العدد 1933 - الجمعة 21 ديسمبر 2007م الموافق 11 ذي الحجة 1428هـ

أهلا بالحيه بيه... عوض «العيديات» المختفية

الأعياد الإسلامية: اختلاف في المظهر واتفاق في الجوهر

مهما اختلفت طريقة الاحتفالات ونوعيتها فالعيد يظل عيدا ويظل يعكس الطابع الاجتماعي وقيم الإخاء والسلام وهي قيم يركز عليها الدين الإسلامي، ولعلها مصادفة جملية، أن يتوافق عيد الأضحى هذا العام مع احتفالات أعياد ميلاد المسيح وعيد الشكر في إشارة إلى اتفاق الأديان على أهمية السلام والتضامن بين بني الإنسان في العالم.

لعيد الأضحى نكهة مختلفة عن العيد السابق عليه (عيد الفطر)، فإذا كان عيد الفطر يكرس قيم المساواة والتضامن الاجتماعي، فإن عيد الأضحى يكرس قيما مكلمة لها مثل التضحية والوحدة الإسلامية والسلام. الاختلاف يطال أيضا مظاهر الاحتفال ونوعيته بل وكيفته أيضا. في عيد الأضحى تتحول زكاة الفطرة الواجبة في عيد الفطر إلى تضحية أكبر في عيد الأضحى، ويبذل الكثير من الناس الجهد للحصول عليها والالتزام بها، وكعادة كل عام فإن سوق الخراف تنشط كثيرا في أيام الحج وقبل العيد بيوم وترتفع الأسعار بصورة ملاحظة تصل إلى أربعين دينارا للخروف العربي. ارتفاع أسعار الخراف دفع بالكثير من الجمعيات الخيرية إلى توفير خراف بأسعار معقولة وبحسب طاقة الفرد فمن يريد خروفا زهيد الثمن سيجده ومن يريد خروفا ثمينا ودسما فسيجده أيضا.

الصغار الذين لا يملكون ثمنا خروف العيد لهم طريقتهم الخاصة في تقديم الأضحية، أما من لا يستطيع، فلن يعدم الصغار الحيلة كما يقولون، إذ جرت العادة أن يضحى الصغار بطريقتهم الخاصة فما عليهم سوى زراعة بعض «حبات الشعير» أو بذرة سريعة النمو مثل «الماش» وتعاهدها طوال فترة الحج ومن ثم رميها في البحر يوم العيد بطريقة جميلة وظريفة يعبر فيها الأطفال عن رسائلهم العاطفية إلى الحجاج. وعلى هذا الهامش تنشط تجارة صغيرة للبعض، إذ يقوم بعضهم بزراعة أعداد كبيرة ومن ثم بيعها بأسعار تنافسية تتراوح بين نصف دينار ودينار بحسب النوعية والجمالية.

في عيد الفطر يحضر الجميع ويحرصون على الحضور مع الأهل والأصدقاء، أما في عيد الأضحى فالبعض يغيب عن الحضور لتأدية شعائر الحج، لكنه يظل حاضرا في أذهان الجميع. التواصل مع الحجاج ظل لفترات طويلة ينحصر في وسيلة واحدة هي الهاتف الثابت، أو من خلال بعثات الحج التي تحرص القنوات التلفزيونية الرسمية على نقلها يوميا تحت اسم رسالة الحجاج، أما اليوم فقد ساعدت تكنولوجيا الاتصالات كثيرا في تقريب الحجاج إلى أهلهم وبات الهاتف النقال وسيلة أساسية يأخذها الحاج معه كما يأخذ إحرامه. وأخذت حملات الحج تتنافس في توفير بعض تلك الخدمات وأخذت تزود مقارها بخدمة الانترنت، إذ يسهل التواصل عبر «المسنجر» أو المحادثة المرئية، أما من يصر على أخذ خصوصيته التامة فأصبح بإمكانه أن يتحدث مكالمات مرئية عبر الهاتف النقال الخاص به وفي كل مكان من أمكنة تأدية الشعائر وفي كل وقت يريد، وبالتالي يحضر الحاج الغائب في مجلس عيد الأضحى، ويحضر غير الحجيج طقوس وشعائر الحج عن بعد.

الاختلافات تطال بعض التفاصيل الهامشية والظريفة، فالأطفال يحبذون عيد الفطر لأنهم يحصلون على عيديات أكثر وأكبر، حتى اختيار الملابس فإن الأولوية في نوعية الملابس والعناية بها تكون أكثر في عيد الفطر، ولعل محلات بيع الملابس تلعب دورها في ذلك فغالبيتها لا يحرص على طرح موديلات جديدة تماما كما في عيد الأضحى والبعض منهم يسعى إلى تسريح بضاعته المتبقية من العيد السابق. وإذا كانت فرحة عيد الفطر تنتهي ذروتها في الأيام الثلاثة الأولى فإن عيد الأضحى يصر على استمرار الأيام الثلاثة ويمدها حتى رجوع الحجاج الذين يحتفل بهم احتفالا كبيرا وقت رجوعهم، وتقام الأفراح والولائم ساعة اللقاء بهم

العدد 1933 - الجمعة 21 ديسمبر 2007م الموافق 11 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً