أفصح رئيس رابطة طب الأطفال البحرينية الرئيس الفخري للمؤتمر الخامس لرابطة طب الأطفال حديثي الولادة العربية علي إبراهيم عن انخفاض معدل وفيات الرضع في البحرين من 9.1 لكل ألف مولود حي في العام 2004 إلى 7.6 في العام 2006 للنسبة نفسها.
وقال إبراهيم: «إن معدل وفيات الأجنة انخفض كذلك من 8.2 لكل ألف ولادة في العام 2004 إلى 6.2 في العام 2006 ناهيك عن المؤشرات الأخرى على إنجازات القطاع الصحي مثل ارتفاع معدل السن المتوقع للحياة إلى 74.8 سنة للنساء والرجال».
وأكد أمين عام الرابطة العربية للأطفال حديثي الولادة ورئيس المؤتمر محمد حسين الرفاعي، أن ولادة الأطفال الخدج تشكل تحديا للأطباء والممرضين لما يظهرون عليه من صفات خلقية ترافقهم منذ الولادة. وأضاف أن خطورة وضعهم الصحي تكمن في ارتفاع نسبة إصابتهم بالأمراض والإعاقات الجسدية والذهنية وعدم اكتمال نمو بعض أعضائهم، ما يحول دون ممارسة حياتهم الطبيعية.
جاء ذلك خلال افتتاح وزير الصحة فيصل الحمر صباح أمس المؤتمر الخامس لرابطة طب الأطفال حديثي الولادة في قاعة المؤتمرات بفندق الخليج بحضور مسئولي الوزارة وعدد كبير من المشاركين من البحرين ودول الخليج والدول العربية والأجنبية. وتشمل جلسات المؤتمر 28 جلسة علمية على مدى ثلاثة أيام وستعرض خلاله أوراق عمل لمختلف المشاركين، كما سيتحدث فيه 20 محاضرا، بالإضافة إلى عقد ثلاث ورش عمل ضمن فعاليات المؤتمر لخمسة متحدثين أجانب من كندا وأستراليا وبريطانيا.
وعن أهداف المؤتمر، ذكر رئيس رابطة طب الأطفال البحرينية أن «الرابطة تهدف من خلال المؤتمر إلى إطلاع الأطباء والعاملين في القطاع على الخبرات والتعاون واللحاق بأحدث مستجدات التقدم الكبير في طب حديثي الولادة».
مشروع مستشفى أطفال وولادة
وأكد ازدياد الحاجة إلى وجود مستشفى أطفال وولادة بسبب الضغوطات الكثيرة التي تواجه الخدمات الصحية الرسمية. ولفت إلى دعم وزارة الصحة وتشجيعها للمشروع في ظل توافر الكوادر البحرينية المتخصصة.
وأشار إلى «أمر عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتخصيص أرض لمشروع إنشاء مستشفى أطفال وولادة مشترك بين القطاع الحكومي والخاص»، منوها إلى أنه «يجري حاليا التباحث بين الجهات المعنية لتحديد مكان الأرض».
الاختناق أثناء الولادة عند المواليد
من جهتها، ذكرت استشارية أمراض الأطفال والروماتيزم وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر زكية الموسوي أن «المؤتمر يناقش موضوعات محورية تتمثل في أهم المشكلات الصحية المتعلقة بالمواليد مثل الاختناق أثناء الولادة ومضاعفات نقص الأوكسجين على الدماغ والتشنجات عند الأطفال خلال الشهر الأول من الحياة، ومشكلات المواليد الخدج في الجهاز التنفسي مثل عدم اكتمال الرئة وما يؤدي إليه من صعوبة في التنفس وفشل الجهاز التنفسي».
وأفادت أنه «سيتم التطرق إلى مادة (السيرفاكتنت) وهي المادة التي يكون لدى الطفل الخديج نقص فيها فلا يتمكن من التنفس مثل الطفل العادي، إلا أن الأبحاث العلمية توصلت إلى تخليق هذه المادة وإعطائها المولود الذي يعاني من اعتلالات تنفسية نتيجة عدم اكتمال نمو الرئتين وتؤدي إلى تحسين التنفس عند المولود».
تغذية الأطفال الخدج
وواصلت الموسوي أن «المؤتمر سيناقش كذلك تغذية المواليد الخدج وناقصي الوزن، فلابد ألا تقتصر على الرضاعة، ويعطى المواد الكربوهيدراتية وغيرها عن طريق الوريد ويركز المؤتمر على الرضاعة الطبيعية ودورها، والآثار الجانبية للتغذية الصناعية والمواد المستخدمة في تقوية الحليب الصناعي، وهناك محور آخر مهم وهو الالتهابات الجرثومية عند حديثي الولادة وأثرها على أعضاء الجسم والمضادات الحيوية ومضادات الفطريات في حالة إصابة المولود بفطريات في الدم».
ونوهت إلى أنه «سيتم التطرق إلى أدبيات المهنة في الرعاية واتخاذ القرار للرعاية المركزة للأطفال حديثي الولادة بكل ما تشملها من جوانب، وسيكون ضمن الموضوعات المطروحة في ورش العمل فحص الاعتلالات الخلقية في القلب عند الأطفال، وسيتحدث الاستشاري أحمد الشهاري من اليمن عن تجربة اليمن في الفحص الجيني والأمراض الاستقلابية للأطفال حديثي الولادة، وسيتحدث الاستشاري فهد الهزاني عن المشكلات الصحية الناجمة عن ولادة أطفال ناقصي الوزن والأسباب التي تحد من معدل الوفيات عند المواليد».
انخفاض وفيات الأمهات
على صعيد متصل، عزا وزير الصحة فيصل الحمر «المنجزات الصحية الكثيرة المتعلقة بصحة الأم والطفل في المملكة إلى جيل الرواد الذين أسسوا لبناتها الأولى ليتعالى البناء وهو ما شهدت به المنظمات الصحية العالمية»، لافتا إلى أن الوزارة قضت على الكثير من الأمراض التي يتعرض لها الفرد في مرحلة الطفولة عادة مثل الحصبة وشلل الأطفال وهو ما يعود إلى التطعيمات وتطوير كتيب الفحص الدوري للطفل ليشمل كلا من الطفل والطالب.
تطور طب الأطفال ونمو الأبحاث
إلى ذلك، أفاد رئيس المؤتمر محمد حسين الرفاعي أن «تخصص طب الأطفال حديثي الولادة يعتبر من التخصصات الجديدة التي بدأت في الستينيات بفرنسا على يد القابلات وأطباء النساء والولادة، إذ أقيم أول امتحان للزمالة الأميركية في هذا التخصص في العام 1975، وتسارع نمو التخصص في جميع دول العالم ولاسيما المتقدمة وترافق ذلك مع تطور مماثل في مجال الأبحاث والدراسات وهو ما عزز الجانب الأدبي في معالجة الأطفال حديثي الولادة لتوفير البيئة السليمة لنموهم».
واستطرد «أن من أهم أسباب تحسين رعاية الأطفال حديثي الولادة والخدج هو القدرة على عمل التحليلات المخبرية بسحب كمية قليلة من الدم من الطفل واستعمال التغذية الوريدية وتطوير أجهزة التنفس الاصطناعية وتحسين الحاضنات للحفاظ على حرارة جسم الطفل الطبيعية».
وزاد الرفاعي أن «هذه التطورات رافقها على الصعيدين النظري والميداني انخفاض عدد الوفيات إلى أقل من 4 وفيات من بين كل ألف مولود حي في بعض الدول المتقدمة، وعلى رغم ذلك زادت حالات الإعاقة الجسدية والذهنية والسمعية والبصرية لدى البعض».
وعطف الرفاعي على جملة من المحاور المهمة التي سيناقشها المؤتمر والتي من أهمها مدى إمكانية تأهيل الأطفال المصابين بالعاهات الناتجة عن الولادات المبكرة في بلداننا أسوة بنظرائهم في الدول المتقدمة، وما إذا كان باستطاعة دولنا العربية تحمل مصاريف العلاج والتضامن مع أهالي المصابين، والأمانة في المساهمة في منح تلك الفئة حقها الإنساني في العيش الكريم.
العدد 1958 - الثلثاء 15 يناير 2008م الموافق 06 محرم 1429هـ