العدد 1908 - الإثنين 26 نوفمبر 2007م الموافق 16 ذي القعدة 1428هـ

الشملان المفكر... الإنسان

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

قلة هم من نلتقي بهم في الحياة ممن يكرسون حياتهم للآخرين وللوطن... هؤلاء الذين نبقى نبحث عنهم في مراحل حياتنا المختلفة التي تخلو للأسف في بعض ملامحها من طعم التضحية ومفهومها الحقيقي أي مثل تيماء بلا ماء. أحمد الشملان أحد هؤلاء.

وأحمد الشملان الذي جمعه العمل النضالي في منتصف القرن الماضي بخالي علي دويغر في جزيرة «جدا» حيث كان يعتقل الوطنيون وينفون إليها قسرا في وقت مضى, كحال جزيرة «سنتوسا» السنغافورية التي تروي اليوم تاريخها من أبواب السياحة العائلية على خلاف «جدا», هو شخصية لا يمكن أن تُُمحى من الذاكرة البحرينية في كفاحها مع كلمة الحق والحرية إزاء الغطرسة السلطوية التي كانت ترفض في مرحلة ما الديمقراطية والتعددية, مبادئ لها.

مهما حاول البعض من بذل جهود جبارة في طي صفحات الأدوار التي لعبها أناس مثل الشملان وغيرهم عبر تهميشهم وطمس واقعهم, فإن ذلك لا يمكن، لأن التاريخ شاهد وسيبقى كذلك لكثير من التضحيات والمواقف والآلام التي عايشها هؤلاء الوطنيون من دون أن تفرقهم أعراقهم أو طوائفهم في صغائر الأمور بل سعيا من أجل مصلحة وهم وطن واحد يلم الجميع من دون تمييز أو استثناءات.

لقد كُرم الشملان لعطائه الأدبي والسياسي الوطني فكان تكريمه للأسف في نطاق محدود وربما تكريم «الوسط» للشملان قد عكس مدى حساسية وتفاعل الجمهور والشارع السياسي معه، ولاسيما اليسار البحريني وبعض الأطياف من أهمية العطاء الوطني, في وقت خفت فيه أصوات الوطنية واعتلت أصوات الطائفية والمناطقية على عكس ما كان ينادي به هؤلاء المناضلون الأشاوس من الرعيل الأول ممن نكروا ذاتهم وكرسوا حياتهم من أجل قضية الشعب الواحد والوطن الواحد.

إن الحشد الجماهيري الذي تدافع وحضر أمسية تكريم الشملان في مقر «الوسط» السبت الماضي قد أثبت مرة أخرى مدى عمق الروابط النضالية بين أبناء البحرين، وأن الفكر التقدمي بكل جوانبه الإنسانية لا يمكن أن ينطفئ بهذه السهولة. وهو ما يعني أن وطنية شعبنا الأصيل مازالت حية نابضة في عروقنا مهما حدث, فكل ما يعكر صفو الأجواء الحالية ما هو إلا نزوات عابرة لا أكثر!

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1908 - الإثنين 26 نوفمبر 2007م الموافق 16 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً