العدد 2283 - الجمعة 05 ديسمبر 2008م الموافق 06 ذي الحجة 1429هـ

زيارة إلى اليابان (3)

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

اليابان أول دولة غير غربية تنجح في مشروع الحداثة والنهضة والتي ابتدأت في العام 1868 مع مجيء الإمبراطور ميجي إلى حكم اليابان ومن ثم تم إعادة العمل الدؤوب بهذا المشروع التنموي بعد الهزيمة في نهاية الحرب العالمية الثانية.

المشروع الياباني للتطور - حسب رأي البروفيسور ساتو هيروشي من معهد الاقتصاديات النامية - يعتمد على تطبيق مفهوم الكايزن. فهذه الفلسفة تهدف إلى تحسين نوعية الحياة لكن بالاعتماد على القدرات الذاتية والمتوافرة والتعاون بين أفراد المجتمع وتحت مظلة القيادة المحلية.

قصة النجاح الياباني سترى بعض الصعوبات المستقبلية وخاصة ازدياد أعداد كبار السن (أكبر من 65 سنة) فالهرم السكاني يضع نسبتهم في العام 1950 بحوالي 5 في المئة من مجموع السكان أما في العام 2007 فقد ارتفعت تلك النسبة إلى 21.5 في المئة ومن المتوقع أن يستمر الاتجاه التصاعدي لهذه النسبة لتصل إلى حوالي 36.5 في المئة في العام 2050، أما فئة اليافعين (0 - 14 سنة) فقد انخفضت النسبة من حوالي 35.4 في المئة في العام 1950 ووصلت إلى 13.5 في المئة فقط في العام 2007 ومن المتوقع استمرار الاتجاه السلبي لتصل النسبة إلى 8.6 في المئة في العام 2050، وهذه الأرقام الإحصائية الدقيقة تضع الحكومات اليابانية الحالية والمقبلة أمام خيارات صعبة لمعالجة وتصحيح هذه النسب كالقبول بهجرة شباب الدول المجاورة الأكفاء ومحاولة تشجيع الشباب على الإنجاب.

لمعرفة المستوى الأكاديمي في الجامعات اليابانية والعلاقات مع الدين الإسلامي فقد قمنا بزيارة قصيرة لجامعة واسيدا العريقة (Waseda University) والتي احتفلت في العام 2007 بمرور 125 عاما على إنشائها. وعلمنا بأن إداريي الجامعة جعلوا شعار وسياسة المرحلة المقبلة هو «إعادة انبعاث الجامعة لـ 125 سنة مقبلة» وبالتالي العمل الدؤوب لتطويرها لتصبح مؤسسة تعليم عالية ذا صبغة دولية. وعلمنا بأن هذه السياسة العامة تعتمد على 4 أهداف رئيسية هي: خلق بناء معرفي ضمن المجتمع المحلي ذو الثقافات المتعددة، وتشجيع البحوث المتعددة الاختصاصات وبالتحديد في مجالات قوة الجامعة، وتنشئة قادة قادرين على التعلم وعلى الرئاسة في مختلف بقاع العالم، وأخيرا تطوير قاعدة بحوث عالمية للثقافة اليابانية والآسيوية. لذلك لم ندهش كثيرا لاحتضان الجامعة لمركز بحثي (Islamic Area Studies) لدراسة الحضارة الإسلامية التاريخية والحديثة وعلمنا بأن هذا المركز تم إنشاؤه في العام 1997 كمشروع مشترك للمراكز الإسلامية في جامعات طوكيو وكيوتو وصوفيا وواسيدا.

خلال تلك الزيارة، قام أحد نواب رئيس جامعة واسيدا بالإضافة للمدير العام للمركز الإسلامي بإلقاء محاضرة شاملة عن نشاطات المركز في الدول الإسلامية وعندما علموا بوجود شخصين من مملكة البحرين - كاتب المقال والأخت آمنه الرميحي من مركز الدراسات والأبحاث - ذكروا بإعجاب المحاضرة المهمة عن الشرق الأوسط لولي عهد البحرين سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة والتي ألقاها في جامعة واسيدا في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي الختام نود شكر السفير البحريني في اليابان خليل إبراهيم حسن لحضوره الشخصي وتشجيعه المؤازر لجميع شباب الشرق الأوسط عند تقديمهم لعروض أبحاثهم المتنوعة في حفل الختام في مقر مؤسسة اليابان في العاصمة طوكيو

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2283 - الجمعة 05 ديسمبر 2008م الموافق 06 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً