أدى ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية وهبوط مبيعاته في دبي إلى تفاقم مشاعر القلق بين المتعاملين من أن تفقد الإمارة بريقها كمركز إقليمي لتجارة الذهب.

وقال أحد المتعاملين أمس (الأربعاء) «هذه أصعب فترة نشهدها للمبيعات منذ بداية العام». وأضاف «نخشى إذا تجاوزت الأسعار مستوى 850 دولارا للأوقية أن نفقد المزيد والمزيد من الزبائن».

وبلغ الذهب في المعاملات الفورية أعلى مستوى في 28 عاما عند 845,40 دولارا للأوقية في وقت سابق من هذا الشهر وأصبح على مسافة 5 دولارات فقط من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 850 دولارا للأوقية الذي بلغه في لندن في يناير/ كانون الثاني 1980.

وقال رئيس مجلس إدارة رابطة سوق الذهب في لندن جيريمي تشارلز (الاثنين) الماضي إن الاتجاه الصاعد في سوق الذهب وتراجع الدولار والقوى الايجابية في السوق قد ترفع الذهب الى أعلى مستوى على الإطلاق ولكن هذا قد يؤدي في الوقت نفسه الى عمليات بيع لجني أرباح ويحد من الطلب على الحلي. وأثر ارتفاع سعر المعدن النفيس بالفعل على مبيعات الذهب في دبي خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول إذ تراجعت المبيعات بنسبة 6 في المئة مقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي وفقا لمجموعة دبي للذهب والمجوهرات. وقالت المجموعة إنها كانت تتوقع ارتفاعا بنسبة 30 في المئة في قيمة مبيعات الذهب. وقال أحد المتعاملين «اضطررت أحيانا إلى عمل تخفيضات هائلة على رسوم تصنيع المشغولات الذهبية من أجل الاحتفاظ بزبائني». ودبي سوق معروفة لتجارة الذهب والحلي التي يغذيها الطلب القوي من العالم العربي والهند السوق الرئيسية للذهب في العالم. وقال المتعاملون إن تباطؤ الطلب على الذهب في الهند اثر أيضا على سوق دبي. وتحسن الطلب على الذهب في الهند أمس الأول (الثلثاء) مع التراجع الطفيف للأسعار ولكن معظم المتعاملين يقولون إن الإقبال الحقيقي على شراء الذهب في موسم الزواج قد يبدأ الأسبوع المقبل. وقال متعامل في سبائك الذهب في دبي «إذا استقرت الأسعار وانتعش الطلب من الهند مرة أخرى فقد نرى انتعاشا قريبا في دبي لكن هذا لن يحدث قبل بضعة أسابيع»