جاء تجاهل اللجنة الأولمبية البحرينية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة للصحافة الرياضية المحلية وإبعادها عن الوفد البحريني الكبير المشارك في الدورة الرياضية العربية التي ستقام في مصر، بمثابة ضربة قوية وتجاهل فاضح يكشف مكانة الصحافة الرياضية في حسابات قياداتنا الرياضية!
وإذا لم تخنّا الذاكرة فإنها المرة الأولى التي يذهب فيها وفد رياضي بحريني في دورة عربية أو قارية أو أولمبية من دون وجود صحافي مرافق منذ سنوات طويلة، وهو ما يضع علامة استفهام بشأن هذا التجاهل الذي يبدو أنه مقصود ومتعمد من اللجنة الأولمبية التي يفترض أن تحمل المعاني والأهداف الرياضية السامية البعيدة عن المجاملات والأهواء الشخصية، ويبدو أن هذه اللجنة لم تتعلم وتسعى إلى تصحيح خطئها القديم في اختيار الصحافيين المرافقين بالمجاملات والتقنين!
والغريب أن هذا الوضع يحدث في ظل الطفرة الصحافية التي تشهدها البحرين منذ 5 سنوات وازدياد الصحافيين الرياضيين إلى نحو 56 صحافيا وكلهم واجهوا التجاهل من «الأولمبية» التي فضلت أن يقتصر وفدها الإعلامي على الطاقم التلفزيوني، ويبدو أن ذلك بهدف استثماره في إبراز وتلميع صور المسئولين في الوفد وتسيير الطاقم وفق ما يريدونه!
والأغرب أن بعض مسئولي الوفد البحريني في الدورة العربية كانوا يتحدثون خلال اجتماعهم مع إداريي فرقنا المشاركة الأسبوع الماضي عن أهمية التعاون والتعاطي مع الإعلاميين وإعطائهم التصريحات خلال منافسات الدورة العربية، في الوقت الذي يبدو أن ذلك مجرد شعار مطاطي للاستهلاك الإعلامي في ظل إبعاد الصحافة الرياضية عن الوفد الرسمي الذي اكتظ بالإداريين وبعض ممن «هب ودب» من أفراد، ولكنهم وجدوا في وجود صحافي ضمن الوفد بمثابة «شخص غير مرغوب فيه أو حتى مغضوب عليه».
ولعل السؤال الذي يفرض نفسه.... كيف ستتعامل الصحافة الرياضية المحلية مع هذا الموقف الذي لا يعترف بمكانة صحافتنا وإبعادها عن الوفد الموصوف بالأكبر في تاريخ مشاركاتنا العربية؟ وهل سيكون هناك موقف من صحافتنا الرياضية تجاه ما تعرضت إليه في عدم إبراز «الأخبار المعلبة المنمقة» التي سترسل إليها يوميا لنشرها، أم ستكون صحافتنا سلبية وتنشر ما يرسل إليها... لتكون كالساكت عن الحق شيطانا اخرس!؟
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1892 - السبت 10 نوفمبر 2007م الموافق 29 شوال 1428هـ
