العدد 2003 - الجمعة 29 فبراير 2008م الموافق 21 صفر 1429هـ

فضائية ملون... «مو حلوه»!!

عرف الناس منذ القدم وبمختلف مشاربهم وحضاراتهم فنون «المكياج» التي تقتحم خرائط الأجسام ليضفي جمالا على الأجساد والوجوه سواء من النساء أو الرجال، وبات ذلك الفن دعامة أساسية من دعائم الإطلالة الخاصة بالمذيعين والمذيعات في كثير من القنوات التلفزيونية.

إلا أن «المبالغة» في المكياج دفعت بأحد رؤوساء جمهوريات آسيا الوسطى إلى انتقاد المذيعين والمذيعات في التلفزيون الرسمي، معتبرا أنه لم يعد يفرق بين المذيع والمذيعة بحسب تعبيره، وكذلك دفعت الرغبة في تحسين صورة تلفزيون رسمي عربي العام بوزير الإعلام إلى الاستعانة بخبراء أجانب لتحسين هيئة المذيعين والمذيعات، بل سن قوانين خاصة بوظيفة المذيعات على أمل أن يزداد إقبال المشاهدين على تلك المحطة، وقد أفلحت تلك القوانين وتحقق حلم تلك الدولة وأصبح تلفزيونها من التلفزيونات التي يحب المشاهدين متابعتها.

أن المكياج التلفزيوني بات أمرا أساسيا ليحصل المذيع والمذيعة على الإطلالة المناسبة له، فالمكياج يعمل على إخفاء عيوب الوجه البارزة وتحقيق إطلالة جميلة ومريحة أمام الكاميرا.

ونحن هنا لا ننسى أن نعترف بأن لكل برنامج خصوصيته فيما يتعلق بهذا الجانب، إذ إن نوع البرنامج التلفزيوني هو الذي يفرض نوع المكياج الخاص بالمذيعة، «نشرات الأخبار والبرامج السياسية تتطلب مكياجا بسيطا غير متكلف بحيث لا يشغل المشاهد بتأمل تفاصيل مكياج المذيعة عن تتبع تفاصيل الحدث، أما في البرامج الاستعراضية برامج الأغاني مثلا فيشكل المكياج الثقيل للمذيعة جزءا ضروريا من العرض وطبيعة هذه البرامج الاستعراضية».

ما جعلنا نتطرق إلى هذا الموضوع اليوم هو إصرار احدى الفضائيات العربية أن تظهر مذيعات ومذيعي نشرات الأخبار بـ «فل ميكب»، إذ يبدو لك الوضع وأنت تشاهدهم كأنك في حفلة تنكرية... لدرجة أنك عندما تشاهد وجه المذيعة دائما ما يتقطب جبينك وترسم على وجهك علامات الاشمئزاز ولا تحبذ الإبقاء على تلك القناة لمتابعتها، فالوجوه غير طبيعية والألوان غير مريحة... بل تشعر ولوهلة أنك كنت تفضل أن تشتري تلفزيون أبيض وأسود.

ما يجعلك تشعر بالاستغراب أن تلك الفضائية مؤهلة لتكون مميزة، إلا أن عدم إنصات المسئولين لشكاوى المواطنين بخصوص مكياج وشكل المذيعين والمذيعات، والتي كثرت في الآونة الأخيرة... هو ما يجعلها بالسوء الذي نراها عليه في يومنا هذا... نصيحة منا التكنولوجيا تطورت والعالم تغير فأرجو أن ينصت المسئولون بتلك القنوات إلى المواطنين، على اعتبار أنهم هم الحكم في مايقدم اعتبار أنهم «المستقبل» و»الحكم»... ونحن لا نطلب منكم أن تزيدوا من «مكياج» المذيعات والمذيعين بل نطلب منكم الذوق في اختيار المناسب للذوق العام.

إيمان عباس

العدد 2003 - الجمعة 29 فبراير 2008م الموافق 21 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً