفان خارج الملعب أيضا. حتى أن حلقات بايرن ميونيخ التدريبية هذه الأيام باتت تجذب عددا كبيرا من المشجعات الشابات.

ومع ذلك لا يوجد شيء من كل هذا يشد انتباه توني الذي تربطه علاقة قوية وطويلة الأمد مع مقدمة التلفزيون الايطالي وعارضة الأزياء مارتا تشيكيتو. حتى أنهما أصبحا حسبما تقول الصحف الألمانية «الثنائي اللامع» الجديد في مسابقة الدوري الألماني.

ويقول توني عن صديقته «كنت محظوظا لأنني قابلت مارتا وأنا لاعب بدوري الدرجة الثالثة. فقد كانت تميمة حظي. ومنذ ارتباطنا انطلق مشواري الرياضي بقوة».

وأثار توني بعض الدهشة عندما وافق على الانضمام إلى بايرن ميونيخ. فقد جرت العادة على انتقال المهاجمين الألمان الكبار إلى إيطاليا ، أما وجود مهاجمين إيطاليين بارزين في الدوري الألماني فهو أمر نادر الحدوث. ولكن بايرن الذي سبق للايطالي جيوفاني تراباتوني تدريبه تقرب من توني بحكمة بالغة. وربما يكون توني نفسه قد اقتنع بالانضمام إلى بايرن بسبب ما يتقاضاه من راتب كبير يبلغ 5.5 ملايين يورو سنويا.

وأزال روجيريو ريتزيتيللي، وهو الايطالي الوحيد الذي سبق له الانتقال من الدوري الايطالي لنظيره الالماني، أي شكوك أخرى بشأن هذا الأمر. فقد أشاد ريتزيتيللي، الذي فاز بلقب الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ العام 1997 بعد انضمامه إليه قادما من نادي تورينو الايطالي، بالنادي الألماني العريق.

وقال ريتزيتيللي في بداية هذا الموسم «لقد كان لوكا قلقا بعض الشيء من الذهاب إلى ألمانيا - بسبب اللغة ولأنه لم يسبق سوى للاعب إيطالي واحد فقط الانتقال من الدوري الايطالي إلى الدوري الألماني. ولذلك فقد اتصل بي هاتفيا».

ومازال توني لا يجيد اللغة الألمانية ومع ذلك فإن درجة تفاهمه مع زميله بخط هجوم بايرن اللاعب البولندي المولد كلوزه تبدو قريبة من المثالية على رغم أنهما لا يتحدثان سويا إلا عن طريق لغة إنجليزية ركيكة.

كما يبدو مناسبا للاعب أطلق عليه لقب «المدفعجي» في إيطاليا تيمنا بالمهاجم الألماني العظيم جيرد مولر (أول من أطلق عليه هذا اللقب) أن يلعب لنفس النادي الذي سبق أن لعب له المهاجم الألماني نفسه.

ومن المرجح ألا ينجح أي مهاجم آخر في بايرن ميونيخ في معادلة رصيد مولر من الأهداف مع النادي. ولكن إذا صح اعتبار الأشهر القليلة الأولى بالموسم مؤشرا على أي شيء، فمن المنتظر مشاهدة المزيد من أهداف توني والمزيد من احتفالاته المميزة بتسجيل الأهداف.