العدد 1898 - الجمعة 16 نوفمبر 2007م الموافق 06 ذي القعدة 1428هـ

غنيم و «الشبكة»

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

تكاد تشكيلة التيارات السياسية الإسلامية في مختلف دول الخليج العربي تكرر نفسها. قد تختلف حجما وقوة وتأثيرا، ولكنها في النهاية تشترك في «التصنيف العام»، بل إن كل تيار من تلك التيارات مرتبط ارتباطا وثيقا بأشباهه وإخوانه في كل دولة من تلك الدول، يتبادل معها الخبرات والمشروعات والخطط مشكّلا إجمالا «شبكات»، و «حلقات وصل» رسمية أحيانا ، و «غير رسمية» غالبا.

الإخوان المسلمون، الشيعة، والسلف هم أبرز تلك التيارات السياسية التي تشترك كل منها - رغم اختلاف مواقعها - في ايديولوجيتها الفكرية ومرجعيتها العامة بشبكة علاقات «خليجية» قوية. وتكاد العلاقات الرابطة بين «أصحاب الفكر الواحد» بين هذه التيارات حتى مع اختلاف دولهم تقوى على العلاقات الرابطة بينها وبين التيارات الأخرى في البلد نفسه، حتى مع الاشتراك في الهدف، بل إن تبادل الخبرات بينها يميل في أحيان كثيرة للحصول على «نصائحَ» لكيفية التعامل مع تيار آخر «بعينه» من ذوي الخبرة من التيار نفسه في دولة خليجية أخرى.

ولأن دولة الكويت الشقيقة متقدمة إجمالا على جاراتها الخليجيات في تجربتها السياسية، التي أفرزت تيارات سياسية أكثر نضجا مع الزمن، أصبح كل منها إجمالا «أبا روحيا» لأتباع التيار نفسه في الدول الخليجية الأخرى منها البحرين. فما يفعله الشيعة في الكويت مرتبط بما يفعله الشيعة في البحرين، وما يقوم به سلفيو الكويت متفق عليه مع سلفيي البحرين، وما يتخذه الإخوان المسلمون في الكويت من مواقفَ يلهم الإخوان المسلمين في البحرين وهلمّ جرا. ولهذا الارتباط الوثيق أسبابه «المفهومة»؛ لكونه نابعا من الطبيعة المتشابهة كثيرا بين البلدين الشقيقين، اللذين إن زرت أحدهما فكأنك تقريبا تعرفت إلى الآخر. ناهيك عن النظام السياسي والاجتماعي المتقارب جدا بينهما.

غير أن للفارق الزمني في التجربة السياسية أثره الكبير على مواقفَ وردود فعل كل من هذه التيارات السياسية على حدة. فللوحدة بين التيارات في المواقف السياسية «الكبرى» معنى على الأرض في الكويت، لم نشهد له مع الأسف شبيها حتى اليوم في البحرين.

وجود «شبكات» من العلاقات الوطيدة بين التيارات السياسية الإسلامية في الدول الخليجية كوّن عبر الزمن مواقفَ موحدة ومشتركاتٍ أصيلة بينها، من الصعب أن تتناقض كثيرا في موضوع بعينه. وربما يلقي هذا الأمر بظلاله على الزوبعة التي أثيرت أخيرا بشأن الداعية الإسلامي وجدي غنيم، الذي أُبْعِد عن البحرين أخيرا جراء موقف «سلفي كويتي» صارم ضده نتيجة شريط قيل إنه أهان فيه الكويتيين. غنيم يؤكد أن علاقته بالسلفيين في البحرين طيبة وعلى ما يرام، بل إنهم «وضعوه على رأس قائمة الدعاة الذين يجب تجنيسهم في البحرين»، ولكنه في الوقت ذاته يشن هجوما حادا على «سلفيي الكويت» ويؤكد أنهم «من أشعلوا حوله هذه الفتنة».

لا نعرف فعليا حقيقة موقف السلفيين في البحرين من غنيم، ولكن ما ذكره يثير علامة استفهام كبيرة، إذ لم تكن «الشبكة السلفية» في البحرين والكويت لتتخذ مواقفَ على هذه الدرجة من التناقض من شخص واحد أو قضية واحدة بعينها. ولابد أن في الأمر شيئا آخرَ لم يتضح بعد للعيان.

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 1898 - الجمعة 16 نوفمبر 2007م الموافق 06 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً