العدد 1926 - الجمعة 14 ديسمبر 2007م الموافق 04 ذي الحجة 1428هـ

«فلّة المسحورة» تحاكي الانتماء الوطني

بعد اعتمادها ضمن الخطة البرامجية لـ «العيد»

قدّم مسرح الريف أمس (الجمعة) الموافق 14 ديسمبر/ كانون الأول الجاري مسرحية الأطفال الوطنية الغنائية «فلّة المسحورة» للمؤلف الفنان علي سلمان والمخرج طاهر محسن خلال احتفالات البلاد بالعيد الوطني وخصوصا بعد انضمامها إلى الخطة البرامجية الخاصة بالعيد الوطني من قبل وزارة الإعلام. وقد كانت المسرحية تحت رعاية رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.

وتدور فكرة المسرحية - حسبما أوضح المؤلف في ديباجة النص - حول ساحرة تحاول أن تسيطر على «جزيرة العلم» وتحوّل أهلها إلى حيوانات وبذلك يفقدون ميزة البحث العلمي وبالتالي يكونون تابعين لها، ثم تذهب إلى بلدان أخرى لتخضعها تحت سيطرتها، ولكنها تصطدم بمقاومة شديدة وتخطيط من قبل أهالي البلاد للمحافظة على كينونتهم وبلادهم؛ لأنهم يؤمنون بالعلم ويبدلونه بعلم السحر والشعوذة. من جانبه، قال سلمان: «حرصت من خلال كتابتي المسرحية على أن تكون المعالجة للأحداث معالجة سهلة وقريبة من الطفل، وخصوصا من ناحية المحاكاة واللغة لتقوية حبه وانتمائه إلى الوطن ليبقى على الخير ويكون ملاذا للعلماء والطيبين».

وأكد سلمان أن المسرحية تكشف الأطماع التي تغزو النبل والشرف في المجتمعات المتحضرة التي تعتمد على العلم أساسا للنهضة والرقي، ولكن ما تلبث هذه الأطماع أن تتعرى وتنكشف وتهوى في الحضيض على حين يبقى العلم في هذه المجتمعات منارا للأجيال.

إلى ذلك، قال محسن: «من خلال رؤيتي لتقديم مسرحية (فلّة المسحورة)، أضع ما هو أبعد من الفكرة البسيطة بأسلوب مبسط يهضمه الطفل». وأكد أن الإنسان العربي تنسج حوله المؤامرات والمخططات التي تستهدف تربيته وتقاليده، ولكن كلما اتجه إلى العلم استطاع التغلب على كل تلك المؤامرات والمخططات، مقدما شكره وامتنانه لمصممة الحركات التعبيرية الفنانة القديرة عهود سبت على قيامها بوظيفة تصميم الحركات التعبيرية الراقصة في المسرحية.

ويشارك في المسرحية نخبة من الفنانين الذين لهم بصمة في مسرح الطفل تتقدمهم الفنانة شيماء الكسار والأخوان حسن وحسين العصفور والأختان نوف وإيمان سبت وعلي باقر وسمر الزاكي، ونخبة من ممثلي مسرح الريف يتقدّمهم حسن حبيل، أحمد العلوي، عبدعلي الصافي، جعفر عبدالنبي، بدر نصيف وأحمد سعيد.

في خضم التدريبات المكثفة التي تجرى في مدرسة القيروان الإعدادية للبنات في مدينة حمد حاورنا بعض الممثلين في المسرحية فكانت أولى المتحدثات الممثلة الصاعدة نوف سبت التي تقوم بدور «فلّة المسحورة» فقالت: «أقوم بدور فلّة، العالمة الجميلة التي تعد العدّة مع أصدقائها في جزيرة العلم للصراع مع قوى الشر المتمثلة في شخصية الساحرة وأعوانها فتنتصر على هذا الشر في نهاية المطاف بفضل العلم الذي هو نبراس ينير طريق الأجيال وبفضل المقاومة العاقلة الرصينة من قبل الأهالي مستفيدين من الدعم والمساندة من قبل سلطان الجزيرة».

وأضافت نوف ردا على سؤال عن إخراج محسن: «هذه أول مرّة أمثل فيها مع محسن وشهادتي فيه مجروحة، ولكن الحق يقال إنه مميّز من الناحية الإخراجية، ويتمتع بقدرات كثيرة، وخصوصا في طريقة إيصاله المعلومة إلى الممثلين، وهذه الميزة ليست موجودة عند جميع المخرجين»، مشيرة إلى أن ذلك ليس من باب المجاملة بل هو واقع مستدلة بالشهادات الكثيرة التي حصل عليها في حياته الفنية.

كما تحدثت «الساحرة» شيماء الكسار عن طبيعة الدور التي تقوم بتجسيده فقالت: «أجسد دور الساحرة التي تحمل الخبث والشر وتضمر المكائد لسكان جزيرة العلم وسلطانها وعلمائها مستغلة الشعوذة والسحر في ذلك، ولكن المفاجأة أنها لم تتمكن من فرض سيطرتها عليهم بسبب تسلحهم بالعلم فهو أقوى من (سحري)».

أما الممثل حسن العصفور - الذي يتمتع بقدرات كوميدية هائلة والذي يؤدي دور «نحوت» مع زميلته الزاكي «شرودة» - فقال: «إن شخصيتي ضمن ثلاث شخصيات تعد أقطابا للشر في المسرحية، إذ تعتمد عليهم الساحرة لتنفيذ مآربها ومؤامراتها على سكان الجزيرة بالشعوذة والسحر، وإن شخصيتي وشخصية (شرودة) ثنائي جميل يعبر عن السذاجة والغباء فهما من الشخصيات التي استطاعت الساحرة استغلالها للشر».

وأضاف حسن أن «التصدي لعمل يخص الطفل ليس بالأمر الهين والمخرج يبذل مجهودات مضاعفة لتصل المسرحية إلى الطفل»، واصفا المخرج بـ «الناجح»؛ لأنه يعرف ما يريده من الطفل ولديه القدرة على محاكاة عقليته.

وعن مشاركاته في مسرح الطفل، أشار إلى أنه شارك في الكثير من المسرحيات التي تخص الطفل مثل: مسرحية «باربي» من تأليف علي سلمان وطاهر محسن وكذلك مسرحية «ترن ترن والشرطي الوردي» من تأليف حمد الشهابي وإخراج الفنان أحمد الصايغ.

أما الزاكي «شرودة» فقد ذكرت أن الشخصية التي تقوم بتجسديها شخصية من سكان الجزيرة الذين لم يستفيدوا من العلم والعلماء الذين تزخر بهم الجزيرة، وهذا ما سبب تأثير الساحرة عليهم وتحويلهم إلى أشرار ينفذون كل ما تتطلب».

العدد 1926 - الجمعة 14 ديسمبر 2007م الموافق 04 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً