العدد 1965 - الثلثاء 22 يناير 2008م الموافق 13 محرم 1429هـ

اقتلوا غزة... قتلها الله!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حسنا فعل العرب بمشاركتهم الفعّالة في إحكام الحصار على المشاغبين في قطاع غزة! فهؤلاء الفلسطينيون الذين لا يريدون أن يتعلموا ألف باء السياسة الدولية، يجب أن يُجوّعوا ويمنع عنهم الدواء والماء والكهرباء حتى يجثوا على ركبهم ويرفعوا الراية البيضاء!

هؤلاء المشاغبون يريدون أن يحرجوا النظام الرسمي العربي، ويسقطوا المبادرة العربية التي اتفق عليها العرب منذ ستة أعوام في بيروت، لتكون طريقهم لاسترداد حقوقهم و «فرض» السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.

المبادرة العربية بما تمثله من سياسة عربية رشيدة وعقلانية وناضجة، لا يجوز أن تُترك لـ «حماس» أو «الجهاد» أو غيرهما من الحركات «الإرهابية» أن تسقطها أو تعرقلها، وعلى الجميع أن يتعاون ليستمر الحصار ويؤتي ثماره، فتركع هذه الحركات «الإرهابية» وتستسلم!

وحسنا فعلت إحدى الدول العربية أمس حين أرسلت 300 عنصر من قوات مكافحة الشغب مع المدرعات المصفّحة إلى حدودها مع غزة، مزوّدين بالهراوات ومسيلات الدموع، وقد ظهر في شرائط الأخبار وجود كلاب بوليسية ومسلحين مدنيين أيضا، تحسُّبا لأية أعمال شغب من قبل هؤلاء المشاغبين، الذين أرسلوا نساءهم وبناتهم هذه المرة إلى معبر رفح للقيام بأعمال شغب، ليستميلوا الرأي العام العالمي إلى جانبهم، وخصوصا أن وكالات الأنباء العالمية نقلت حتى الساعة الرابعة من عصر أمس، سقوط أكثر من ست نساء مغشيّا عليهن، ونقلهن بالإسعاف لتلقي العلاج، وربما زاد العدد في الليل.

طبعا جنودنا البواسل لا يرغبون في استخدام الرصاص الحي لتفريق المشاغبات الفلسطينيات اللاتي حاولن اختراق القانون الدولي بالوصول إلى بوابة معبر رفح، وترك الأمر إلى قوات مكافحة الشغب التي أحسنت صنعا بالتزامها بالقانون وحفظ الأمن القومي، حين تصدّت لهؤلاء المشاغبات، فاكتفت برشهن بخراطيم المياه لمنعهن من الوصول إلى المعبر. وليس عليكم مما يقال عن برودة الجو، فدرجة الحرارة لم تتجاوز أمس سقف عشر درجات مئوية في القطاع! وعليه يجب أن لا نرضخ لهم بتغيير موقفنا الصلب في مواجهة الإرهاب، حتى لو سقطت مئة امرأة فلسطينية، أو ألف أو خمسة آلاف!

ومن الواجب الإشادة بما فعله السيد أولمرت، حين قال إنه لن يصل إلى غزة إلاّ الحد الأدنى من الوقود، وهو ما يدل على حنكته السياسية الكبيرة. كما يجب الإشادة بالموقف الحازم والبطولي لوزير الدفاع الإسرائيلي باراك.

ثم ما يدريكم؟ أليست هذه الحركات المشبوهة امتدادا للمحور الشيطاني السوري الإيراني؟ ثم من يضمن لكم أن لا تكون هناك تأثيرات «صفوية» على «حماس» و «الجهاد» وحتى «الجبهة الشعبية» و «الديمقراطية» وربما «القيادة العامة» أيضا؟

طبعا نحن سنذهب إلى الجامعة العربية، ونتفق على إصدار بيانٍ نطالب فيه المجتمع الدولي، وخصوصا الأشقاء في البيت الأبيض، بأن يتحمّلوا مسئوليتهم التاريخية عن الفلسطينيين، ونكون قد أدّينا مسئوليتنا أمام شعوبنا، ويكون ضميرنا مرتاحا على الآخر... عندما نعود إلى منازلنا وقصورنا! أما في مجلس الأمن، فسنحقق نصرا تاريخيا كبيرا على جارتنا «إسرائيل» حين ينجح مندوبونا في الضغط على الدول الكبرى لإصدار بيان يدعو الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى ضبط النفس.

تحيا فلسطين المحتلة من النهر إلى البحر... وتحيا الأمة العربية، و «وحدة وحدة حتى النصر»!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1965 - الثلثاء 22 يناير 2008م الموافق 13 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً