أكد نائب رئيس جمعية البحرين للبيئة سعيد منصور، أن غياب التخطيط هو السبب في عدم وجود أراضٍ زراعية مستحدثة، منوها إلى أن غياب الأراضي مشكلة كبيرة وقعت فيها المملكة في الآونة الأخيرة.
وقال منصور في حديث إلى «الوسط»: «إن مشكلة غياب التخطيط لاستغلال الأراضي في المشروعات الإسكانية أو العقارية تكررت في السابق وستتكرر مستقبلا، ما يؤثر على الأراضي الزراعية التي تم استغلالها لعمل هذه المشروعات وخصوصا في ظل وجود الحزام الأخضر الذي صدرت بحقه عدة مراسيم في عدم الاستغلال العقاري إلا أنه مازال يتم استثماره».
وأضاف منصور: «ان غياب التخطيط جزء من المشكلة، إذ إن عدم وجود دعم للمزارعين الحاليين سبب في عدم وجود أراضٍ زراعية، لأن المزارعين يعانون الكثير من المشكلات، إذ يستغل إصلاح الأرض مبالغ طائلة إلى جانب أن كلفة إصلاح المعدات مرتفعة، ما يجعل الكثير من المزارعين يهملون الأراضي، لذلك فإنهم بحاجة إلى دعم من الحكومة».
وأشار منصور إلى أن هناك مزارعين كثيرين وأراضي كبيرة تنتشر في شوارع المملكة حتى لو أنها أملاك خاصة، إلا أنها تحتاج إلى رعاية الحكومة حتى تتم المحافظة عليها، لأن المالكين لن يستطيعوا معالجة مشكلة زيادة الملوحة وندرة المياه وقلة الأمطار، لذلك يجب أن يتم دعمهم وخصوصا مع الكلفة الباهظة في إعادة إصلاح الأرض.
وقال منصور: «في اعتقادي أن على الحكومة أن تستملك الأراضي المعروضة الواقعة في مجال الخط الزراعي من أجل تنميتها (...)، إلا أن المشكلة الواقعة حاليا هي أن هناك الكثير من الأراضي التابعة للحكومة لم يتم استغلالها بشكل صحيح».
وأوضح منصور أن هورة عالي من المناطق الزراعية التابعة للحكومة إلا أنه لم تتم تنميتها، بل إنه تم تقليص مساحتها للاستثمار السكني وباقي المشروعات.
وأكد منصور أن هناك الكثير من الأراضي الزراعية التابعة لوزارة شئون البلديات والزراعة، إلا أنه لا توجد مشروعات تنموية لهذه الأراضي، إذ إن غالبيتها مهملة، مشيرا إلى أنه لا توجد نية في تنمية الجانب الزراعي.
وأوضح منصور أن هناك دولا كثيرة يجب أن تحذو البحرين حذوها، وهي دول ذات قطاع زراعي محدود، إلا أنه وبسبب التخطيط السليم للمهندسين الزراعيين استطاعت تنمية هذا القطاع، مطالبا وزارة الزراعة بأن تستفيد من تخطيط هذه الدول، ومنها اليابان وسنغافورة وماليزيا، إذ إن جهود هذه الدول لم تقتصر على التخطيط فقط بل شملت استخدام التقنيات الحديثة حتى استطاعت فعل الكثير في المجال الزراعي.
وذكر منصور أن الرقعة الخضراء عنصر من عناصر التوازن البيئي، وإذا اختفى هذا العنصر، فإن ذلك سيسبب مشكلات صحية إلى جانب أن اندثار الرقعة الخضراء سيؤدي إلى القضاء على الغطاء النباتي المعروف بقدرته على تنقية الجو، محذرا من استنزاف الأراضي، لأن الاستنزاف سيخلق تلوثا كبيرا إلى جانب أن اقتصاد البلد سيهلك في ظل عدم وجود خطة سليمة.
ودعا منصور إلى دعم المشروعات الزراعية من قبِل الحكومة، مناشدا وزارة شئون البلديات والزراعة بوضع خطط لتنمية هذا القطاع وخصوصا أن المواطنين لم يروا شيئا على أرض الواقع، إذ إن غالبية خطط التنمية كانت مكتوبة في الوقت الذي تتفاقم فيه مشكلات القطاع الزراعي.
العدد 1932 - الخميس 20 ديسمبر 2007م الموافق 10 ذي الحجة 1428هـ