قدر عاملون في شركات مشروبات غازية حجم سوق المشروبات الغازية في البحرين بنحو 32 مليون دينار (نحو 86 مليون دولار) سنويّا، وسط سيطرة شركة «بيبسي كولا» على المبيعات المحلية بحصة سوقية تقدر بنحو 65 في المئة.
وقال المدير الإقليمي لمناطق البحرين والسعودية والكويت واليمن وقطر في شركة «كوكاكولا أكسبورت كوربوريشن» خالد رياض: إن «حجم سوق البحرين في مجال المشروبات الغازية يبلغ نحو 15 مليون كارتون (بسعر متوسط يبلغ دينارين و100 فلس) يتم بيعها سنويّا».
ويعترف رياض بسيطرة شركة «بيبسي كولا» على مبيعات المشروبات الغازية في البحرين، عازيا ذلك إلى غياب الشركة عن أسواق الخليج لأكثر من 20 عاما وعودتها إلى السوق في مطلع التسعينيات، وتتوقع نمو مبيعات الشركة في البحرين بنحو 25 في المئة في العام الجاري.
ولا تعد البحرين إقليميّا مستهلكا كبيرا للمشروبات الغازية، ففي السعودية تشير بعض التقديرات إلى أن حجم مبيعات المشروبات الغازية من غير العصائر في السعودية مثلا أكثر من 900 مليون دولار، من خلال استهلاك 5 مليارات عبوة.
وبحسب تقارير، فإن كلاّ من «بيبسي» و»كوكاكولا» تعتمد حاليّا على الأسواق الناشئة والعمليات العالمية لتوليد المزيد من الأرباح بسبب الهبوط المفاجئ للطلب على منتجاتهما في سوقهما الأم أميركا.
وجاء الأداء الأقوى لـ «بيبسي» العام الماضي في الأسواق الناشئة مثل روسيا وتركيا ومصر والأرجنتين التي أسهمت بنسبة 16 في المئة في زيادة المبيعات العالمية، واعتادت شركة «بيبسي» على الاعتماد بشكل كبير على السوق المحلية، إلا أن حوالي خمسي العائدات يأتيان الآن من خارج الولايات المتحدة، وذكرت «كوكاكولا» أن شحنات المياه الغازية في سوقها الأميركية هبطت بنسبة 3 في المئة، وعزت ذلك الهبوط جزئيّا إلى الزيادة الأخيرة في الأسعار.
وقال عاملون إن الشركتين لم تتأثرا محليّا بمشروبات ظهرت لمنافسة «بيبسي» و»كوكولا»، لكن أداء الأخيرتين لم يظهر قويّا في مجال مشروبات الطاقة التي بدأت تلقى رواجا في منطقة الخليج ما أدى إلى ظهور شركات إقليمية متخصصة في مثل هذا النوع من المشروبات.
وتحاول كل من الشركتين مواجهة الادعاءات بأن تناول المشروبات الغازية يعتبر من العادات الغذائية السيئة، فقبل فترة وجيزة أطلقت شركة «كوكاكولا» مشروبها الجديد الخالي من السكر، لكي تقنع شريعة كبيرة من المستهلكين بأن هذه المشروبات لن يكون لها أثر على السمنة أو أولئك الذين يتبعون الحمية. وتشير تقارير إلى أن مبيعات المشروبات الغازية في الولايات المتحدة لوحدها تتجاوز 68 مليار دولار سنويا، وشهدت سنة 2005 لأول مرة انخفاضا في مبيعات المشروبات الغازية في تاريخ الولايات المتحدة بما في ذلك المشروبات قليلة السعرات الحرارية، وسط الاتجاه إلى العصائر والمشروبات الأخرى الأكثر صحية بحسب الاعتقاد السائد.
وعلى رغم أن الهند ألزمت كلاّ من عملاقي المشروبات الغازية بوضع ملصق يقول إن المشروب يحتوي على بقايا مبيدات حشرية، فإن شركتي «كوكاكولا» و»بيبسي» تسطيران على 99 في المئة من مبيعات المشروبات الغازية في الهند. وكان رئيس منطقة الشرق الأوسط في شركة «كوكولا» العالمية توفيق الطوخي ذكر أن «العام 2007 كان عاما جيدا بالنسبة إلى كوكاكولا... لا أستطيع الكشف عن مبيعاتنا... النمو في الشرق الأوسط تعدى 10 في المئة في هذا العام، حصتنا السوقية أقل من بيبسي كولا وهذا مرده إلى أن كوكاكولا كانت بعيدة عن أسواق الشرق الأوسط 25 عاما كما أن منتجاتها تعرضت للمقاطعة في أسواق المنطقة أكثر من غيرها».
وأفاد بأن منتجات كوكاكولا عادت إلى أرفف المحلات في البحرين والمنطقة عموما مطلع التسعينيات أي قبل 16 عاما.
وسئل عن الإنفاق الإعلاني للشركة في المنطقة لمواجهة المنافسة المحتدمة بينها وبين منافستها «بيبسي» فردّ قائلا: «لدينا سياسة تسويقية خاصة بنا وهي ناجحة وهذا تدلل عليه مبيعاتنا في السوق والمستهلكين الجدد اللذين نكسبهم باستمرار وحصتنا في السوق».
وتابع «إنفاقنا على الإعلانات نحن ووكلاؤنا المعبئون يتجاوز 100 مليون دولار سنويّا».
وأشار إلى أن مصانع التعبئة التابعة إلى الشركة في المنطقة تشهد عمليات توسعة منها عملية توسعة جرت في مصانع التعبئة منها البحرين والإمارات وفلسطين.
وعن الزيادة التي طرأت على الإنتاج جراء هذه التوسعة، قال: «لا أستطيع ذكر أرقام عن الإنتاج ولكن أستطيع القول هنا إن الإنتاج يأتي متواكبا مع أرقام نمو المبيعات».
العدد 2009 - الخميس 06 مارس 2008م الموافق 27 صفر 1429هـ