العدد 1917 - الأربعاء 05 ديسمبر 2007م الموافق 25 ذي القعدة 1428هـ

الحق العربي من النقل التلفزيوني

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

تابعت صباح أمس الندوة الإعلامية التي كانت تبثها قناة «النيل الرياضية» على الهواء مباشرة، وكانت تناقش موضوعا مهما وحيويا جدا وهو النقل الحصري للبطولات الرياضية بدءا من كأس العالم لكرة القدم وكأس أوروبا ومرورا بالدوريات الأوروبية ووصولا إلى البطولات العربية والخليجية والتي هي في واقع المقارنة مع البطولات العالمية لا تساوي أو تستحق المبالغ الباهظة وغير الطبيعية التي تدفع من أجلها، والدليل أن دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم أصبحت من أغلى الدورات بعد إعلان الاتحاد العماني لكرة القدم عن بيع الدورة المقبلة بتسعة ملايين يورو، في حين تم بيع آخر دورة أقيمت في البحرين بمبلغ مليون دينار «أعتقد أننا لم نستلم الجزء الأخير من العقد حتى الآن». وبفضل هذا التخبط العشوائي شاهد الإنسان البحريني مباريات منتخب بلاده على القنوات الخليجية في بطولة تقام على أرضه!

وأعود للندوة التي حضرها رئيس إتحاد الإذاعات العربية بجامعة الدول العربية ورئيس القنوات الرياضية بشبكة راديو وتلفزيون العرب والمستشار الإعلامي في الاتحاد الدولي واحد خبراء الإعلام العرب وأدارها رئيس قناة «النيل الفضائية»، وكان عنوانها «الرياضة بين الحق الحصري والمشاهد» فقد لمست أنها عمل أعد له مسبقا وبذكاء من المسئولين في «تلفزيون العرب» بعد أن سحب منه آخر غطاء وهو الدوري الإنجليزي، إذ اشترت حقوقه قناة «الشوتايم» بعد أن دفعت مبالغ تفوق بـ 3 أضعاف ما كانت تدفعه هذه القناة، وهو ما رفع مداخيل الدوري الإنجليزي بنسبة 14 في المئة كلها تقدم من جيوب الإنسان العربي، واعترف رئيس الإذاعات العربية في حديثه أنه لا يوجد قانون يحميه، والدليل أن كأس العالم الأخيرة شاهدها كل سكان العالم في أوروبا وأميركا واسيا عدا الإنسان العربي إذ فرضت عليه «قناة وتلفزيون العرب» قيودا قوية لدرجة أن القانون سمح لها بمطاردة الشباب البحريني في جلساتهم الخاصة لتحرمهم مشاهدة مباريات كأس العالم! في حين يوجد قانون في جميع دول العالم لا يسمح بنقل أبرز الفعاليات الرياضية العالمية مثل كأس العالم ودورة الألعاب الأولمبية وكأس أوروبا حصريا على قناة مشفرة إلا في الوطن العربي!

وبين مشاهدتي للندوة والحديث العلمي الممتع عن النقل التلفزيوني وكيف أصبحت دول العالم تتدخل لحماية مواطنيها وتوفير الخدمة الإعلامية المتميزة التي أولها مشاهدة منتخب بلادها بحرية تامة، أجد نفسي أمام تصريح نائب رئيس قناة العرب وهو يتشدق ويقول قبل انطلاقة كأس العالم الأخيرة: «لم تعد كرة القدم لعبة الفقراء والذي لا يملك أموالا لا يحق له أن يشاهدها!» والغريب أن هذه الكلمات كانت موجهة بالدرجة الأولى للجمهور السعودي والعربي الذي كان متعطشا لمتابعة مباريات المنتخبات العربية!

الخلاصة أن الندوة خرجت بتوصيات مهمة أبرزها عودة «قناة وتلفزيون العرب» إلى حضيرة إذاعات الدول العربية والتنسيق فيما بينهم لنقل المباريات العالمية، فعلى سبيل المثال تنقل كأس العالم القادمة حصريا على «قناة العرب» فيما تبثها جميع الدول العربية من محطاتها الأرضية، إضافة إلى أمور أخرى لا تغني ولا تسمن من جوع، والمثل يقول «إذا فات الفوت ما ينفع الصوت» فكان الأحرى بشبكة راديو وتلفزيون العرب أن تكون اسما على مسمى من البداية قبل أن يسعفنا الله بقناة «الجزيرة» القطرية، وقبل ان تسحب منهم قناة «شوتايم» أهم تغطياتهم وهو الدوري الإنجليزي، والكل بات يعلم أن حق النقل الحصري لأبطال أوروبا وكأس أوروبا سينتهي عما قريب، أما هي فيكفيها فخرا الدوريات العربية التي لا تغني ولا تسمن من جوع

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 1917 - الأربعاء 05 ديسمبر 2007م الموافق 25 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً