العدد 1996 - الجمعة 22 فبراير 2008م الموافق 14 صفر 1429هـ

أسواقه القديمة تعبق برائحة البن الأصيل...اليمن السعيد... مقصد للسياح الأجانب

كثيرون منا ظنوا أن هذا البلد ليس بمقصد مناسب لقضاء بضعة أيام من إجازة، إلا أن اليمن قد يكون من أجمل المناطق وأغناها طبيعة وتراثا، ولمن يجيد الاستمتاع بالعطلات فإن اليمن السعيد سيمنحه إجازة سعيدة في ربوعه، فهو ببساطة بلد فيه جمال الطبيعة والسهول والوديان والجبال والبحار ما يفوق توقعات الكثيريين.

اليمن الذي طالما اعتقدنا أنه لم يستطع أن يحقق الكثير في مجال التطور، يتمتع بطبيعة ساحرة بكل ما للكلمة من معنى، جبال مكسوة بالخضار، وديان عميقة، مدرجات للزراعة، بيوت وقلاع وأسلوب معماري في تصميم المنازل يستحق أن يوصف بالخلاب والمميز.

ولعل اليمن المكان المناسب للسائح الذي يبحث عن ما هو جميل ومميز من دون تدخل اجتهادات البشر وقدراتهم في التطوير والبناء، فمن يبحث عن المباني الشاهقة، والفنادق الفاخرة، وترف مطاعم معكرونة الإيطالية، أو الوجبات الأوروبية فإن اليمن لن يكون خيارا موفقا يتلاءم ومتطلبات الرحلة المميزة لديه.

فهذا البلد يزخر بالأسواق الشعبية القديمة التي نسمع فيها إيقاعا مميزا لنمط الحياة اليمنية الأصيلة، أناس بسطاء ودكاكين قديمة، وحرف تقليدية لعل من أبرزها صناعة السيوف والخناجر اليمنية الشهيرة التي يتزين غالبية رجال اليمن بها، السير في تلك الأسواق يملأ أنوف مرتاديها بروائح عطرة تمزج ما بين العطور العربية، والبخور ورائحة البن اليماني الشهيرة المميزة، فاليمن هي أول أرض زرع فيها هذا النبات قبل مئات السنين.

ولعل الإعلام العربي في كثير من الأحيان لم يعط هذه الأرض حقها في إظهار جانبها الأخر الجميل، ففي غالبية الأحيان لا يصلنا عن اليمن من معلومات إلا ما يجعلنا نرى فيها مكانا غير مناسب للزيارة، على الرغم من أنها تعتبر من أكثر الدول العربية استقطابا للمستشرقين والباحثين في التاريخ والتراث، فمنها ينبع تاريخ العرب القديم، ولعل من وصفها بأنها متحف لحضارة العرب لم يبالغ، ففيها نرى بكل وضوح أصول حضارة العرب على رغم التغيرات التي طرأت عليها مع مرور الوقت.

ولابد لكل سائح قبل أن يقصد بلدا معينا أن يفكر في بعض الأمور التي ستواجهه في هذا البلد، لعل من أبرزها الأكلات الشعبية التي تتوافر فيه، وهنا يستطيع من يقصد اليمن أن يطمئن لأن وجبات المنادي اليمني الفاخرة والمميزة والمطبوخة بالطريقة اليمنية الأصيلة، ستكون خيارا موفقا جدا للغذاء، كما أن المطبخ اليمني يمتلك أفخر أنواع السمك المستخرجة من البحر الأحمر وبحر العرب والتي يفوق عدد أنواعها 120 نوعا، وتعتبر هذه الأصناف رخيصة جدا وغير مكلفة بالمقارنة مع أسعارها في جميع الدول القريبة من اليمن.

كما أن العسل اليمني الطبيعي، ما هو إلا قصيدة عن طبيعة اليمن تروي في كل صنف أوصاف طبيعة اليمن الغنية، فهذا العسل المستخرج من خلايا نحل تربى في الجبال في أحضان الطبيعة الجبلية النقية والنظيفة والمتنوعة في مراعيها، أكسب العسل اليمني شهرة واسعة.

ولما كان اليمن يزخر بأشياء كثيرة تجذب السائح الباحث عن الغرابة البسيطة، والمغامرة المحاطة بالطبيعة الخلابة، لابد لمن يزور اليمن أن ينظر في جبالها كثيرا وخصوصا أنه بلد يتميز بالتضاريس الجبلية، فهذه الجبال فضلا عن كونها تزخر بالمدرجات التي تستعمل للزراعة فإن من ينظر إليها يرى القلاع القديمة ذات الطراز المعماري اليمني التقليدي المبدع في تصاميمه. كما أن هذه الجبال تحوي ما يقارب 83 حمام مياه معدنية حارة، تستعمل لأغراض علاجية خصوصا لأمراض الروماتيزم وألام العضلات والمفاصل، وهذه العيون بدأت أخيرا تستثمر في مجال العلاج الطبيعي والفيزيائي.

وإذا كنت نويت أن تزور اليمن قريبا فلا تعجب من رؤيتك للكثير من السياح الأجانب في مقابل السياح العرب، فاليمن السعيد على رغم تزايد نسبة السياح العرب القاصدين له في السنوات الأخيرة، فإننا حتى الآن لم نكتشف نحن السياح العرب جماله وميزات السفر إليه.

العدد 1996 - الجمعة 22 فبراير 2008م الموافق 14 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً