العدد 1917 - الأربعاء 05 ديسمبر 2007م الموافق 25 ذي القعدة 1428هـ

حسن طرادة... رجل الحريق والخسارات الكبرى

في محاضرته بعنوان «ذكريات من الماضي»

مثير أن تخرج من رحم الحريق ذكريات، تبدو مراهنة خاسرة منذ الوهلة الأولى، إلا أن المؤرخ البحريني أحمد طرادة يستطيع أن يفعل ذلك، ولذلك، يتنقل من موضوعة لأخرى، يتحدث عن أيام الشقاء فتحسبه الرجل «المشاء»، ويسهب في ذكر الخسارات الأولى حتى تكاد تصفه بالرجل الخاسر لكن سرعان ما تكون أكسفورد التي تخرج منها بوابة العبور لشركة النفط «بابكو» التي عمل بها طرادة في قسم السلامة إذ أسس مدرسة السلامة العام 1958م.

كان من المثير أن تستمع لذلك الزخم من الحكايات، وخصوصا أن ذاكرة هذا الرجل تبدو يانعة قديرة على استرجاع الأيام الأولى للنفط، الأيام الأولى لقيام الدولة وتكونها.

طرادة الذي عمل بعد تقاعده من «بابكو» في قسم السلامة ومدرسة السلامة بوزارة العمل والشئون الإجتماعية قدم سيرته الذاتية في جمعية تاريخ وآثار البحرين، أبرز الملاحظات أن رجل الحريق لم يستطع أن يتقمص شخصية رجل التاريخ، ولذلك، سارع طرادة إلى العودة للحريق شارحا للحضور مقومات نشوب الحرائق وأنواعها، ومن هذه الإشارات الإرشادية كان يعرج على الحوادث ويوثقها.

أن تشرع في توثيق التاريخ والحوادثث من خلال سيرة النار والحريق هو أن تعطي للأشياء تعاريف جديدة، فهما جديدا، وكان طرادة في هذا الرهان رجل الرهانات الناجح قبال خساراته الأولى التي سردها لنا مشيا على الأقدام أو عبر شرائه لحماره مرتين!. وأمام الخسارات الكبرى كان لقطة النور التي توقف عندها رجل سيرة النار هي بالتأكيد إنسان البحرين القديم، يقول: «لم تكن الطائفية موجودة، كنا بسطاء وفقراء لكننا كنا أيضا سعداء».

العدد 1917 - الأربعاء 05 ديسمبر 2007م الموافق 25 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً