العدد 1949 - الأحد 06 يناير 2008م الموافق 27 ذي الحجة 1428هـ

الحال النفسية أبعدتني عن مستواي ونحتاج إلى الخبرة

محمد رضي الاتفاق «مشروع نجم كرة يد كبير»:

لمعت نجوميته بسرعة فائقة قاربت لمعان البرق الخاطف وكانت منذ نعومة أظفاره فاثبت وجوده وفرض على الناس الإعجاب به، لأنه خامة فنية صقلها بموهبته الفذة وإمكاناته الفنية فكان نجما بارزا صار اسمه محط أنظار الفرق الكبيرة لاستقطابه إلى صفوفها، ولكن لعنة الإصابة حرمته من القائمة الأساسية للمنتخب الوطني الأول على رغم صغر سنه وحتى من الاحتراف المحلي الذي نعتقد جازمين انه لولا الإصابة لكان رقما صعبا خلال هذا الموسم من خلال التفاوض المباشر وغير المباشر لاقناعه بالعدول عن الاتفاق والانضمام إليها.

هذا النجم الشاب ترعرع في بيئة كروية (كرة القدم) وداعب الكرة من صغره ولكنه لا يدري ان القدر يخفي له النجومية على نطاق آخر وفي لعبة أخرى لم تكن في الحسبان، حتى التوجه إليها جاء من باب الفضول للتجربة لا غير، ولكنه عندما وجد إمكاناته ومهاراته وفنياته تميل به ناحية كرة اليد بعد الإعجاب الكبير الذي أبداه القريب والبعيد لمستواه الفني ليس في الموسم الماضي ولكن من الموسم 2002/2003 يوم كان عمره (15 سنة) إذ تم اشراكه مع الفريق الأول وساعده على تألقه طوله وحيويته وفهمه لمركزه بل غير مقيد لمركز معين حتى أصبح مفتاحا لفريقه ومنتخب الناشئين لكرة اليد.

انه المتألق الشاب ابن الدراز محمد رضي العصفور الذي تربى في منزل مهيأ لأن يكون نجما بارزا على أساس والده الذي كان يوما من الأيام نجما بارزا في كرة القدم واليد وبالتالي لن يخرج هذا الشبل عن إطار والده بل وقف معه وسانده وقدم نصائحه له لكشف الأخطاء وعلاج السلبيات حتى وصل هذا النجم الصغير إلى مبتغاه ومازال يسير على الطريق نحو النجومية المطلقة.

«الوسط الرياضي» استضاف هذا النجم الصغير محمد رضي العصفور وتحاور معه فوجده إنسانا هادئا ورزينا في كلماته التي هي الأخرى لا يختارها الا بدقة من دون الفوضى الكلامية، ولكن إذا تحدث ترى فيه الإنسان المتكلم الجيد اللبق، وهذا ما ساعدنا كثيرا في وضع لبنات هذا اللقاء والخروج بهذه الحصيلة من الحوار الذي دام قرابة الساعة.

الصدفة نقلتني إلى اليد

بدايتك الرياضية؟

- البداية كانت من المدرسة في الابتدائية في العام 1999، إذ كنت العب كرة القدم مع زملائي ولكن بعد فترة من الزمن اتجه بعض الأصدقاء للعب في فريق اليد بالنادي وطلبوا مني مرافقتهم للعب في اليد فلم أتردد بتاتا بل وافقت فورا لا لأنني كنت ملما بقوانين اللعبة ولكن لحب الفضول واللعب لعبة أخرى غير القدم.

لم يكن للوالد دور في توجهي لليد

هل كان لأبيك الدور في اختيار لعبة اليد دون القدم؟

- أبدا لم يكن لوالدي يد، وكان لاعبا في الفريق الأول لليد، لا من بعيد ولا من قريب، إذ كانت ميولي للقدم حتى مع ذهابي لليد كنت أزاول لعبة القدم في القرية، وكان يومها وضع فرق القدم لا يسر ولم يكن بالحال الطبيعية وكان ضعيفا، فهنا اخترت اليد وبدأت تظهر موهبتي، وبعد موسمين من اللعب كنت اسمع هنا وهناك كلمات الإشادة بمستواي، وهذا ما شجعني على مواصلة اللعب في لعبة اليد.

قمت بمراقبة الأشرطة العالمية للبروز

كيف ظهرت نجوميتك وموهبتك في كرة اليد بشكل سريع؟

- لعبي لليد جاء عن طريق الصدفة، واكتشاف الموهبة جاء عن طريق الطول الذي أتمتع به، وكنت أتابع أشرطة مباريات اليد باستمرار لكأس العالم والدوري الألماني خصوصا المراوغات وكيفياتها وخبرة الدفاع، وكنت أركز بشكل أساسي على المراوغات، فمن هنا قمت بتطبيق ما أشاهده في الأشرطة في الملعب فظهرت موهبتي في اليد.

السباع صقلني وطور مستواي

مررت بالكثير من المدربين منهم كانوا مع الفريق الأول بالنادي ومنهم من كان مع المنتخبات الوطنية، فمن المدرب الذي صاغ موهبة محمد رضي وشخصيته الفنية؟

- في البداية شجعني رائد المرزوق وأمير الشهابي وأخذت منهم أساسيات البداية وتدربت على يد الجزائري معاشو وعصام عبدالله وأخذت منهم الكثير من المعلومات المفيدة لي وأيضا بدر ميرزا الذي أشركني في الفريق الأول وأنا مازلت صغيرا لم يتجاوز عمري (15 سنة) واعطاني الثقة في نفسي ولكن أفضلهم في العطاء المدرب الوطني عادل السباع فهو اكبر من ان أقول له مدرب، فهذا الرجل اعتبره بمكانة الوالد من المبدأ التربوي الذي يقوم به في التدريب، ولذلك يعتبر هو أكثر المدربين أفضلية في الأمور الفنية إلى جانب بدر ميرزا أخذت منه المراوغات ورائد المرزوق أساسيات للعبة. وأما السباع فطور مستوانا عبر الأشرطة التي نشاهدها معه ودائما يأمرنا عندما نشاهد الأشرطة بالتركيز على احد اللاعبين للاستفادة منه.

الحال النفسية أبعدتني عن مستواي

محمد رضي كنت لاعبا مجتهدا ومتميزا منذ كنت في الفئات الصغيرة وبرزت بشكل واضح من خلال حماسك وفنياتك وموهبتك حتى انعكس ذلك عليك في الملعب، ولكن كان كل ذلك قبل الإصابة ولكن بعدها كنت مغايرا تماما لمحمد رضي قبلها، إذ كان الحذر الشديد في تعاملك مع الكرة وعدم الانتظام في التدريبات بشكل واضح ما ترك آثاره... السؤال عن هذا السبب واللغز المحير.

- ابتعدت عن الملاعب لمدة 6 أشهر ولكن في المحك وصل إلى 9 أشهر، فقبل الأشعة كنت اشعر بآلام وبالرباط ولكن الجواب الطبي وبأنها إصابة عادية فصرت العب عليها وتعرضت إلى الإصابة من جديد، وهنا تأكد الأمر أنها في الرباط الصليبي وهذا الأمر استمر (3 أشهر).

بعد العملية توقفت 6 أشهر بحسب نصائح الطبيب وعدت إلى اللاعب ولم أكن طبيعيا وكانت الضغوط النفسية هي المحرك الأساسي لنفسيتي خصوصا عندما أشاهد من معي في المنتخب وأنا كنت أفضل منهم بفارق كبير، فاليوم أشاهدهم بالأداء الذي يفوقني فصرت العب بنفسية متعبة وأفكر طويلا كيف أصل بمستواي الطبيعي إلى هؤلاء، وهذه العوامل النفسية اثرت على مستواي بشكل مباشر.

أضف إلى ذلك ظروف الجامعة مع العلاج الطبيعي الذي آخذه مع اختصاصي العلاج الطبيعي خليل ربيع.

ولكن مع مرور الوقت بدأت أتفهم الوضع وصرت الآن أفكر في استعادة مستواي بشكل جدي وبإذن الله سأعود بأفضل مما كنت عليه سابقا، وأقول للجماهير انتظروا محمد رضي في المباريات المقبلة.

لا مشكلة إدارية ولا فنية معي

هل هناك مشكلة إدارية لها الدور في انخفاض مستواك وغيابك عن التدريبات؟

- أبدا لم تكن هناك أية مشكلة تذكر بل بالعكس، الإداريون بالنادي من مدير اللعبة جعفر العصفور إلى المسئول فيها أبوجعفر والمدرب السباع دائما يتصلون بي بشكل يومي ويشجعونني للعودة بقوة، حتى مدير المنتخب للناشئين عيسى خميس دائم السؤال عني، ولذلك لم تكن هناك أية مشكلة عالقة تسببت في انخفاض مستواي أو غيابي عن التدريبات.

الوالدة عارضت بشدة عودتي بعد الإصابة

في وقت ظروف إصابتك هل واجهت معارضه من الأهل في العودة إلى اللعب من جديد مع الفريق؟

- الوالد كان لاعبا سابقا في الفريق وابتعد بسبب الإصابة وهو متفهم لوضعي وهو دائما يكلمني ويعرض أخطائي الفنية لعلاجها، وهو أكثر المتابعين لي في البيت وخارجه وهو أكثر الأشخاص يشجعني على العودة، ودائما يقول لي إن مستواي هابط ويطالبني بالعودة لما كنت عليه سابقا. لكن الوالدة طلبت مني ان اترك اللعب لأنها متخوفة عليّ وتحذرني من الإصابة من جديد، حتى أعمامي والجدة يطالبونني بعدم العودة لخوفهم عليّ، فالوحيد الوالد الذي طالبني بالاستمرارية.

لدينا قدرة المنافسة ولكن بشروط

فريق الأول لليد بالاتفاق مر بمرحلة تجديدية في عناصر الفريق والآن يضم مجموعة من الشباب لا تتجاوز أعمارهم 23 سنة ولكنهم يتطورون يوما بعد يوم تساندهم قاعدة قوية في الفئات العمرية... هل تعتقد ان هناك حظوظا مستقبلية لدخول الاتفاق المنافسة على بطولات اليد للدرجة الأولى ولو بعد حين؟

- معظم اللاعبين في الفريق هم من صغار السن وفي عمر واحد وفريقنا إذا بقي على هذا المستوى من دون إصابات ولا ظروف قاهرة فنحتاج نحن إلى موسم أو موسمين حتى نصل إلى نضج المنافسة، فهذا الفريق كان معا في الناشئين وحققنا بطولتها وفي فئة الشباب أيضا، ولذلك بإمكاننا المنافسة على البطولات مستقبلا.

نحتاج إلى الخبرة والروح المعنوية والجماهير

اذا ما الذي يحتاجه الفريق من اجل الوصول إلى هذا الهدف المحدد؟

- في اعتقادي الفريق يحتاج إلى الخبرة في المقام الأول والروح المعنوية والمتابعة الجماهيرية والوقوف خلفنا ومساندتنا، وللوصول إلى هذا الهدف يجب أن نبعد عن أنفسنا الغرور لأنه مقبرة كل لاعب، وان تبتعد عنا لعنة الإصابات، والخطة الموضوعة الآن هي على أفضل مايرام وضعها المدرب محمد خليل مع السباع في الفئات العمرية، إذ بدأوا باختيار اللاعبين من كل المواليد والمهرجانات في النادي أقاموها ووزعوا عليهم الهدايا وتم بناء قاعدة قوية.

فلذلك الآن نرى من فرق التجمع إلى فئة الناشئين والشباب كلمهم ينافسون على هذه البطولات، وأنا أرى اننا سنخرج هذا الموسم ببطولة أو بطولتين.

النظام غير فاعل و مقترحي بالصعود والهبوط

كيف تقيم نظام الدوري هذا الموسم؟ وما المقترح الأبرز لتطبيقه في السنوات المقبلة؟

- هذا النظام الحالي وخصوصا مع فترات التوقف يجعل الفرق تلعب من دون حماس ولا ندية ولا اثارة، وأضف إلى ذلك هناك أندية من المفترض وجودها مع الستة الكبار ولكن قد يكون هذا النظام يحرمها ولو بفارق هدف، وفريقنا مثال على ذلك وبإمكانه المنافسة ولكن قد لا ندخل مع هؤلاء فيؤثر ذلك على النفسيات.

من هذا الباب انا اقترح أن تعود البطولة التنشيطية التي تسبق الدوري من اجل الإعداد الجيد وان تكون بمثابة البروفة الجدية، وبعد ذلك اقترح أن يكون النظام بدرجتين الأولى والثانية وكل منها تضم 6 فرق، وان يكون هناك هبوط وصعود وبهذا النظام ستكون هناك المنافسة الشديدة من جانب الصدارة والبطولة والجانب الآخر في الهبوط بالنسبة للدرجة الأولى، واما الدرجة الثانية أيضا فلها حظوظ الأولى نفسها بلحاظ ذيل الترتيب قد لا تكون له القابلية في الحماس، ولكن يبقى ذيل الترتيب في الأولى والفرق المتصدرة في الثانية محل منافسة قوية وخصوصا الستة فرق ستجعل النقاط متقاربة بين كل الفرق، وبالتالي سيكون الباب مفتوحا لها في الدخول كطرف قوي في المنافسة وأيضا في الهروب من القاع، وبذلك يكون الدوري قويا ومثيرا فيه الندية والقوة والحماس والحضور الجماهيري الكبير.

سوء التحكيم عرضنا إلى الخسائر

التحكيم هذا الموسم له نصيب آخر من الانتقاد، كيف ترى مستوى التحكيم وهل اثر عليكم في بعض مبارياتكم؟

- نحن الفريق الأكثر تضررا من التحكيم وكان السبب الأساسي في معظم خسائرنا وخصوصا مباراتي الشباب والتضامن فهنا أؤكد أننا خسرنا بسبب سوء التحكيم.

كما تعرف أن لعبة كرة اليد تحتاج إلى الهدوء والتركيز، ولكن سوء التحكيم يجعل الأعصاب «تنفلت» فتبتعد عن التركيز على اللعب وتتفرغ إلى أخطاء الحكام المتكررة وهي أخطاء فنية أكثر منها تقديرية.

أنا هنا لا الوم الحكام بشكل أساسي لأنهم مازالوا صغار السن والخبرة لديهم قليلة ويحتاجون إلى التشجيع وهم في المقام الأول بشر غير معصومين يتعرضون إلى الخطأ، ولكن أدعو الفرق كلها لان يكون لديها طول البال ورحابة الصدر، وأنا متأكد مع مرور الوقت سيتعدل الوضع وهم فقط يحتاجون إلى المساندة والدورات التدريبية المكثفة لتلافي الأخطاء في المستقبل، وعلينا ابعادهم عن الضغوط النفسية حتى لا تكون ردة الفعل في القرار سلبية.

لعنة الإصابة هدمت ما بنيته وطموحي أكبر

هل تمنيت أن تكون ضمن المختارين للمنتخب الوطني الأول للاستحقاق الآسيوي المقبل؟

- في أول بداياتي مع الفريق الأول بالاتفاق كانت في البطولة التنشيطية في مباراة سماهيج وتألقت فيها فتم اختياري للمنتخب مواليد 1986 وفي هذه الفترة ركزت بشكل كبير على اللعبة وتأثرت كثيرا في الدراسة فبعدما كنت احصل على 90 في المئة هبط هذا المعدل بشكل سريع، وكان طموحي آنذاك ان أصل إلى المنتخب الأول بل الوصول لعالم الاحتراف، ولكن لعنة الإصابة هدمت كل ما بنيته وخططت له وتأثرت نفسيا بهذا الوضع لان طموحي كبير حتى مع وصولي للمنتخب الأول، وأنا الآن أعيد حساباتي وأراجعها من جديد وارتب أوراقي وأشاهد مباريات فريقنا السابقة التي لعبت فيها لاكتشاف الأخطاء، ودخلت مرحلة جديدة بالجدية والحماس بالتقوية بالحديد والجري للعودة إلى الحال البدنية السابقة، وأملي أن أعيد البنية الجسمانية ولياقتي التي كنت عليها سابقا، وفي المستقبل القريب بإذن الله سأعود كما كنت وان العب للمنتخب الوطني واثبت جدارتي فيه.

كلمة أخيرة؟

- أقدم شكري الجزيل إلى إدارة الاتفاق أولا والى الأهل والجماهير وإدارة منتخب الناشئين واللاعبين الذين وقفوا إلى جانبي وشجعوني في فترة الإصابة، وانا ولله الحمد لم ادخل تحديا الا ونجحت فيه والتحدي المقبل سأجتازه بعون من الله عز وجل، وأقول انتظروا محمد رضي هذه المرة في المستقبل القريب.

العدد 1949 - الأحد 06 يناير 2008م الموافق 27 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً