تزايد اهتمام عدد من مصممى الأزياء في العواصم الغربية هذه الأيام بأزياء الكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات الأليفة. وتمثل هذا الاهتمام في ظهور محلات خاصة لتقديم أطعمتها ومشروباتها ومحلات لتدليلها وتزيينها وتقديم قصات الشعر وعمل المساج لها، أيضا محلات متخصصة لبيع ملابسها التي تتعدد لتشمل ملابس للسفر والنوم والتزلج على الجليد، وإكسسواراتها كالنظارات والأطواق الذهبية وربطات العنق والقبعات في تجارة حققت الملايين.
كما تمثل هذا الاهتمام في إقامة مسابقات لاختيار ملكة جمال الكلاب، وعروض خاصة لأزيائهما تشهد حضورا مكثفا لوسائل الإعلام والمهتمين والمتابعين لموضة هذه الكائنات المحظوظة، أما العارضون فهم طبعا كلاب وقطط رشيقة وجميلة اختيرت بعناية، وخضعت لاشك لتدريب وتأهيل لتقدم الأناقة والشياكة في عالم الكلاب.
الأمر يسعد البعض ويحقق لهم راحة نفسية فريدة، إن جئت للحق فإنها بلا شك راجعة إلى الوحدة والفراغ والنظرة المختلفة للحياة، وأيضا الرغبة المحمومة في الربح بابتكار منتجات جديدة تجذب الزبائن وتحقق الملايين من الدولارات. وفي الجهة المقابلة تجد أن البعض الآخر تستفزه مثل تلك الأمور عندما يرى الإنسان في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال والسودان يقتل ويذبح ويشرد، بينما تنعم الكلاب بالساونا والمساج وقصات الشعر وتشارك في عروض الأزياء.
أولئك الناس وطموحاتهم الغريبة، بدأت تجعلك ترى من الأمور ما هو أغرب وأعجب، إذ شملت تلك المظاهر أن ترى الكلاب والقطط والحمير (أعز الله القارئ) في قائمة أشخاص الـVIP... أليس مضحكا هذا الأمر... صحيح أنك عندما تجد صورا لكلب (أعزكم الله) يرتدي فستانا أو ربطة عنق يجعلك ترسم ابتسامة على شفتك، ولكنك في المقابل سترسم الدموع عندما تقرأ ما كتب أحد المواطنين العرب في تعليق على خبر بأن ملكة جمال الكلاب في العالم تحب عرض الأزياء وتهوى السفر، فقد كتب ذلك المواطن يقول:
«يا مدلعين الكلاب والآدمي منسي... ضحكي على الكلب بكاني على نفسي... وفضلت أفكر في سعادة الكلب وفي نحسي... وأقول في نفسي يا ريت الدنيا تتشقلب وادخل في جنس الكلاب والعن أبو جنسي».
أضحكني ما قرأت لكنها ضحكات مؤلمة... فماذا عنك أنت؟!
إيمان عباس
العدد 1996 - الجمعة 22 فبراير 2008م الموافق 14 صفر 1429هـ