العدد 1998 - الأحد 24 فبراير 2008م الموافق 16 صفر 1429هـ

كويتي أكد «المؤامرة»... وحال غليان اجتاحت اللاعبين

كيف كان الوضع بعد المباراة «الفضيحة»؟

لم يكن ما حصل على الأراضي الإيرانية في البطولة الآسيوية الثالثة عشرة لكرة اليد التي تقام حاليا في مدينة أصفهان الإيرانية رياضة، بل مسرحية مفبركة تماما منذ بدايتها وحتى نهايتها تأكدت فصولها مع الجريمة النكراء التي قام بها لاعبو المنتخب الكويتي بحق منتخبنا الوطني لكرة اليد، على رغم التأكيدات الدولية التي جاءت من الاتحاد الدولي لكرة اليد.

فصول كثيرة دارت حوادثها طوال 8 أيام فقط، كان المستهدف الأول من خلالها منتخبنا ووفده الكامل الذي حضر بقوة لهذه البطولة بعد أن أمست تأكيدات الاتحاد الدولي تعطيها القوة، وجاءت مباراة إيران والكويت الأخيرة في ختام الدور التمهيدي لتؤكد حقيقة «المؤامرة الخبيثة» التي يكيدها أعضاء اللجنة الفنية بالاتحاد الآسيوي ذوي الجنسية الكويتية، لتبدأ بعثة منتخبنا في ترتيب أمورها للانسحاب من البطولة، وفعلا حصل ذلك بعد تواتر الأنباء بأن أوامر من رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد قد أمرت بانسحاب سريع من البطولة «المهزلة»، لكن كيف كانت أحوال الوفد والمنتخب حينها؟

لم يشأ بعض لاعبي منتخبنا الذهاب لمشاهدة المباراة «الفضيحة» من أرض الحدث صالة بيروزي، حين كان لها الحدس بأن اللقاء لن يسير بشكل طبيعي وأن شيئا ما سيحدث.

جاءت هذه التوقعات بعد أن أكد عضو الوفد الكويتي في أصفهان ولاعب المنتخب السابق عيسى عبدالقدوس أن أوامر جاءت من رئيس نادي القادسية الشيخ طلال الفهد بخسارة اللقاء وجعل إيران تفوز بالمباراة وبفارق هدف واحد، وهي النتيجة التي تعني احتلال الكويت المركز الأول وخروج منتخبنا من المنافسة والبطولة ودخول إيران للمربع الذهبي كوصيف للكويت.

نحن كوفد إعلامي سمعنا كلاما آخر من قبل عضو اللجنة الفنية وأهم عناصر الشبكة نهار العصفور الذي أكد لعضو الوفد وصحافي «الأيام» حسين العصفور أن السعودية ستتأهل وأن الكويت ستفوز وبالتالي ستتأهل البحرين، فرد عليه العصفور متسائلا... هل هذا حقيقي؟ فرد عليه بالقول: «نعم، نحن اللجنة الفنية وسنفعل ما نريد»، لكن الغريب أن المنتخب السعودي قد تأهل فعلا بعد أن خسرت قطر وربما بفعل فاعل، بينما لم تفز الكويت وخرجت البحرين.

ما إن انتهت المباراة، إلا ونشب عراك بين بعض لاعبي منتخبنا الوطني وبعض لاعبي المنتخب الكويتي في فندق الوفود، ليتصل حينها وبسرعة رئيس الوفد خالد نايم برئيس الاتحاد الذي كان موجودا في البحرين، ناقلا صورة ما يحدث، ليؤكد أنه لن يكون مسئولا عن أي انفلات بين أعضاء الوفد وسط حال الغضب العارم التي نشب بين لاعبي المنتخب وهم يرون المكيدة تدار أمامهم وهم غير قادرين على فعل شيء لردعها.

وسط ذلك جاء هاتف وبسرعة البرق إلى رئيس الوفد نايم من بوعلي يؤكد فيه أن توجيهات رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد يؤكد أن القيادة السياسية أمرت بإرسال طائرة خاصة لنقل الفريق إلى البحرين وإعلان حال الانسحاب من البطولة، وذلك حفاظا على سلامة الوفد ومعنوياتهم التي هبطت بفعل «الجريمة الكويتية النكراء».

أمر بعدها رئيس الوفد بضرورة الإسراع في إعلان حال الطوارئ من أجل الانسحاب من البطولة ونقل توجيهات القيادة إلى اللاعبين وإعلامهم بضرورة مغادرة أصفهان بعد ساعات.

اتصل بعدها رئيس الوفد بمدير الاتحاد عيسى سويد الذي يسكن في الفندق الآخر للوفد البحريني، يأمره بكتابة رسالة انسحاب من الاتحاد البحريني لكرة اليد وتوجيهها إلى اللجنة المنظمة للبطولة.

كان ذلك في ساعات الصباح المبكرة، حين قام سويد بكتابة الرسالة والبحث عن سكرتير اللجنة الفنية للبطولة لتسليمه الرسالة والحصول على إثبات بتسلم الرسالة التي سلمت في الساعة 1.00 صباحا.

وكانت الأوامر التي صدرت من البحرين بضرورة مغادرة أي بحريني يحضر البطولة الآسيوية، ما يعني مطالبة عضو اللجنة الفنية بالبطولة محمد طالب بتقديم استقالته وكتابة تقرير عن المباراة ووصف «المهزلة» التي حصلت في الدقائق الأخيرة، في المقابل وصلت الأوامر كذلك إلى ضرورة مغادرة عضو الجهاز الفني للمنتخب الكويتي نبيل طه.

ومع تجهيزات الوفد الإداري والإعلامي واللاعبين للمغادرة إلى مطار أصفهان، جاء اتصال إلى عضو الوفد مكي أمان من نائب السفير البحريني في طهران جعفر حبيل ليؤكد أنه بسبب تأخر الوقت وعدم وجود موظفي السفارة الإيرانية، لن تتمكن الطائرة الملكية من القدوم لإيران بسبب عدم وجود حجز في المطار للطائرة، ما سيؤجل مغادرة الوفد إلى البحرين لصباح اليوم.

بين ذلك شاهدنا رئيس الاتحاد الإيراني وبمعية حكمي لقائنا مع الكويت يدخل فندق الوفد واللجنة الفنية ليلا في الساعة 2.00 صباحا، مع استغرابنا لهذا الوجود الغريب وفي مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل.

عاد الجميع من اللاعبين والإداريين إلى غرفهم من دون أن يحظى الجميع بلحظة من النوم وسط حال الغليان التي نشبت في صدور الوفد البحريني.

ما إن طلع الصباح وحتى وصول الأنباء بمغادرة الطائرة الملكية البحرين، حتى لملم الوفد أغراضه لمغادرة إيران، وذلك بعد ساعات من الانتظار في مطار «مهرباد» وسط رفض إدارة المطار عدم مغادرة الوفد الرباعي بما فيهم رئيس الاتحاد عبدالرحمن بوعلي وذلك بسبب عدم وجود تأشيرة لاثنين من الوفد الذي حضر إلى إيران لجلب الوفد.

العدد 1998 - الأحد 24 فبراير 2008م الموافق 16 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً