العدد 1923 - الثلثاء 11 ديسمبر 2007م الموافق 01 ذي الحجة 1428هـ

نعم... على صفحات الصحف فقط

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

فاجأني رد القارئ أبو أحمد على مقال كتبته الأحد الماضي تحت عنوان «عيني على باب الفرج»، قاصدة بـ «باب الفرج» العيد الوطني المجيد (16 ديسمبر) الذي بات مقصدا للمحتاجين ينشدون فيه تلبية حاجاتهم. أبو أحمد خطَّأ رأيي بما نصه «مخطئة أنت يا أختي، فكل شيء موجود... السكن موجود، العيش الكريم موجود، لكل مواطن أرض، موعودون بالرفاه... كل ذلك موجود على صفحات الجرائد وعلى ألسنة المسئولين، فكيف تقولين إن بال المواطن مشغول؟ ليعود للجرائد ويقرأها وسيستقر باله، وينعم بحياة هانئة سعيدة، ألم يعده المسئولون بذلك؟ ولماذا انتظار 16ديسمبر فسيكون كسائر الأيام التي أسقطت فيها القروض، وزيدت فيها رواتب المواطنين، وأمر بإنهاء معاناتهم من فرط الانتظار لبيوت الإسكان... فقط وفقط وفقط ارجعوا للجرائد وقلبوها ستجدون ما تصبون إليه ولن تروا أفضل من ذلك».

قبل رد أبو أحمد كان في تصوري أن الصحف في البحرين تحديدا ما هي إلا «بكائيات» للمواطن من فرط الأخبار «المزعجة» إن صح قول ذلك! تبحث بين جنباتها فلا تجد إلا التذمر والشكوى وحوادث يندى لها الجبين... وتظل كل تلك الأمور تتكرر كل يوم إلى أن تقفز «حرفنة» صحافي لتضيف قضية أخرى «مزعجة» إلى التي سبقتها (أي تزيد ولا تنقص). ولا أخفيكم علما أني أنأى بنفسي - وأنا العاملة في صحيفة لها ثقلها - عن قراءة الصحف جميعها في إجازتي الأسبوعية وأبتعد عن متابعة الأخبار، علني أجد فسحة أريح فيها عقلي وعيني من التفكير والبكاء المتجدد على «بلاوي» متجددة ما آن لها أن تحل بعد!

كلماتك أبو أحمد بعثت في نفسي الضحك والاكتئاب في آن، إذ صدقت مقولتك وأنا شاهدة على ذلك. أتراهم يسخرون منا؟ أم ترانا نحن مخطئين في حقهم؟... فعلى لساننا لا تجد إلا السواد متشحا جل أمور حياتنا، وخصوصا متطلبات العيش الأساسية منها. وعلى لسانهم، وعود وردية لو نفذت لكنا بألف خير، ولانتفت صفحات القراء من الشكاوى واتخذت الثناء والمديح سمة لموضوعاتها، ولأصبحت الصفحات الأولى «وثيقة سلام» مع شعب ما فتئ يبحث عن العيش بكرامة وآدمية لا أكثر.

نعم، كل الحلول المستعصية تفك عقدتها ببضع كلمات معسولة ومزركشة، تبعث فيك الأمل وتجعلك تنتظر على وجل... ولكن عند هذه المحطة (الانتظار) تتوقف كل الوعود، وتظل تنتظر وتنتظر إلى أجل غير مسمى (وهذه سياستهم التي ألفناها، وما كانوا ليستحوا منها)، لتتبعها الوعود حتى بفك «عقدة الانتظار» تلك، حتى يخال لك أنك ستنام وتصحو لتجد نفسك في بيت آخر، ومركز آخر، وتمد يدك في جيبك فلا تستطيع لملمة الأنواط التي تغنيك عن الاقتراض والسلف و»نشفان» ماء الوجه... إلى أن تفيق من «حلم الجرايد» ذلك، على حقيقة «عشم إبليس في الجنة»

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 1923 - الثلثاء 11 ديسمبر 2007م الموافق 01 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً