العدد 1906 - السبت 24 نوفمبر 2007م الموافق 14 ذي القعدة 1428هـ

أمن الخليج يتطلب شراكة منفتحة على المستقبل

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مطلع الشهر المقبل سينعقد المؤتمر الدولي لـ «حوار المنامة» الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لمواصلة الحوار بشأن السبل الكفيلة بتحقيق أمن الخليج... وما يميز المؤتمر هو تعريفه لأمن الخليج وكأنه أمن يخص ثلاثين دولة متوزعة في جميع أنحاء العالم. ومثل هذا التعريف ليس خطأ، لأن 25 مليون برميل من النفط يوميا يتم تصديرها من دول الخليج إلى جميع أنحاء العالم... وهذا النفط سيبقى مصدر الطاقة لمعظم احتياجات العالم للخمسين سنة المقبلة على الأقل.

الولايات المتحدة الأميركية بصفتها القوة العظمى المهيمنة على كثير من مجريات السياسة في عصرنا حاضرة عسكريا في العراق والكويت والبحرين وقطر، ولديها تسهيلات من دول الخليج الأخرى في حال احتاجت إلى دعم أو تسهيلات لوجستية. والولايات المتحدة موجودة أيضا في أفغانستان وعدد من الدول العربية، وهي منزعجة لأن إيران ليست ضمن الدول الصديقة أو الحليفة، وسياساتها تمثل مصدر قلق للأميركان منذ انتصار الثورة الإسلامية العام 1979.

ولكن ليست إيران فقط الخارجة عن الإرادة الأميركية، فهناك حركات أيديولوجية تستقطب ناشطين مستعدين للتحرك بشكل يؤذي الأميركان ويؤذي عددا غير قليل من حكومات دول المنطقة. وعليه، فإن أمن الخليج يحتاج إلى معالجة جذرية بحثا عن حلول أكثر ديمومة لمواجهة عوامل تهز الاستقرار، بما في ذلك عدم اتزان سياسات الدول الفاعلة عالميا وإقليميا. حلف الناتو يعرض حاليا خبراته لدول المنطقة الصديقة للغرب في مجال مكافحة الإرهاب، وتدريب القوات المسلحة ومساعدة الدول العاجزة مثل الصومال، التي ابتليت بصراعات غير قليلة.

تطورات الوضع في العراق ستحدد مدى نجاح مشروعات تحقيق الأمن في المنطقة، إذ هناك الخلاف الطائفي الذي يحتاج إلى تهدئة وحل مرضٍ للأطراف المعنية، وهناك مخاطر انفصالية من الأكراد ومن فئات أخرى، والانفصال يحمل معه تفتيت الجغرافيا ليس للعراق فقط وإنما لدول أخرى في المنطقة. والأهم من كل ذلك هو إمكانية قيام حكم ديمقراطي مستقر في العراق ينمو اقتصاديا بالاستعانة بالإمكانات الكبيرة جدا لدى العراقيين.

ولكي يتحقق أمن العراق (وبالتالي أمن الخليج)، فإننا لسنا بحاجة إلى أزمة جديدة أو حرب أميركية جديدة في منطقتنا، كما أننا لسنا بحاجة الى شراء مزيد من الأسلحة، فدول الخليج اشترت أسلحة تبلغ قيمتها أكثر من 60 مليار دولار ما بين 1999 و2006، بينما لم تتعد مصروفات «إسرائيل» على الأسلحة 10 مليارات دولار في الفترة ذاتها، ومع ذلك لا يوجد من يقول إننا أقوى من «إسرائيل» على رغم هذا الصرف الباذخ. إننا بحاجة إلى شراكة إقليمية وشراكة مجتمعية لتحقيق أمن أفضل لبلداننا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1906 - السبت 24 نوفمبر 2007م الموافق 14 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً