العدد 2279 - الإثنين 01 ديسمبر 2008م الموافق 02 ذي الحجة 1429هـ

رب أخت لم تلدها لك أمك!!

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

«رُب أخ لك لم تلده أمك»... ما أجمل هذه العبارة وما تحمله من معنى عميق... هذه العبارة التي لو أردنا أن نشرحها ونفصل ما تحويه من معاني لأخذت منا الشيء الكثير.

نعم ... «رب أخ لك لم تلده أمك» في هذه الحياة نولد ولنا أخوة لم نخترهم نحن ولكن مشيئة الله أرادت ذلك، وهؤلاء نحبهم ونتقبل الحسن والسيئ منهم، ولكن هناك أخوة آخرون تجمعنا الأقدار بهم فنختارهم ليكونوا أخوة ورفاقا لنا نشاركهم الأحزان قبل الأفراح، وتحلو الحياة بهم.

قبل أسبوع من هذا اليوم فارقت الحياة بعد صراع مع المرض «جارة عزيزة» كانت لأولادنا جدة عزيزة يسأل عنها الجميع، ولي ولأخواتي وإخواني أم وخاله ولأبي أخت ولأمي وهو الأهم أخت كريمة وصديقة عزيزة، كانت بمثابة الأخت التي لم تلدها لها أمها، بل أكثر إذ كانتا لا تتحركان إلا معا، وتتزاوران بشكل يومي، لتطمئن كل واحدة على الأخرى... أحببناها جميعا لمعرفتنا بفؤادها الطاهر... بكينا لفراقها وتذكرنا حلو طباعها وأدب حديثها... عندما سمعت بخبر وفاتها دمعت عيناي فلم أجد أمامي سوى شريط الفيديو الخاص بـ «جلوتي» (ليلة زفافي)، لأنني كنت أريد رؤية وجهها وأتأمل فيه، إذ أحسست للحظات أنها ستغيب عني... فعلا أدرت الشريط، وإذا بها تقف خلفي بوجه سعيد يمتلئ فرحا وهي تصفق، أوقفت الشريط على وجهها وأخذت أبكي، فتراءت لي صورة صديقتي «ابنة الفقيدة»، فمسحتها بعد أن اطمئن قلبي بأن هناك من سيذكرني بوجهها السمح كلما اشتقت إليه.

لم تكن «ابنة الفقيدة» صديقة، بل أخت قضيت معها ومازلت أجمل أيام حياتي، أكلت معها من طبق واحد، وشربت معها من كأس واحد، ونمت معها على سرير واحد، لم يفرقنا أحد عن بعض منذ أعوامنا الأولى وفي الابتدائية والإعدادية والثانوية، وحتى الجامعة، ولكن الزواج ومشاغل الحياة حاول التفرقة، إلا أنه لم يستطع فرابط الأخوة بيننا كان كبيرا.

في وداع هذه الخالة الأم التي أورثت لي أختا لم تلدها لي أمي، أختار هذه الكلمات التي لم أجد أنسب منها والتي كتبها الإعلامي تركي الدخيل في وداع أمه، وهي كالتالي:

ما أقسى لحظات الغياب، فكيف إذا كانت الغائبة أمك... حضنك الذي تفزع إليه إذا ادلهمت الخطوب، وأمنك الذي تلجأ إليه إذا تناهشك الناس من حولك. ألم يقل شكسبير يوما: ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم؟!

فهل يكفي البكاء للتعبير عن جرح غائر بحجم فقدك أمك؟! وكم تحتاج لتبكي حزنا على أعظم مخلوقات الله في أرضه؟! فليطيب الله ثرى أمي «أم فؤاد»

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 2279 - الإثنين 01 ديسمبر 2008م الموافق 02 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً