العدد 1916 - الثلثاء 04 ديسمبر 2007م الموافق 24 ذي القعدة 1428هـ

«فكر 6» بلا رتوش

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

اختتمت فعاليات مؤتمر الفكر العربي السادس «فكر 6» في المنامة، وكان «فكر 6» بقاعاته ومحاضراته وورش عمله المكثفة فرصة جديدة لمناقشة الكثير من الموضوعات والقضايا العالقة تحت عنوان كبير «الإستراتيجة العربية لعصر العولمة». وما خلا أن موضوعتي «الثقافة» و «الفكر» اللتين طرحتهما أعمال المؤتمر لم تكونا في مستوى ما كان المشاركون يتوقعون وما كانت البيئة العربية الثقافية والفكرية تحتاج، كانت النوايا والرغبات في التغيير والتطوير صادقة.

فاصل كبير، كان يقف أمام تلك الفعاليات بعناوينها الكبرى في أن تكون حدثا فكريا أو ثقافيا مؤثرا، التوصيف الأكثر شيوعا والذي كان ينتشر هو أن المؤتمر يناقش ما لا يمثل مشكلة حقيقية بالنسبة للعرب، فالعربي مثلا لن يرفض استخدام أحدث النظم والبرمجيات في استخدام الكمبيوتر شريطة أن يكون متعلما، وأن يكون في مقدرته تحصيل ثمنه.

رئيس مؤسسة الفكر العربي سمو الأمير خالد الفيصل - وهو شخصية ثقافية نكن لها كل التقدير والاحترام - تنبه لمثل هذا النقد وتحدث عنه في المؤتمر الصحافي، ومن المؤمل أن تكون النسخة السابعة أكثر صدقا في التعامل مع الفكر والثقافة، ذلك أن الالتفاف على القضايا الشائكة والإشكاليات الكبرى في الفكر والثقافة العربيين وتصغيرها بهذا الحجم، هو ضرب في الفراغ ليس أكثر.

أروقة المؤتمر لم تكن تتحدث عن المعوقات الحقيقية في التعامل مع عصر العولمة بل ركزت على موضوعات تبدو طبيعية أو بالتحديد هي نتاج الإندماج الذي لم يحدث بعد، ولم يتحقق. وإذا كان الفهم الخاطئ للدين الإسلامي والإنغماس في دعاوى الإنكماش بذرائع الخصوصيات التاريخية والثقافية أهم الإشكاليات التي تستند عليها ممانعات الإندماج العربي في العولمة فإن المؤتمر لم يعط هذه الجوانب ما تستحق من دراسة وتحليل، خصوصا وأن اللجنة المنظمة كانت على قناعة مفرطة بأن العولمة الاقتصادية هي الباب الوحيد الموصل للعولمة غافلة أو متغافلة عن أن العولمة ليست نتاجا اقتصاديا فحسب، بل هي نتاج ثقافة إنسانية بدأت منذ عصر التنوير حتى اليوم.

المنظمون كانوا يحاولون تمرير فكرة الانتقال للعولمة من البوابة الإقتصادية والمنظمون في هذا الرهان الذي يبدو ذكيا في الوهلة الأولى إذ يتجاوز البوابتين الفكرية والسياسية لم يدركوا للحظات أن من قام بأحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول كانوا معولمين تكنولوجيا واقتصاديا، كانوا يجيدون قيادة الطائرات لكنهم كانوا لا يعرفون قيمة الحياة ولا حقيقتها.

المطب الذي سقط فيه المنظمون هو بالتحديد إغفالهم حقيقة قارة، وهي أن الدين والعلم لا يعلمان حب الحياة، وحدها الفلسفة تستطيع أن تفعل ذلك. وليست العولمة اليوم في تمثلاتها في الغرب إلا نتاج مفكرين ومثقفين غربيين نادوا بالحرية والمساواة والعدل وليست نتاج مفاهيم نفطية أوعمل آلة. وهنا كان خطأ من دعا المثقفين والمفكرن العرب إلى إنتاج مفاهيم نفطية!

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1916 - الثلثاء 04 ديسمبر 2007م الموافق 24 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً