العدد 1903 - الأربعاء 21 نوفمبر 2007م الموافق 11 ذي القعدة 1428هـ

وزير الخارجية ... أمام بطولات النواب

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

لم يبقِ السادة النواب على اختلاف كتلهم وتوجهاتهم من فنون الاستعراض أمام الصحافيين شيئا، النواب الشجعان مارسوا هذه العنترية الطارئة أمام وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بدعوى أنه المسئول عن تطبيع مفترض بين البحرين والكيان الصهيوني الذي يمثل العدو التاريخي والأبدي للعرب والمسلمين. ولأن العنترية في موضوعة «فلسطين» هي بمثابة الساحة البطولية المفتوحة على مصراعيها من دون رقابة أو حد، كان لوزير خارجيتنا أن يكون أشبه ما يكون بضحية الإخفاقات المتتالية لهذا المجلس النيابي الضعيف والمحكوم بالمزايدات على الملفات الفارغة. وعليه، لا يمكنني اعتبار ما جرى في المجلس النيابي، إلا بمثابة التعويض عن حالات مرضية قوامها الإحساس بالعجز والضعف وقلة الحيلة، ليس أكثر، فالبطولات العربية على حساب موضوعة فلسطين، تستحق المجازفة، والشارع سيساند المجازفات بكل ما يستطيع من قوة.

اللغة التي كانت تسيطر على مداخلات السادة النواب في الجلسة الأخيرة، كانت لغة المقاومة والجهاد والوقوف الصلب والتاريخي والاستثنائي أمام «إسرائيل»، وحمل المشهد المفتوح الأفق في طياته، رسائل مفادها أن وزير خارجيتنا هو المسئول الأول والأخير عما يجري على الأراضي الفلسطينية، وإلا فما معنى أن يرفع السادة النواب نماذج من صور المأساة الفلسطينية - ولا ندري إن كانت الصور المرفوعة هي نتيجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو الفلسطيني الفلسطيني - في مشهد لا يتوازى ولا يتطابق ولا يلائم اعتباره ردة فعل مع مشهد لقاء كان وزير خارجيتنا ينفذ فيه، ما أقرته الجامعة العربية، وما تمليه عليه واجباته الوظيفية كدبلوماسي عربي.

حين جالس البطل الليبي عمر المختار قادة الحرب الإيطاليين لم يكن خائنا لبلده أو نجسا يحتاج إلى تطهير يديه بالتراب. وكذلك هو وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد لم يكن خائنا لبلده أو نجسا حين كان يقوم بمهمات عمله وبما تمليه عليه واجباته الوظيفية. وفضلا عن استغرابي لتلك الصورة العدائية التي ظهر بها النواب في توصيف مصافحة اليهودي مجازا بـ «النجاسة» كانت مداخلات السادة النواب لا تنطلق في أبجدياتها إلا بما يشبه المارثون الخطابي الفارغ وهو ما لم نشهده في متابعاتنا لمناقشاتهم حول ملفات الفساد والتلاعب بالمال العام في باقي وزارات الدولة.

لا يحق لنواب البحرين التي وقعت على اتفاقيات ومعاهدات دولية - أقرها المجلس النيابي - كانت تشترط فتح اقتصادها أمام دول العالم كله، استهداف وزير من الوزراء أو مسئول من المسئولين حين يقوم بما تمليه عليه واجبات عمله، الذي يحق للنواب وهو من اختصاصهم هو تشريع ما يعدل من مهمات عمل السلطة التنفيذية فقط. وخلاف ذلك، لا يحق لأحد أن يزايد في موضوعة فلسطين التي لا تستحق من البعض توظيفها كدعاية سياسية لمصالح خاصة

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1903 - الأربعاء 21 نوفمبر 2007م الموافق 11 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً