العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ

مدرسة حكومية في منزلٍ مستأجَرٍ منذ 38 عاما

في ظل مشروع جلالة الملك لمدارس المستقبل الذي أطلق في العام 2003 ويهدف إلى خلق جيل متعلم بوسائل متطورة، وفي مدارس مجهّزة بأحدث الأجهزة، تجد تلك المدرسة التي تقع في إحدى قرى المحافظة الشمالية، مازالت ومنذ 38 عاما في منزل استأجَرته وزارة التربية والتعليم لتجعله مدرسة لأبناء المنطقة، فحتى لون الطلاء لا يوحي بأن هذا المبنى صرحا تعليميّا حكوميّا، ولا باب الحديد الأسود كالأبواب التي تستخدمها الوزارة في مدارسها.

فترى الطالبات وهنّ يخرجن من منازلهن في صباح كل يوم دراسي ويدخلن المدرسة، تخالهن خرجن من منزل ليدخلن منزلا آخر ليس بأفضل من الذي كنّ فيه، فالأمر ببساطة لا يحتاج سوى نزع اللوحة التي عُلّقت على جدار المبنى لتقول إن هذا منزل أحد المواطنين، أو سكنُ عمّال أجانب، وحتى علم البلاد الذي وضع على الباب الحديد تراه كرجلٍ يائسٍ أتعبه الانتظار.

تلك هي مدرسة باربار الابتدائية للبنات التي ذهبت «الوسط» لمعاينتها في صباح يوم الأربعاء الماضي، إذ يتعلم فيها طلبة من قريتي باربار وجنوسان وبعض من قرى المحافظة الشمالية.

وفي هذا الشأن قال رئيس مجلس أمناء صندوق باربار الخيري السيدأحمد الوداعي إنهم خاطبوا الملك لدى زيارته باربار في 2001 وأبدى تقبله للموضوع، وأعطى تعليماته للجهات المسئولة، لكن أصبحوا ضحية التغييرات الوزارية التي أبقت الطلب مركونا في الوزارة، وبات معلقا حتى زار الملك القرية مرة ثانية في 2005 وجددوا الطلب بحل المشكلة، وحتى هذه اللحظة لا يعرف مصير المدرسة.

وأوضح الوداعي في حديث إلى «الوسط» أن وزارة التربية والتعليم كانت تتعذر بعدم وجود أرض لإقامة مدرسة عليها، لكنهم - صندوق باربار - في زيارة الملك الثانية سلموه مخططا لأرضٍ صالحة لإقامة مدرسة عليها.

وتابع الوداعي «الديوان الملكي بعث رسالة بهذا الخصوص إلى الوزارة لتباشر الموضوع، ووعدونا خيرا ولم نره».

وأشار الوداعي إلى أنهم اجتمعوا مراتٍ عدة مع الوكيل المساعد بوزارة التربية والتعليم عبدالله المطوع وكان آخرها في 17 فبراير/ شباط الماضي، ووعدهم بسرعة إيجاد حلٍ للمشكلة.

وقال الوداعي إن معلومات وصلتهم تفيد بأن مجلس الوزراء ناقش مشكلة المدرسة، وأقر أنها آيلة إلى السقوط.

وأبدى الوداعي استياءه من حال المدرسة، التي هي منزل مستأجر لا يلبي معايير المدارس الحكومية من ناحية التجهيزات والمرافق، ويصف الوضع بـ «المزري» والطالبات يعشن في حال نفسية متردية، طوال مراحل تعليمهم في المدرسة.

بدوره، صرح ممثل بلدي الدائرة الثالثة في المحافظة الشمالية عبدالغني عبدالعزيز بأن المجلس البلدي رفع رسالة إلى وزير التربية والتعليم وكان رده عائما، وذكر في رده أن هناك نية لعمل مدرسة بديلة لكن في انتظار الأرض والمخصصات المالية لبنائها.

وأكد عبد العزيز أن لجنة من الوزارة جاءت لمعاينة المدرسة وقررت أن المدرسة غير صالحة، وأرضية المدرسة ليست مسفلتة، بحسب قوله.

وبيّن عبدالعزيز أن المدرسة تفتقر إلى أبسط الأمور، إذ لا توجد فيها صالة رياضية ولا مختبرات حاسب آلي، في الوقت الذي لا يزال الملك يوجّه إلى الاهتمام بالتعليم وتأهيل المدارس ضمن مشروع مدارس المستقبل.

ولي أمر إحدى طالبات المدرسة تحدث إلى «الوسط» قائلا: «ترسل إلينا إدارة المدرسة استمارات تقييم لمستوى التعليم ويضعون فيها ملاحظة مفادها ألا نقيّم المبنى ونكتفي بتقييم التعليم».

ويواصل بنبرة من لا حول له ولا قوة: «بناتي مستائين من وضع المدرسة، وخصوصا في شهر رمضان، فهم يعانون من عدم وجود صالة رياضية، وإنما يلعبون في منطقة مضللة صغيرة»

ويؤجل ولي الأمر سؤاله حتى آخر الحديث، فيقول: «إلى متى ستقوم الوزارة ببناء مدرسة جديدة؟ حتى نطمئن على بناتنا أثناء تلقيهن العلم! وهل يعقل أن نخاف على بناتنا في مدارسهن؟»

العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً