قال رئيس مجلس بلدي الشمالية يوسف البوري في حلقة جديدة من برنامج «الوسط لايف» الذي تقدمه الزميلة الصحافية ريم خليفة عبر «الوسط أون لاين» إن معرض الكتب المستخدمة الذي سيقام في نادي سار الثقافي والرياضي يهدف إلى العودة بالشباب إلى عالم الكتاب.

وأوضح أن هذا المعرض الذي يقام تحت شعار «الكتاب حق للجميع» يأتي نتيجة ما رأينا من عزوف كبير من قبل الشارع البحريني وخاصة فئة الشباب عن القراءة، هذا في جانب أولي على رغم أننا من أمة اقرأ، أمة من نزل القرآن عليها، والاحصائيات العالمية تشير إلى هوة شاسعة بين ما يقرأ في الغرب وبين ما يقرأ في مجتمعاتنا وبالتالي لا بد من عودة حقيقية وسريعة إلى هذا المنهل الكبير وهو العلم والكتاب.

وذكر أن الكتاب يخلق ثقافة والمجتمعات التي لا تعيش حالة ثقافية، هذه مجتمعات ميتة لا يمكن أن تواكب تقدم العصر ولا يمكن أن يكون لها حضور متقدم ومتميز، مضيفا أن العالم يشهد اليوم طفرة خلابة جدّا في مختلف الأصعدة.

ولفت إلى أن هناك استغراقا من قبل شريحة الشباب في ملفات عدة نظرا إلى هموم متعددة، مستدركا، لكن هذا لا يعني أن نكون بعيدين عن الكتاب، وخصوصا أننا نتكلم عن البحرين... تاريخ زاهر وضخم من الثقافة، البحرين كانت السباقة على مختلف الأصعدة على مستوى الخليج، نتكلم عن دلمون وحضارة دلمون نتكلم عن الإسلام والمفكرين والفلاسفة والعلماء والفقهاء، جملة من العناوين المثيرة التي تعزز مكانة البحرين، لا نريد أن نرجع إلى الوراء نحن نريد لهذا البلد أن يتقدم والبلدان التي لا تعيش الحالة الثقافية ولا الفكرية ولا العلمية لا يكون لها حضور متميز في هذا.

وردّا على سؤال عما إذا بالإمكان إقامة هذا المعرض بصورة سنوية وخصوصا أنه في العادة تعتمد معارض الكتاب على الربحية لا على نشر المعرفة بأقل التكاليف لجميع طبقات المجتمع، قال البوري: لا أخفي عليك أن واقعنا يفرض إيقاعا معينا وهناك الكثير من المبادرات كان من المفترض ان تكون مجتمعاتنا سباقة لها لأمور عدة أولا لكون ديننا الإسلامي حث عليها، روح المبادرة ومساعدة الآخر، ولكن للأسف هذه المبادرات معدومة أو قد تكون شبه معدومة في مجتمعاتنا. يمكن جزئية من الجزئيات حين نعود إلى المعارض الربحية نرى هذه المعارض ناجحة في البحرين وهناك اقبال كبير عليها ولكن للأسف هناك شريحة من المواطنين لا تستطيع اقتناء وشراء هذه الكتب باعتبار أن بعض المعارض تتحدث اليوم بطابع تجاري وبلغة ربحية بعيدا عن العناوين الأخرى التي يروج لها، ما يميز هذا المعرض انه لا يهدف إلى الربحية والعائد سيخصص إلى بعض الأسر وفئات محتاجة، فقد جاءتنا طلبات تبحث عن كرسي متحرك لمعوق أو عن سرير ومن يبحث عن مكتبة، جمعية السكلر مثلا، هناك بعض العوائل من قبل الصناديق، وكأن هذه الشرائح تنتظر أية مبادرة ايجابية تساهم في تخفيف عبء معين وكأن هناك تلهفا لمثل هذه المبادرات.

وذكر البوري أن فكرة المعرض تم طرحها من قبل رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري وتمت مناقشتها ورحبنا بها وعرضناها على الإخوة في سار وبدأنا باجتماع سريع وتبلورت الفكرة وعرضناها على المجلس البلدي واستحسنت الفكرة وصداها كان جيدا أيضا عند الناس، واعتقد عودا على بدء إن شعار المعرض جميل (الكتاب حق للجميل) نحن نريد أن نبرز عدة جوانب، فمجتمعنا مازال مجتمع خير يبادر ولكن يحتاج إلى من يقود هذه المبادرات، والإقبال والتواصل والاتصالات دليل على هذا الشيء وليس مقتصرا ذلك على البحرينيين بل هناك إقبال من الجنسيات الأخرى وهذا بعد آخر نريد ان نتطلع إليه، فنحن بلد معروف بالتجانس والتعايش وكل من سكن أرض البحرين وخصوصا الأوروبيين يقيمون هذه العلاقة ويؤكدونها.

وبين أن المتبرعين ينقسمون إلى قسمين: مؤسسات وتحديدا جمعيات، وزارة التربية، وزارة الإعلام، وزارة الثقافة والإعلام، بعض المكتبات أيضا تبرعت بكتب لا بأس بها، الجانب الآخر هم الأفراد وهذا ما نؤكده نريد أن نبادر حتى بعض المدارس لديهم بعض الكتب يريدون ان يتبرعوا بها، وجميل جدا ان طفلة سمعت بهذا الشيء وبادرت بإحضار كتب إهداء لأنها عرفت أن المشروع خيري، فهذه النماذج تستحق جدّا التقدير والاعتزاز بها لأن الجانب الخيري لدى الشعب البحريني دائما ما نراه في هذه الحالات.

وأكد البوري أن الطفل سيكون حاضرا في المعرض، مبينا لقد تسلمنا قصصا معنية بالأطفال ملفتا إلى أن أمورا تعليمية تحاكي الطفل أصبح من الضروري ان توجد بالمعرض.

بإمكانكم متابعة البرنامج على موقع «الوسط الالكتروني»:

www. alwasatnews.com