العدد 1947 - الجمعة 04 يناير 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1428هـ

من أجل خير البحرين

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

نعم نقول من أجل خير البحرين لا من أجل خير طائفة معينة، وبهدف المحافظة على أمن البحرين واستقرارها، ومن أجل عدم التفريط في كل المكتسبات الوطنية التي تحققت للبحرين، والتي جاءت بعد مطالبات ونضالات طويلة، وعذابات مرة طالت الجميع وانكوى بها، وكدرت صفو الأجواء آنذاك.

من هذا المنطلق أدعو الجميع إلى القيام بواجبه الوطني بلا استثناء وبلا تهاون، وبلا مبالغات قياسا بالقاعدة المتداولة “لا إفراط ولا تفريط”، فالبحرين وأوضاعها غير المستقرة على الأصعدة السياسية منها والاقتصادية كافة لا تحتمل منا نحن أيضا منغّصات، ومواقف لا تحسب لصالح معادلة الاستقرار والأمن الذي يجب عدم التفريط فيه لكونه أحد النعم التي أنعم الله به علينا.

لا داعي أبدا إلى التراشقات والتصريحات غير الموزونة التي لا تصب في خدمة البحرين، ولا تعبر عن حبنا لبحريننا الغالية، والتي لا تمثلنا، فعلى الجميع أن يوفروا على أنفسهم التصريحات النارية الحارقة، والكلام العفوي المزعج، الذي يصدر من دون حساب ولا كتاب من أجل خاطر عيون البحرين ومن أجل خير البحرين.

فغلطة الشاطر بألف والتراشقات التي تصدر ونقرأها ويقرؤها غيرنا من فلان وعلان لا تؤثر فيه أبدا، فالطلقة النارية لا تؤثر في طالقها، بل من الممكن أن ترفع التصريحات من نصيبه وحظوته أو تقلل من مكانته الاجتماعية مثل سوق البورصات، ولكن المتضرر الأول والأخير هو ذلك الوطن الذي لا يحق لنا أبدا التشكيك في ولاء أحد فيه، وننطلق دائما من أن الجميع بلا استثناء محبون وموالون دائما إليه، لا يحق لأحد التشكيك في الحب والولاء.

وعلى القوى السياسية أن تفعّل أدوارها وأن تأخذ دورها الحقيقي وأن تَنْشُطَ وأن يكون لها حراك سياسي فاعل، وألا تقبل على نفسها أن تظل هكذا معلقة ومعطلة وتنتظر أن تحدث هنا أو هناك قلاقل فتنشط وتعبر عن موقفها، بل يجب أن يكون لها دور واضح على خريطة العمل السياسي، وفي صناعة القرارات والمواقف الوطنية لا أن تقف موقف المتفرج أو تنتظر إلى من يعبأها أو يملي عليها إرادته، كما يجب عليها أن تنسق وأن تتحالف وأن تتكتل مع القوى السياسية الأخرى في المواقف والمحطات التي تتطلب تكاتفا، وموقفا ضاغطا، لا أن تقرر الانزواء على نفسها، أو البحث لها عن فرقعات إعلامية، فالوطن ليس بحاجة أصلا إلى مشروعات سياسية إعلامية أو فرقعات، وأصحاب المشروعات الإعلامية عليهم أن يبحثوا لهم من الآن على رأس مال من أجل مشروع إعلامي هزيل.

وعلى القوى السياسية إذا شعرت في يوم من الأيام بأنها لا برنامج سياسي لها أن تنهي نفسها بنفسها حتى لا تكون عالة، فالأصل في الوجود المشاركة وإذا لم تكن الإرادة موجودة ولم يكن الحس موجودا عليها أن تغادر المكان بكرامتها، قبل أن يطلب منها فتفقد حينها ماء وجهها نقول ذلك من حرص شديد، لكوننا مازلنا نرى مباني لقوى سياسية كالهياكل العظمية، وهناك هياكل عظمية مكسوة بالشحم لا باللحم ووجودها أيضا ضار بالصحة، ونحن في أمَسِّ الحاجة إلى اللحم للاستقواء به لمواجهة ما هو غير مفيد لخير البحرين.

وعلى الحكومة أيضا أن تكون جادة في إصلاحاتها السياسية وأن تكون متعاونة مع القوى السياسية وأن تتفاعل مع الحراك السياسي، وأن تبذل ما في وسعها من أجل فتح حوارات مع القوى السياسية في الملفات التي تحتاج إلى تعاون، فلا الحكومة تستطيع أن تتعامل مع كل الملفات وإدارتها بإحكام لوحدها بلا تعاون الشعب، ولا القوى السياسية وحدها قادرة على إدارة الملفات العالقة بلا تعاون الحكومة، ولا الشعب نفسه صاحب المطالب يستطيع أن يدير ملفاته بنفسه بلا تعاون الحكومة، ودعم من القوى السياسية ففي النتيجة النهائية نحتاج إلى ثلاثة أضلاع لاكتمال المثلث، ونحتاج الأهم من الأضلاع نفسها الإرادة الحقيقية في الإصلاح والنَّفَسُ العميق، ونحتاج إلى صبر من قبل المواطنين.

ونظرا إلى خصوصية البحرين نحتاج أيضا إلى دور أكبر من قبل رجال الدين المخلصين، فنحن بحاجة إلى دعمهم وصمودهم ومواقفهم الوطنية المخلصة، ونحن بحاجة أكبر إلى خطاباتهم الوطنية، وإلى بياناتهم، فالناس تحب أن تستمع لهم، وتتفاعل مع ما يصدر منهم من مواقف، فليس من المعقول أن يعطل أدوارهم، أو يبقى العالم من دون حراك، فنحن بتنا في أمَسِّ الحاجة إلى العلماء العاملين في الساحة، بنهج عقلاني أبوي، وعلى السلطة أن تحترم أدوار هؤلاء أيضا، فليس من المعقول أن تظل تعطي لهؤلاء ظهرها، فالعلماء ورثة الأنبياء، ولا يمكن أن يفعّل العالم دوره وأن يقول كلمته وأن يعلن موقفه، وفي النهاية تعطيه الحكومة الأذن “الصمخة”، مما يسبب ردات فعل وإزعاج نحن لا نحتمله، فما بالكم بمكانة العالم الاجتماعية والعلمية؟

نحتاج إلى أن نتأمل أكثر في المفردات السابقة وأن نتأمل أكثر في منغّصات الساحة، وأن نفكّر أكثر في الحلول بعد عمليات التشخيص طبعا وعلينا، أن نتذكر دائما أن كل تلك الأدوار تعبّر عن حبنا للبحرين، ورغبة منا في خيرها، فالبحرين لا تحتاج منا فقط إلى الكلام، وإلا فالكلام لا ينتهي، بل تحتاج إلى وقفات وطنية صادقة.

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1947 - الجمعة 04 يناير 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً