العدد 1926 - الجمعة 14 ديسمبر 2007م الموافق 04 ذي الحجة 1428هـ

لبنان يشيّع الحاج والجيش يدعو إلى مصالحة غير مشروطة

احتمال تأجيل انتخاب الرئيس مجددا ... وإيران تتهم «إسرائيل» باغتيال العميد

بيروت،طهران - أ ف ب، يو بي آي 

14 ديسمبر 2007

شيّع لبنان أمس (الجمعة) العميد فرانسوا الحاج وسط حداد رسمي وفي أجواء من الحزن البالغ، ودعت قيادة الجيش الأطراف اللبنانية إلى «موقف تاريخي شجاع» و»تنازلات» تفضي إلى توافق من دون شروط بشأن انتخابات الرئاسة.

وحمل نعش مديرالعمليات في الجيش على أكف رفاقه الضباط ووسط تصفيق ونثر الزهر والأرز إلى داخل بازيليك سيدة لبنان في حريصا (شمال شرق بيروت) إذ أقيمت مراسم الصلاة في حضورأفراد العائلة وقائد الجيش ميشال سليمان وحشد من العسكريين والسياسيين من كلّ الطوائف والانتماءات الطائفية ووفود شعبية.

وقال البطريرك الماروني نصرالله صفير الذي ترأس مراسم التشييع في رثاء الحاج «لا يعرف أحد منّا من أين يأتيه القدرالمحتوم: أمن سيارة ملغومة أو من متفجرة مخفية تحت مقعد سيارة»، وذلك «على الرغم من جميع الاحتياطات والحذر والإقلال من الذهاب والمجيء والاقتصاد في المكالمات الهاتفية».

وأضاف أن «حوادث الاغتيال لاتزال تتوالى دونما رحمة أو شفقة منذ ثلاث سنوات»،متابعا «نحن أمام فجيعة كبيرة، ليس بضابط من خيرة الضباط فحسب بل بوطن تتلاعب فيه الأهواء».

ودعت قيادة الجيش خلال المأتم و»باسم دم» الحاج، الأطراف اللبنانية إلى «موقف تاريخي شجاع» والى تنازلات تفضي إلى مصالحة ووفاق من دون شروط مسبقة.

وجاء في كلمة قيادة الجيش التي تلاها اللواء الركن شوقي المصري «ندعو الجميع إلى اتخاذ موقف تاريخي شجاع يفضي بنا إلى جسور الثقة والتوافق بين الأطراف،والمسارعة إلى تحقيق المصالحة والوفاق من دون شروط أو مساومات وقيود».وأضاف أنّ «المصالحة والوفاق لا يتوقفان عند موازين القوى والتجاذبات السياسية،وإنّ سيل دماء الشهداء يستحق منّا التضحية والتنازل، على أنْ تكون الثقة المتبادلة هي الضمانة الأساسية والوحيدة لجميع الفرقاء».

وبدا واضحا أنّ قيادة الجيش تتحدث عن الوفاق بشأن الانتخابات الرئاسية، ولو لم تذكرها بالاسم، بعد مرور ثلاثة أسابيع على شغور منصب الرئاسة الأولى.

وأكدت قيادة الجيش من جهة ثانية أنّ المؤسسة العسكرية «لن يغمض لها جفن قبل توقيف القتلة المجرمين والاقتصاص منهم».

وكان النعش قد نقل ملفوفا بالعلم اللبناني صباحا من المستشفى العسكري إلى بعبدا إذ منزل الضابط الراحل ومكان وقوع الانفجار، قبل أنْ يتوجّه الموكب إلى حريصا.

وانتشرت قوات الجيش اللبناني وآلياته على الطريق التي سلكها الموكب. وأدّى له رفاقه التحية العسكرية في طقس ماطر وغائم. وأعلنت الحكومة الجمعة يوم حداد وطني ورسمي مع تنكيس الأعلام، بينما أقفلت المدارس والجامعات الخاصة والرسمية. وتوجّه موكب التشييع بعد انتهاء الجنازة إلى بلدة رميش الجنوبية الحدودية مع «إسرائيل»، مسقط رأس الحاج إذ وري الثرى.فيما نقل جثمان الرقيب خيرالله هدوان إلى بلدته حزين في البقاع (شرق).

في سياق متصل، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الحكومية (إرنا) عن أمام جمعة طهران المؤقت السيد أحمد خاتمي في خطبة الجمعة قوله: «ليس هناك أدنى شك بأن هذا الإجراء هو من عمل الكيان الصهيوني (إسرائيل) وإنّ هؤلاء المجرمين لا يريدون للبنان أنْ يستقر».واعتبر أنّ اغتيال مسئول عسكري لبناني كبير يأتي لتوتيرالوضع في لبنان.

وعلى صعيد التحقيقات في الجريمة، أفاد مصدر قضائي أنه ليس هناك موقوفون في القضية، بل أشخاص يتم استجوابهم بشأن مسائل محددة. وكان وزير الدفاع إلياس المر قد أعلن الليلة قبل الماضية في حديث تلفزيوني أنّ التحقيق توصل إلى خيوط معيّنة، من دون أنْ يكشف عنها.

ويفترض أنْ تعقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للبنان الإثنين المقبل، إلا أنّ الأوساط السياسية تستبعد حصولها في ظل استمرار الخلافات بين المعارضة والأكثرية.

وقال مصدر في الأكثرية إنّ الانتخابات لن تحصل في المدى القريب «ما لم تتكثف الضغوط الدولية» على سورية لتدفع حلفاءها في لبنان إلى تسهيل إجراء العملية الانتخابية. ونقلت صحيفة «الأخبار» المعارضة عن دبلوماسيين عرب وأجانب «خشيتهم من تمدد الفراغ إلى السنة المقبلة وحتى إطاحة خيارالعماد ميشال سليمان».

العدد 1926 - الجمعة 14 ديسمبر 2007م الموافق 04 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً