العدد 2019 - الأحد 16 مارس 2008م الموافق 08 ربيع الاول 1429هـ

اكتشفا جينا جديدا في الجهاز المناعي للإنسان

«الوسط» تلتقي عالمي جامعة الخليج العربي...

هو يحمل الدكتوراه في الطب وزمالة طب الأعصاب ويعمل رئيسا لقسم الطب الجزيئي في جامعة الخليج العربي ومدير مركز الأميرة الجوهرة لعلوم الجينات والأمراض الوراثية واستشاريا لأمراض المخ والجهاز العصبي في المستشفى العسكري، وهي تحمل الماجستير في التقنية الحيوية من جامعة الخليج العربي وتعمل محاضرة في مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي بالجامعة وشاركت في الكثير من الأبحاث العلمية بمختلف التخصصات وهو ما تعج به سيرتها الذاتية، هو حمل الفلسفة والفكرة ووضع التصورات، وهي اقتنعت بها وعملت معه بجد خمس سنوات حافلة مليئة بالتحديات والأمل، مليئة بمحطات الفرح حينما يثمر البحث والتجربة والميدان، والعمل الجاد الذي لا يعرف التوقف إلى أن أعلنا للعالم اكتشافهما جينا جديدا في الجهاز المناعي للإنسان، وعن هذا الاكتشاف المذهل وهذه التجربة الفريدة كان لنا معهما هذا اللقاء:

* كيف بدأت فكرة الاكتشاف أو البدء في هذا الإنجاز الكبير؟

- بخيت: بدأت الفكرة برؤية فلسفية، تخصصي في طب المخ والأعصاب والدكتوراه التي لدي كانت عن علم المناعة، والشعر هو الرابط بين التخصصات المختلفة في المناعة وطب الأعصاب وهو ما سيجعل لدى الإنسان الخيال ليفكر بصورة مختلفة في مجال العلوم، وبدأت بعلاقة فلسفية بين الطفيليات والجسم تقول إن الطفيل إذا كان يعيش على حسابك لماذا يقتلك؟ لأنه إذا مات الجسم يموت هو والإنسان معرض لملايين الطفيليات والميكروبات والجراثيم فبكل لحظة لابد من شيء ينظم العلاقة ودائما ما يحمي الجسم من أي شيء غريب مثل الجراثيم؛ ألا وهو جهاز المناعة، إذا إذا حدث خلل في جهاز المناعة تتغلب الجراثيم على الجسم وإذا كان جهاز المناعة قويا يقضي عليها، والتوازن في جهاز المناعة مطلوب ليحمي الإنسان، فكيف يحافظ على توازنه؟

المناعة تبدأ بالمناعة الطبيعية، فكيف يتخلص الجسم من الجرثومة؟ هذه المناعة الطبيعية تتعامل بردود فعل عشوائية لكن التفكير في بحثي بدأ من أن هذه المناعة لا تتحرك إلا بإرادة والذي يدير كل أعضاء الجسم وكل ما فيه مثل القلب والكلى والهرمونات وغيرها هو الجهاز العصبي وهو مسئول عن إدارة المناعة الأولية ومن هنا بدأت التجارب لاختبار هذه الافتراضية.

- صفاء: كان لدى البروفيسور بخيت إيمان بالمناعة الطبيعية الأولية في الجسم الإنساني وقد اقتنعت بهذه الفكرة وذلك أعطاني طاقة كبيرة للعمل في هذا المجال وأن أقرأ وأبحث للوصول إلى النتيجة التي وصلنا لها.

* وكم تبلغ الفترة التي استغرقها البحث؟

- بخيت: هذا التفكير الفلسفي بدأ منذ العام 1996 وبدأت التجارب الأولية في السويد منذ ذلك الوقت، إلا أننا لم نتوصل إلى الجين وعزل المادة إلا في البحرين منذ خمس سنوات.

* هل كانت جميع الإمكانيات متوافرة لإنجاز هذا البحث؟

- بخيت: لم تكن جميع الإمكانيات موجودة في البحرين واضطررنا إلى الاستعانة بشركة أميركية للحصول على التقنيات الحديثة غير المتوافرة، ولكن بعض المواد والأشياء الأساسية كانت موجودة، وقد احتجت إلى فرد يكون معي في البحث بقلبه ويتصف بالذكاء والطموح والنشاط ولديه الرغبة في العمل وكل هذه الصفات اجتمعت في صفاء محمد حسن، لقد كنت أعتمد عليها كليا في العمل.

* وهل تم رصد موازنة خاصة للبحث ومتطلباته الكثيرة؟

- بخيت: موازنة البحث الإجمالية نحو 50 ألف دينار، فقد خصصت رئيسة الجامعة رفيعة غباش مبلغ 25 ألف دينار، كما أن لجنة البحث العلمي في كلية الطب بالجامعة دعمتنا بمبلغ سنوي.

* كيف يمكن الاستفادة عمليا من هذا الإنجاز الكبير؟

- بخيت: أهم شيء أن ننتقل من مرحلة التجارب في الحيوانات المعملية إلى خلايا الإنسان وأن نبدأ التجارب على الخلايا البشرية وسيتم ذلك من خلال إيجاد البروتين المخصص للإنسان ويعمل بالآلية نفسها وتجرى عليه تجارب أن ينشط الخلايا البشرية وإذا تم ذلك يمكن اختباره في الأمراض المتعلقة بجهاز المناعة.

