العدد 1989 - الجمعة 15 فبراير 2008م الموافق 07 صفر 1429هـ

الإسكندرية: الحوار الثقافي العربي الأوروبي (1)

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

انعقد في الإسكندرية (المدينة المتوسطية بامتياز)، الدورة الثالثة لحوار الحضارات والثقافات في منطقتي أوروبا والمتوسط الخليج العربي في الفترة 19-21 فبراير/ شباط الجاري.

وقد انعقدت هذه الدورة بعد ان سبق عقد الدورة الأولى في باريس في سبتمبر/ أيلول 2006، بمبادرة من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، ثم عقدت الدورة الثانية في اشبيليا الأندلس بأسبانيا في مايو/ أيار 2007 بدعوة من معهد الثقافات الثلاث، وأخيرا عقدت الدورة الثالثة في نهاية يناير/ كانون الثاني بدعوة من مكتبة الإسكندرية.

لقد سبق أن كتبت مقالات تحليلية لدورتي باريس واشبيليا، وأواصل الحديث عن دورة الإسكندرية.

المعروف أن الرئيس الفرنسي انطلق في مبادرته وكما قال في حديثة في قصر الاليزيه في الجلسة الافتتاحية، «من الفجوة الكبيرة التي تفصل الغرب عن العرب والمسلمين، والصورة النمطية الخاطئة للمسلمين والعرب (الاسلاموفوبيا) وبالمقابل نظرة العرب والمسلمين للغرب باعتبارهم صليبيين، وذلك بعد حوادث 11 سبتمبر 2001 وتداعياتها.

أما بالنسبة إلى إدخال منطقة الخليج العربي (مجلس التعاون، والعراق واليمن) في إطار هذا الحوار، فلكون هذا المنطقة تكمل المنطقة العربية المتوسطية لتشكل الوطن العربي، ومنطقة الخليج كانت مستثناة من الأطر أو الحوارات الأوروبية العربية المتوسطية وأهمها مسار برشلونة.

كما ذكرت سابقا فقد مثلت دورة اشبيليا استمرار وتطوير لدورة باريس من حيث مواصلة الحوار في المحاور الستة والقضايا التي طرحت في باريس، لكنها من ناحية أخرى لم تنجح في توسيع وتعميق الحوار نظرا إلى تضاؤل عدد المدعوين وغياب بلدان بأكملها عن الحوار، إذ اقتصر حضور مجلس التعاون على مملكة البحرين فقط ولم يدع احد من العراق.

من هنا فكنا نأمل أن يكون انعقاد الدورة الثالثة في المنطقة العربية، عندها سيكون الحضور الخليجي متميزا بشكل خاص والحضور العربي عموما أكثر اتساعا وتنوعا، ولكن الذي حدث هو تضاؤل عدد الحضور من الأوروبيين والعرب بأقل من عددهم في اشبيليا. فمثلا اقتصر حضور دول مجلس التعاون الستة على مملكة البحرين وكنت الوحيد من البحرين، على رغم انه طلب مني أن أرشح شخصيات خليجية لدورة الإسكندرية، بمعدل ستة لكل بلد، وفعلا بعثت الأسماء تكرارا للمنظمين، علما أن لديهم قوائم بالحضور في باريس واشبيليا.

اعرف ان اثنين من المدعوين من الإمارات العربية المتحدة قد اعتذرا، ولكن لا افهم عدم حضور أي من ممثل عن البلدان الخليجية الأربعة وعدد آخر من البلدان.

مجريات الحوار

جرت أعمال الدورة الثالثة في مكتبة الإسكندرية، والتي تعتبر تحفة معمارية، وواجهة الإسكندرية الثقافية، وإحياء لمكتبة الإسكندرية المشهورة التي كانت اكبر مكتبة في منطقة البحر الأبيض المتوسط حينها واحترقت في إحدى دورات الحرب بين اليونانيين والمصريين قبل عقود من البلاد.

وتزامنت هذه الدورة مع بدء حصار «إسرائيل» لغزة وقطع إمدادات الكهرباء والوقود والغاز مما تسبب في أزمة إنسانية مروعة، ما ألقى بظلاله على المناقشات بشأن العلاقات العربية والإسلامية مع الغرب في ظل الانحياز الأوروبي لـ «إسرائيل» ومسئوليتهم الأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني.

في الجلسة الافتتاحية تحدثت راعية الدورة ورئيسة الجمعية الدولية للسلام المنظمة لهذه الدورة زوجة رئيس جمهورية مصرسوزان مبارك، والمكلف بالحوار من قبل الرئيس الفرنسي السفير الفرنسي جاك هنزنجر، ومدير مؤسسة انالندة لحوار الحضارات لوسبو جيراتو، من قبل الاتحاد الأوربي. ولوحظ غياب الطرف الاسباني التي احتضن الدورة الثانية من الحوار في مدينة اشبيليا.

وركز المتحدثون على أهمية استمرار الحوار الثقافي الأوروبي المتوسطي الخليجي والذي هو حقيقة حوار أوروبي عربي، بعد أن انحسر الحضور الإسرائيلي فيه، باعتباره رافدا أساسيا من روافد الحوار بين الحضارتين والكتلتين الكبيرتين الأوروبية والعربية.

وفي ظل الغموض المحيط بالمبادرة الفرنسية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ومشروعه لإقامة الاتحاد المتوسطي، أوضح السفير بوزارة الخارجية الفرنسية جاك هنزنجر، ان المشروع الفرنسي أضحى مشروعا أوروبيا بعد أن تبنته كل من ايطاليا واسبانيا، ووافقت عليه غالبية دول المتوسط العربية.

وفي ذات الوقت أكد هنزنجر استمرار آلية الحوار الثقافي الأوربي المتوسطي الخليجي، باعتباره حوارا لممثلي المجتمع المدني في حين إن مشروع الاتحاد الأوروبي المتوسطي يعني بالعلاقات بين الدول.

وأشارت سوزان مبارك إلى الدور المحوري المصري في جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط والحوار ما بين الحضارات والثقافات خصوصا الأوروبية والمتوسطية والعربية، انطلاقا من ارثها الحضاري والثقافي الجامع لكل ذلك، وموقعها المتوسط على مفترق الطريقين المتوسط وأوروبا.

أشار مدير مؤسسة انالندة لحوار الحضا رات لوسيا نوجدراتو، من قبل الاتحاد الأوروبي، الى الدور الحيوي الذي تلعبه المؤسسة في مد جسور التفاعل والتعاون الثقافي بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية المتوسطية وذكر الدور المحوري للمؤسسة في تنظيم اللقاءات الثلاثة في باريس واشبيليا والإسكندرية.

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 1989 - الجمعة 15 فبراير 2008م الموافق 07 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً