العدد 1940 - الجمعة 28 ديسمبر 2007م الموافق 18 ذي الحجة 1428هـ

إلى العام الجديد...

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

سينتهي بعد يومين العام 2007 شأن كل ما له أول! سينتهي العام بحلوه ومره بخيره وشره، سينتهي بعد سياق عام ميزته الحوادث والتطورات السياسية التي عصفت بعالمنا العربي وأضفت على مجرياته طابعا من الكآبة والحزن.

ليطل عام ميلادي جديد لا نعلم ما سيحمله لنا من الطيبات والمآسي، ومن أفراح وأحزان، ولكن هناك شعور غريب يخالج البشرعند مقدم العام الجديد، فالكثير من الناس تنتابه مشاعر تفاؤل بأن العام الجديد سيحمل معه كل ما يتمنى حدوثه وعلى جميع أصعدة الحياة.

فماذا تنتظر أنت من العام الجديد وماذا يخبئ لنا؟ وما هي أمنياتك فيه؟ أسئلة تطرحها «ألوان الوسط» على جميع قرائها مع انطلاقة العام الجديد على أمل أن تتحقق فيه من الأمنيات ما لم تحققه لنا سابقاتها.

قبل أيام أرسلت لي صديقة لبنانية تعيش في أحد الدول العربية رسالة كتبتها وأحبت أن ترسلها للعام الجديد حتى يكون العام 2008 مختلفا عن ما قبله من أعوام، فكتبت تقول:

أيها العام الجديد أصغ إليّ... أتوجه إليك متوسلا راجيا لا لشيء إلا لأنك لا تملك أذنين، إلا لأنك لست بحاجة إلى أذنين لتصغي إليّ.

أيها العام الجديد رجاء لا تكن كما كانت الأعوام الأخيرة... رجاء لا تحمل في يومياتك أخبارا جديدة، لا تحمل مفاجآت سواء أكانت سارة أم مفجعة... رجاء كن رماديا. كن كخريف لا تتساقط فيه أوراق الشجر.

أيها العام الجديد لن أطلب منك أطيب الأماني والأمنيات. لا أريد حظا سعيدا... لا أريد وظيفة أعشقها. لا أريد قصة حب جديدة... لا أريد المزيد من الأصدقاء... لا أريد أن أفوز بجائزة التميز... لا أريد حكومة جديدة في بعض بلداننا العربية ولا انتخابات تمثيلية في البعض الآخر منها... لا أريد رفعا لمعدلات الأجور ولا تظاهرات تحتج على السياسات الاقتصادية. لا أريد المزيد من المغنيات ولا المطربات ولا العاهرات... لا أريد المزيد من مساحيق الغسيل سواء أكانت تلك التي تتغلغل في الغسيل لتبيّض الثياب أو تلك التي تبيّض الأموال، والسياسيين.

أيّها العام الجديد أريدك أن تكون رتيبا مملا... أريدك مضجرا... لا تحمل في طياتك تراجيديات وميلودرامات سياسية واجتماعية... أريدك بلا متفجرات ولا شهداء ولا انتفاضات وتظاهرات مليونية في الساحات... أريدك بلا خيم تشيد قصورا للحرية من هواء... قصورا في الهواء... الهواء الخالي من الأوكسيجين. أريدك ساذجا لا خطة لك ولا مستقبل... أريدك أن تكون شفافا صادقا برتابتك... أريدك أن تكون مختلفا عن زملائك الأعوام الأخيرة.

رجاء أيها العام الجديد لا تجعل المزيد من المنافقين قديسين. أريدك أن تتركهم ينافقون ويدجلون وهم يبيعون الأحلام والأوهام في أسواق الكلام الرخيصة. أتركهم يكذبون فحبل الكذب قصير، وحتى لو لم يكن كذلك فإن لكل حبل نهاية مهما كان طويلا... أريدك تترك الأوراق على الشجر. أتركها يابسة ولا تسمح للخريف أن يأتي بعاصفة لتسقطها، حتى لو وعدتنا بأقواس قزح. دع الأشجار تضيق ذرعا بأوراق يابسة كانت قد «نهبت» كل غذائها. دع الأشجار تختار ما بين انتحارها أو رمي أوراقها.

صديقي العام الجديد كن فقط رماديا، لأني مللت الألوان الفرحة والفاقعة... فالأخضر مثلا يذكرني بآلاف العاطلين عن العمل لأنهم لم يحظوا بعد بالأمل. أما الألوان الأخرى فآه ثم آه منها، لذلك أرجوك كن رماديا.

أيها العام الجديد رجاء لا تكن جديدا، فقط كن مختلفا برماديتك... كن رماديا .

أمنيات تلك الصديقة أن يكون عامها الجديد رماديا، أما نحن في «ألوان الوسط» فنتمنى أن يكون العام 2008 ملونا بجميع ألوان قوس قزح، لا سيما ألوان الفرح.

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1940 - الجمعة 28 ديسمبر 2007م الموافق 18 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً