العدد 2015 - الأربعاء 12 مارس 2008م الموافق 04 ربيع الاول 1429هـ

تنطق المرأة في البرونز والخشب

في يوم المرأة العالمي وضمن فعاليات ربيع الثقافة... خالد فرحان:

من خلال الخشب والبرونز نطقت المرأة في منحوتات الفنان خالد فرحان، فتجلت كما رآها ناحتها رقيقة، ضعيفة، جميلة، حنونة، طيبة، مثيرة، حازمة، قوية، حكيمة. تمثلات عدة للمرأة وصور متناقضة لهذا الكائن الذي لطالما ألهم الفنانين على اختلاف اختصاصاتهم الفنية. المرأة التي ألهمت الشاعر والروائي، و ألهبت قريحة الرسام والنحات فتجلت صورا من خلال الكلمات والألوان والخامات الطبيعية كانت محور معرض خالد فرحان.

النحات خالد فرحان احتفل بيوم المرأة العالمي بالطريقة التي يتقنها جيدا و من خلال المعرض الذي نظمه مساء يوم السبت الماضي واحتضنه بيت عبد الله الزايد للتراث الصحفي ضمن فعاليات ربيع الثقافة، قدم تشكيلة من الاعمال الفنية ترجم من خلالها رؤيته الخاصة في تجسيد المرأة.

يقول فرحان متحدثا عن معرضه أن مختلف المنحوتات التي احتواها هذا المعرض هي عبارة عن رموز تختص بثيمة المرأة مشيرا إلى أنه استخدم في عمله على هذه المنحوتات على اعتماد منهجي التجريد والواقعية بهدف ابراز عنصر الجمالية في كل عمل قدمه.

سألنا الفنان النحات عن هوية المرأة التي جسمها في أشكال مختلفة فأجاب بأن المرأة واحدة، المرأة هي المرأة أينما كانت، وهي ذاك الجزء الرئيسي من المجتمع، لكن الاختلاف يكمن في الروح، تختلف المرأة عن المرأة في روحها،ويضيف فرحان»عملت على ابراز هذا الجانب المختلف في المرأة، المرأة في أعمالي هي الأم أحيانا وهي المرأة المصرية أحيانا أخرى وهي أيضا المرأة الاوروبية».

وبتجولنا بين المنحوتات باحثين عن هذه الروح التي تحدث عنها فرحان، الروح التي تنطق من كل منحوتة كاشفة خصوصيتها وميزتها التي لا تشاركها فيها منحوتة، أو لنقل امرأة أخرى، لاحظنا تلك المراوحة التي سعى إليها الفنان، مراوحة بين ابراز روحين مختلفتين، متباينتين، قد تلتقيان في بعض نقاط، وقد تتنافران في نقاط أخرى، لكنهما في الوقت ذاته ذاتان لكائن واحد،هي المرأة شرقية كانت أو غربية.

خصوصية المعرض كما يوضحها صاحبه تكمن في تشكيل هذه المنحوتات، فقد اعتمد في عمله كاملا على خامتين طبيعيتين لكل منهما ميزته، خامة البرونز مهمة جدا في تشكيل التماثيل التي جسدتها أنامل الفنان خالد فرحان، ذلك أن البرونز خامة تعيش كثيرا ما يعني أن العمل الفني سيعيش هو الآخر كثيرا بالإضافة إلى تميزه بقوة مقاومته للعوامل الطبيعية، على أن الميزة الأكثر توفرا في هذا النوع من الخامات هو تأثرها بعامل الرطوبة مما يزيد العمل الفني جمالية تفوق في أحيان كثيرة جمالية البرونزبوصفه مادة خام لم تتعرض الى عوامل طبيعية.

وبالإضافة إلى خامة البرونز اعتمد النحات خالد فرحان على خامة طبيعية ثانية هي خامة الخشب في تشكيل منحوتاته، وعلى الرغم من كون الخامتين متباعدتين من حيث القدرة على مقاومة العوامل الطبيعية و أمد عيشها باعتبارها قطعة فنية إلا أن فرحان يقر بأن للخشب ميزته الحضارية كما الجمالية، الخشب ارتبط بحضارات عديدة وله سحره الخاص ولئن كان يفتقد كمادة خام طبيعية إلى مميزات البرونز من حيث هو مادة تتفاعل مع العوامل الطبيعية فيزيدها هذا التفاعل سحراو جمالا، فإن لها سحرها الخاص ولطالما كانت مادة رئيسية حاضرة فينا وفي محيطنا.

المتجول بين الاعمال الفنية التي عرضها خالد فرحان في بيت عبد الله زايد لابد أن يلاحظ أن الفنان كان وفيا لخياره استخدام الخامتين، فالفرحان في تجسيده لرؤيته الخاصة للمرأة كان ينحت نسختين، نسخة برونزية وأخرى خشبية وباستفسارنا عن هذا الخيار،أقرفرحان بأن النسخة الخشبية هي النسخة الأساسية،هي النسخة التي تتجسد فيها افكاره ورؤيته، أما النسخة البرونزية فهي النسخة الثانية وهي النسخة التي تهدف إلى استثمارالعوامل الجمالية المتوفرة في هذه المادة. لكنه لا يعدو أن يكون مجرد خيار لا غير

العدد 2015 - الأربعاء 12 مارس 2008م الموافق 04 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً