العدد 2277 - السبت 29 نوفمبر 2008م الموافق 30 ذي القعدة 1429هـ

أصحاب الإعاقة... حضورٌ وحقوق

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نظمت جمعية الصداقة للمكفوفين عصر الجمعة الماضي مهرجان «التواصل مع الكفيف»، على ساحل الغوص برعاية محافظ المحرّق سلمان بن هندي.

قبل ذلك بأسبوع (السبت قبل الماضي)، تم تنظيم ماراثون للمشي على ساحل النادي البحري، شارك فيه عددٌ كبيرٌ من الجمعيات ذات العلاقة، وفي الفترة نفسها شارك مركز البحرين للحراك الدولي في الدوحة بعرض عمل مسرحي سبق أنْ شاهدناه قبل أكثر من عام على مسرح النادي الأهلي.

يوم أمس، كنّا على موعدٍ مع احتفالٍ في قاعة طيران الخليج، نظّمته لجنة مشتركة من أربع جمعيات: (جمعية الصداقة للمكفوفين، جمعية الصم البحرينية، مركز البحرين للحراك الدولي، والجمعية البحرينية لأولياء أمور المعوّقين وأصدقائهم). الاحتفال أقيم برعاية نائب رئيس اللجنة العليا لشئون المعوقين الشيخ دعيج آل خليفة، وذلك في خيمةٍ مجهّزةٍ غصّت بالحضور، أغلبهم من أصحاب الشأن أو ذويهم، وكان بهدف تكريم نخبةٍ من النساء المتميزات في مجال تعليم ذوي الإعاقة. هذا التكريم لفتة إنسانية كريمةٌ لما تحمله من معاني العرفان والتقدير، لهذه الفئة العاملة في الظلّ، من جنود الوطن المجهولين والمجهولات.

ففي صخب السياسة والخلافات التي لا تنتهي، تأتي مثل هذه الأنشطة والفعاليات، متنفسا وراحة من عناء العمل اليومي وتجاذباته، خصوصا أنك لن تجد في هذا العالم تلك الحساسيات الطائفية التي تكاد تخنقنا وتمنع عنّا الهواء الوطني النقي.

لا أريد أنْ أقول إنه عالمٌ مثاليٌ وخالٍ من المعاناة، فلأصحاب الإعاقة مشاكلهم ومعاناتهم، وإذا كان الوعي الاجتماعي العام تطوّر من حيث إدراك أبعاد مشكلة الإعاقة، إلا أنّه لاتزال هناك جوانب أخرى تحتاج إلى الكثير حتى يتحقق الدمج بالدرجة المطلوبة.

ربما بدت الفعاليات متقاربة في الأيام الأخيرة، لوجود عدّة مناسبات دولية للاحتفال بالفئات الخاصة، إلا أنّ هناك نزعة قوية تجدها لدى هذه الفئات المهمّشة لإيصال صوتها للمجتمع، قد تكون هي الحافز لمثل هذا النشاط الدؤوب. فالصحافة والإعلام عموما، نادرا ما يصيخ السمع للأصوات الخفيضة، وأصحاب المشاكل «الخاصة» جدا، مع أنّ أعدادهم اليوم تجاوزت المئات إلى بضعة آلاف. فهناك إعاقات سمعية وبصرية وحركية، فضلا عن التخلّف العقلي والتوحّد، التي تضيق عن استيعابهم المؤسسات الموجودة على الأرض، حكومية أو أهلية أو خاصة.

عندما تحضر معهم، تستشعر أنّ لديهم رسالة يودون أنْ يبوحوا بها في خفَرٍ وحياءٍ وعزّة نفس؛ لتصل إلى المجتمع: «نحن موجودون هنا. نحن مواطنون أمثالكم. لنا حقوقٌ ولنا معاناة. لنا حياةٌ خاصة أغلبكم لا يعرفونها. لا نريد منكم شفقة ولا إحسانا، وإنّما تفهما لتساعدونا لنكون شركاء معكم في الحياة. أولى الخطوات الدمج».

أرجو ألا أكون قد أخطأت في نقل الرسالة بكلّ دقة، فكلّنا معنيون بالأمر، فلا يكفي أنْ يكون لدينا طفلٌ معوّقٌ -لا سمح الله- لنساعد أو ندعم هذه الجمعيات أو نتطوّع للعمل بها، وكلٌ منّا مسئولٌ أيا كان موقعه ومنصبه. ذوو الإعاقة الحركية نشروا رسائل مفتوحة للمطالبة بمراعاتهم من ناحية التوظيف والحقوق التأمينية وظروف العمل، ربما لم تجد صدى قويا لدى النوّاب. أمّا الصمّ فيُطالبون وزارة التربية والتعليم بفتح المجال أمامهم لمواصلة الدراسة الثانوية، فقطار التعليم يتوقف بهم عند المرحلة الإعدادية.

إنّهم يسجّلون حضورهم في كلّ مناسبة، ويُطالبون في هدوءٍ بحقوقهم، فهل ننصفهم؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2277 - السبت 29 نوفمبر 2008م الموافق 30 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً