العدد 1909 - الثلثاء 27 نوفمبر 2007م الموافق 17 ذي القعدة 1428هـ

السلام الأخير

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

كعادة سكنة البيت الأبيض عند انتهاء أية ولاية رئاسية، يسعى الرئيس الأميركي جورج بوش إلى الخروج من هذا البيت باتفاق جديد/سلام جديد يختتم به تاريخه السياسي، الذي كان حافلا بالمتغيرات الدولية والإقليمية والحروب المدمرة.

لم تشفع لبوش نجاحاته المشهودة على صعيد الأمن داخل الحدود الأميركية وحفاظه على الأرض الأميركية من أي اعتداء بعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول قبالة ما خلفته حرب تحرير العراق من خسائر لاتزال توجع الأميركيين كلّ يوم في مقتل.

الجمهوريون الذين خسروا الكثير في الداخل الأميركي يدركون اليوم أنّ الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون الأصعب في التاريخ السياسي للجمهوريين. خصوصا مع نتائج استطلاعات الرأي العام التي تؤكّد تدني مستويات الثقة برئيسهم في البيت الأبيض بالإضافة للخسارات الكبرى التي تعرض لها الجمهوريون في أكثر من محطة انتخابية ماضية.

المرشح الذي ستنتهي عنده مكنة الفرز الانتخابية في الحزب الديمقراطي سيكون أمام مهمة سهلة مهما كان خيار الجمهوريين دقيقا أو حتى مقنعا. وستكون أمام هيلاري كلنتون - على الأرجح - أنْ تقطع مسافة بسيطة للوصول للبيت الأبيض مرة أخرى كأول امرأة ترأس الولايات المتحدة الأميركية.

وخلاف أنْ يعمد الرئيس بوش لتغليب خيار الحرب على إيران لحل مشكلة الملف النووي العالق، وهو ما سيكون بمثابة القشة التي ستقسم ظهر البعير، يبدو هاجس السلام الجديد لدى الرئيس بوش الطريق الصحيح نحو تعديل الصورة السلبية للجمهوريين قبل الانتخابات على أمل إعادة الصفوف المهلهلة. خصوصا أن نفوذ المحافظين الجدد في الحزب بدأ ينحسر أو على الأقل بدأ يتعرض للمساءلة داخل الحوارات الداخلية في الحزب، والتي حاولت تحديد ما صنعته سياسات المحافظين الجدد بشعبية الحزب داخل الولايات المتحدة وخارجها على حد سواء.

مؤتمر «أنابوليس» بوصفه باكورة المحاولات لن يستطيع أنْ يصل بالمنطقة لسلام جديد وشامل، فالوقت الذي أمهل فيه الرئيس بوش للآلة العسكرية أحقية الحكم والحسم كان مبالغا فيه، وتعصف بمنطقة الشرق الأوسط اليوم عواصف متضاربة، البعض منها صناعة أميركية والآخر صناعة عربية لم تحسن الولايات المتحدة التعامل معها وردعها.

لن نقول أن آوان السلام في الشرق الأوسط قد فات، وأنّ هذه المحاولات كافة لن تأتي بجديد. لكننا نؤكد على أنّ للسلام ثمنا، ولابدّ أن تقبل الأطراف جميعا الدفع به. الأطراف العربية دائما ما تكون مستعدة لذلك، بل هي دائما من يبادر للتنازل، ويبقى الشق الإسرائيلي من جانب الأميركيين عالقا، وأن تمارس الولايات المتحدة ضغطا حقيقيا على إسرائيل فهو ما يحتاج إلى شجاعة جديدة من بوش ليقطع بها حبال الود الممدودة، أو على الأقل أنّ يبدأ في سحبها.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1909 - الثلثاء 27 نوفمبر 2007م الموافق 17 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً