العدد 1933 - الجمعة 21 ديسمبر 2007م الموافق 11 ذي الحجة 1428هـ

أنور أحمد: أقول للإعلاميين لا تمرضوا وإلا ستموتون

محبوه يتمنون له الشفاء وغاضبون مما حل به من ظلم

عندما يسمعك أحدهم تقول إنك تعمل في جهة إعلامية، يحسبك تعيش مرتاحا ولا تخلو حياتك من المشكلات، وهي حياة يحسدك الناس عليها ولكن من يتحدث بهذا الشكل يجهل تماما ما يعانيه الكثير من العاملين في الإعلام... لن نطيل في مناقشة هذا الموضوع وإنما سنترك المجال لك أنت أيه القارئ لتتعرف على معاناة إعلامي أحببناه جميعا ولم ينصفه أحد، هذا الفنان هو المتميز دائما أنور أحمد، إذ بعث برسالة نشرت في أحد الوسائل الإعلامية ناشد فيها الدولة للتدخل في موضوعه، خصوصا بعد رحلته العلاجية بالخارج، ونحن بدورنا ننقل لكم منها الآتي:

القصة بدأت في شهر يوليو/تموز 2007، إذ تعرضت أحبالي الصوتية إلى تهتك فلم أستطع الكلام بشكل طبيعي فعرضت نفسي على عدد من الأطباء المحليين ولم أشف، فسافرت إلى الأردن ولم يتم العلاج أيضا، واتضح ضرورة إجراء عملية جراحية حساسة جدا في الأحبال الصوتية.

وقد عرض على طبيب بحريني إجراء العملية في البحرين، ولكن مدير التلفزيون قال: «التلفزيون يريدك أن تجري العملية في ألمانيا». فكان ذلك الإحساس الرائع، إذ قلت في قرارة نفسي «مجهودك الرائع طوال السنين الماضية يا أنور لم يضع سدى».

وبدأت الإجراءات إذ قام مدير التلفزيون بكتابة رسالة إلى المسئول الأعلى ووضع موازنة للعملية وجميع المصاريف الأخرى من تذاكر سفر وإقامة ومرافق وغيره بلغت 5000 دينار، فقلت: «الحمد لله طيح واقف يا أنور».

ومن رسالة إلى رسالة ومن مسئول حتى وصلت إلى وزير الإعلام الذي حتى هذه اللحظة لم أعرف رده أو وجهة نظره حيث ذهبت إلى مكتبه مرتين لأعرف النتيجة، إذ بقيت الرسالة في مكتبه أكثر من أسبوع.

وبدأت أسمع رأيا قاله أحد المسئولين وهو أنه لا يوجد بند لمساعدتك طبيا لأن الوضع تغير الآن فهناك نواب ولجان تحقيق ومدققون والمفروض أن تحول أوراقك إلى وزارة الصحة. فسألت لماذا لم يتم إبلاغي بذلك مسبقا وطبعا جاءني هذا الرد بعد انتظار دام أكثر من أشهر.

أسعد كثيرا عندما أقرأ أن الديوان الملكي يدعم علاج فلان وديوان سمو ولي العهد يساعد في علاج علان، أما سمو رئيس الوزراء فدائما يتكفل بعلاج حالات كثيرة على حسابه الخاص ونقرأ في الصحف الشكر والتقدير من أهالي المريض لسموه.

كما أتذكر المرحوم الإعلامي الكبير طارق المؤيد الذي ساهم في دعم وعلاج المرضى من الموظفين. وأيضا أتذكر المستشار محمد المطوع عندما كان وزيرا للإعلام قدم الدعم إلى عدد من العاملين في الهيئة، أما الآن فانتظروا إلى أن يتم تحويل أوراقكم إلى وزارة الصحة ومن يدري كم ستطول المدة.

لذلك وبعد كل ما تقدم ذكره قررت السفر والعلاج على حسابي الخاص وللأمانة، فقد عرض علي السكرتير الشخصي لسمو رئيس الوزراء المساعدة، إلا أنني لم أرد إحراج الهيئة. المهم أنني سافرت وأجريت العملية والحمد لله ونظرا إلى أنني منعت من الكلام لفترة ثلاثة أسابيع على الأقل وبعدها يجب أن أبدا تمارين التدرب على النطق بالصورة الصحيحة.

المهم في فترة الصمت الطويلة والمملة والمزعجة تذكرت الأسوأ في مشواري فحزنت وتأثرت لحالي ودمعت عيناي وهذا لا يحدث إلا في وزارة الإعلام.

- طوال عشرين عاما لم أحصل على حافز.

- حتى هذا اليوم لم أحصل على الدرجة التنفيذية التي من المفترض أن تمنح لي منذ فترة طويلة والمضحك المبكي أن هناك موظفين أصغر مني في التجربة والعمر وصلوا إلى درجات لا تصدق.

- لم أكرم كموظف أمضى 15 عاما ولا 20 عاما.

- حصلت على جهاز كمبيوتر منذ خمس سنوات فقط.

- لم أبتعث إلى أية دورة خارج البحرين أو داخلها إلا مرة واحدة فقط.

- لم أكرم كموظف مثالي ولا مرة.

دعوني أتكلم حتى لا انفجر، قالوا «لجان تحقيق وتدقيق ونواب»، فقلت في بالي: «إذا علاجي على حساب التلفزيون وهي هيئة ومستقلة يعتبر فسادا ويعرض المسئولين إلى المساءلة؟». هل نحتاج إلى بنود لمساعدتي طبيا؟

يا ناس يوجد مسئولون في الهيئة يسافرون في الشهر 3 مرات بدون سالفة (ورشة عمل- ندوة - اجتماع - معرض... إلخ)، هل هذه بنود وعلاجي من دون بند؟

يقول المثل «إذ تبي تعرف أنت عزيز... موت أو تغرب»، فعلا عرفت معزتي ومحبتي عند الناس، أول ما عرفوا بأنني مريض وبعضهم عرف بعد العملية لدرجة أن الورد وصلني إلى ألمانيا من أصدقائي وأحبائي في مسرح أوال.

وأنا أقول للإعلاميين لا تمرضوا وإلا ستموتون... وهناك كلام كثير لم أستطع قوله.

كان هذا جزءا كبيرا من رسالة الفنان أنور أحمد والتي ربما أوضحت مدى ما يعانيه، هذه الجنحرة الذهبية التي كنا نتسابق على جهاز التلفون لنشارك معه في مسابقات رمضان ونستمع له كمقدم للكثير من الحفلات، وشاهدناه وتأثرا بنبرات صوته باعتباره ممثلا كوميديا وبطلا دراميا.

«ألوان الوسط» استطلعت آراء الناس ممن سمعوا بمرض الفنان أنور أحمد فقط بعد رحلته العلاجية، فكانت آراؤهم كالآتي:

أماني عبدالكريم: «الله يشافيه ويعافيه... نحن لم نسمع عن مرضه إلا بعد عودته من الرحلة العلاجية... تفاجآنا مما قرأناه عن معاناته، فكيف لم تتكفل الجهات المسئولة بعلاجه، ثم لماذا لم يعط حقه في التكريم، إذ كانوا يقيسون نجاح إعلامي، فليسألونا نحن المشاهدين، إذ إن أنور أحمد من القلائل الذين نتحمس لمتابعتهم، نتمنى له الشفاء والعودة للوسط الفني والإعلامي، كما نتمنى عودته لنا في برامجه الممتعة».

أما محمد يوسف فيقول: «ما سمعناه وقرأناه من ظلم عاناه الفنان أنور أحمد جعلنا نفكر كثيرا قبل أن يتمنى أيا منا أن يكون إعلاميا، ففي السابق كنا ننظر للإعلامي على انه شخص يحظى بدعم كبير وكلمة قوية، أما بعد ما قرأناه وسمعناه فقد اتضح بأن ليس التدريس فقط هو المهنة المتعبة، بل حتى الإعلامي مهنته متعبة جدا».

فرح علي: «ما ذكره الفنان أنور أحمد في رسالته هو بمثابة درس لغيره من الإعلاميين الذين كانوا يتأملون خيرا وكانوا مطمئنين على أوضاعهم، إلا أنهم وبكل تأكيد وبعد المعاناة التي ذكرها الفنان أنور أحمد دقوا ناقوس الخطر وأصبحوا يعدون حتى لا يأتي يوم ويحدث لهم ما حدث لفناننا العزيز... وأنا بدوري أدعوهم إلى أخذ الحيطة وأنا يتذكروا دائما نصيحة فناننا لا تمرضوا وإلا ستموتون».

ولك منا نحن في «ألوان الوسط» كل أمنياتنا أن تتعدى فترة العلاج المطلوبة، وأن تعود إلى عملك الفني يا أبا أحمد، ولا تنسى فان الشاشة الصغيرة تحبك

العدد 1933 - الجمعة 21 ديسمبر 2007م الموافق 11 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً