أبعد فريق التضامن كل الاحتمالات التي كانت تؤكد أنه سيكون خارج حسابات المجموعة الأولى ضمن الدور النهائي، وذلك حينما كبح جماح «الغزال البحريني» في انطلاقة مباريات الجولة السابعة من دوري الاتحاد وبيت التمويل الخليجي لكرة اليد وتغلب عليه بنتيجة 31/28، بعد أن أنهى الشوط الأول لصالحه أيضا بنتيجة 15/13.

جاءت البداية قوية من التضامن الذي سعى من خلال هذه البداية أن يكبح الصحوة التي كان عليها البحرين بعد فوزه المفاجئ في الأسبوع الماضي على حامل اللقب الأهلي، لتساهم هذه الانطلاقة السريعة في توسيع الفارق سريعا عبر الاعتماد المركز على الهجمات السريعة مستغلا خسارة لاعبي البحرين لأكثر من كرة وعدم قدرتهم على التعامل مع الدفاع التضامني المنظم والتألق الواضح لحارسه عيسى سلمان، في مقابل ضياع لاعبي البحرين ولاسيما نجمه وهدافه حسين مدن، ليوسع التضامن الفارق إلى 6 أهداف 9/3 في الدقيقة 12.

إثر ذلك عجل مدرب البحرين المصري حسين مصطفى بطلب وقت مستقطع من أجل تصحيح الأخطاء وإيقاف المد التضامني السريع، وهو ما نجح فعلا من خلال تغيير مراكز بعض اللاعبين في الهجوم وإشراك فهد جاسم مكان حسين مدن في الباك الأيمن ونقل هذا الأخير إلى مركز صانع اللعب، ما أوجد نوعا من الثقل في الجهة اليمنى، إضافة إلى تغيير بسيط في الدفاع من خلال التركيز على هداف التضامن أحمد يوسف، وتغيير حارسه الأساسي بالآخر البديل فواز شمسان الذي قدم أداء طيبا، ليدخل التضامن في مرحلة انعدام الوزن وعدم تركيز واضح في التسديد، إضافة إلى أخطاء صانع ألعابه محمد علي جواد، ليفشل في التسجيل طوال أكثر من 5 دقائق.

هذا الوضع والتدهور التضامني ساعد البحرين على تقليل الفارق إلى هدف واحد في الدقيقة 26، ليطلب مدرب التضامن وقتا مستقطعا ربما جاء متأخرا بعض الشيء، قام من خلاله بإعادة علي ميرزا إلى مركز صانع اللعب، وهو ما أعاد التوازن للفريق وأعاده إلى صوابه للتسجيل، على رغم تمكن البحرين من تحقيق التعادل الأول في المباراة بنتيجة 13/13 قبل 4 دقائق من النهاية.

غير أن التضامن ووفقا لتغييراته الأخيرة استطاع استعادة زمام السيطرة على المباراة حتى نهايتها بفضل استعادة السرعة في أدائه وسط العودة البطيئة للاعبي البحرين، لينهي التضامن الشوط الأول لصالحه بنتيجة 15/13.

في الشوط الثاني واصل التضامن أداءه الطبيعي في الدقائق الأخيرة وبأداء مشابه لبداية الشوط الأول، حين اتبع السرعة في أدائه واستغلال الهجمات السريعة التي تستفيد من العودة البطيئة للاعبي البحرين إلى الدفاع ومن اتباع البحرين للدفاع المتقدم ناحية أحمد يوسف، وتوسيع الفارق لصالحه إلى 4 أهداف في الدقيقة العاشرة 20/16.

وعاد لاعبو البحرين إلى دوامة عدم التركيز في التسديد على مرمى حارس التضامن عيسى سلمان، وتأثر كثيرا من لعبه بشكل ناقص نتيجة الإيقاف لمدة دقيقتين استغلهما التضامن بشكل صحيح وزاد الفارق لصالحه.

التضامن واصل أداءه مع عودة دفاع البحرين إلى دفاع 6/صفر ما أتاح الفرصة للتضامن بالتسديد من بعيد أو حتى تسريع اللعب والاختراق من الأطراف، وحاول البحرين بعد ذلك الاستفادة الجدية من النقص المتكرر لفريق التضامن نتيجة النقص لمدة دقيقتين، وسط عودة لاعبي التضامن للتهاون والتخاذل في الدقائق الأخيرة كما في الشوط الأول، ليتمكن البحرين وفقا لذلك من تقليص الفارق سريعا إلى هدفين فقط 27/25، ليعجل التضامن بوقت مستقطع للتعامل مع الدفاع المتقدم البحريني عند النقص.

غير أن الدقيقة 28 شهدت نقطة تحول أوقفت العودة البحرينية وذلك بعد طرد هدافه حسين مدن بعد محاولته ضرب لاعب التضامن حسن شهاب، لكنه توقف ولم يضربه، ليقرر الحكم طرده في حالة ربما لا تستدعي البطاقة الحمراء، وخصوصا أن اللاعب لم يعتد على شهاب، لينجح التضامن في الحفاظ على تقدمه حتى نهاية المباراة لصالحه بنتيجة 31/28. أدار اللقاء الحكمان معمر الوطني ومحمد قمبر وكانا جيدين في إدارتها على رغم الأخطاء البسيطة العادية لولا طرد مدن الأخير.

أخطاء تحكيمية لطاقم الطاولة

وشهد اللقاء أخطاء تحكيمية واضحة ليست من حكمي الساحة، وإنما من حكام الطاولة الذين نسوا تسجيل الأهداف، كما حدث في الشوط الأول عندما نسي الحكام تسجيل هدف للتضامن وآخر لصالح البحرين مباشرة، ومن المصادفة أن عدم تسجيل الهدفين لم يؤثر على نتيجة المباراة حينها؛ لأن كل فريق خصم منه هدف، كما حدث الخطأ في الشوط الثاني حين سجل المسجل هدفا للبحرين وهو في الأساس لصالح التضامن، لكن تيقظ الحكم الدولي معمر الوطني أعاد النتيجة لصوابها وسط احتجاج بحريني.