- صفاء: هذا الجين منشط للجهاز المناعي ويمكن استعماله على صورتين إما أن يكون منشطا لجهاز المناعة في الحالات التي يكون فيها الجهاز المناعي مثبطا، أو في الحالات الأخرى التي يكون الجهاز المناعي نشطا جدا وهي ضمن الحالات المرضية، ونتطلع أن يساهم في علاج هذه الحالات ولكن نحن في مرحلة دراسة فاعلية الجين في تحقيق الهدف المرجو منه على مختلف الأمراض المعنية بنشاط أو خمول الجهاز المناعي.

* ما هي المجالات التي يخدمها البحث؟

- بخيت: كل ما يتعلق بنقص أو فقدان المناعة في مختلف الأمراض الوبائية أو الأمراض المتعلقة بالأورام بحيث نساعد خلايا المناعة في التغلب على المرض، وهذا ليس دواء لعلاج مرض الايدز والسرطان ولكنه مركب فسيولوجي طبيعي يساعد جهاز المناعة في استعادة توازنه الطبيعي وإذا تمكن من ذلك يمكنه مقاومة الأمراض بنفسه.

* أين تم تسجيل الدواء؟

- صفاء: سجل البحث في بريطانيا في مكتب براءة الاختراع البريطاني.

* وماذا بعد تسجيل الاكتشاف؟

- بخيت: بعد أن تمت حماية الاكتشاف بتسجيله يمكن أن نجدد التسجيل بعد عام أو ننتقل إلى التسجيل العالمي، وبعد انتهاء العام الأول في بريطانيا يمكن أن نقدم للتسجيل إما عن طريق مكتب التسجيل في البحرين ليقوم بها وهذا يحتاج إلى خبرات في مجالات التقنية الحيوية أو عمل ذلك من خلال المكتب الأوروبي الذي يشترط الإقامة في أوروبا أو حمل الجنسية الأوروبية وأنا أحمل الجنسية السويدية إضافة إلى السودانية لذلك تمكن المحامي من تقديم الطلب وبعدها يمكن أن نشارك الجهات المشاركة معي وهي جامعة الخليج العربي وصفاء محمد حسن.

* ما دور كل منكما معز بخيت وصفاء محمد حسن في إنجاز البحث، كيف نسقتما أدواركما لتصلوا إلى هذه النتيجة الكبيرة؟

- بخيت: في أي مشروع هناك الباحث الرئيسي الذي يأتي بالفكرة ويضع التصور ويقدمها إلى جهة لتدعمه بمشاركة باحثين مشاركين وصفاء كانت معي وقد اقتنعت بفكرة البحث وأصبحت جزءا منها وهذا مهم جدا، كنت أعمل أشياء كثيرة في المعمل إلا أن مسئولياتي كثيرة حاليا، لذلك جميع العمل المعملي من عزل الحامض النووي والتجارب الكيميائية والأعمال المعملية تقوم بها صفاء وكنت أثق بها، إنها تعمل كل ذلك بإتقان وتنظيم.

* ما سبب تسمية الجين المكتشف بـ «إسراء»؟

- صفاء: كان اختصار الحروف الأولى من اسم الجين «إسراف» إلا أن رئيسة الجامعة رفيعة غباش اقترحت أن نغير الكلمة الأخيرة من الاسم الإنجليزي للجين لتكون agent بدلا من factor ليكون الاسم «إسراء» لأنه عربي إسلامي جميل وكما يقول البروفيسور بخيت فيه بركة وسجل البحث في مكتب براءة الاختراع البريطاني بالاسم نفسه ليصبح بالإنجليزية

IMMUNE SYSTEM RELEASING ACTIVING AGENT

* يبدو اكتشافكما باكورة اكتشافات أخرى، هل هناك مشروع لاكتشاف مقبل حتى لو كان مازال في مهده؟

- بخيت: هذا الجين المكتشف ليس عزفا منفردا بل جينات يتم التعبير عنها، وسيفتح الباب لدراسات أعمق في آليات عمل المناعة الطبيعية، إذ يعمل الجين بالتنسيق مع جينات أخرى لكن عندما تحصل على الجين الأساسي تصبح العملية أسهل من أن تحصل على جينات أخرى وذلك يفتح بابا كبيرا لفهم وظائف الأعضاء المناعية والمواد الكيميائية التي تعمل بين الجهازين العصبي والمناعي والإشارات التي تحدث داخل الخلية وكل دولة لها إمكانياتها وستكون القاعدة لها لعلاقة الجهاز العصبي بجهاز المناعة الأولي.

- صفاء: الجين الجديد سيفتح المجال لبحوث ودراسات واكتشافات أخرى في تخصصات كثيرة وسيخرج كل منهم بفائدة في مجال معين.

* الأخت صفاء ما هي طموحاتك المستقبلية في هذا المجال؟

- صفاء: سأبدأ في دراسة الدكتوراه من خلال المنحة التي أعطتني إياها الجامعة وسأواصل على البحث نفسه بإشراف البروفيسور بخيت، وأتمنى الحصول على الدكتوراه وأن يكون عملي مقننا بشكل رسمي في مجال الأبحاث ويكون لي مسمى أكاديمي يتناسب مع خبرتي والبحث الذي شاركت فيه، وأن نوفق في الوصول إلى نتائج مرضية.

* كلمة أخيرة تودان أن تختما بها؟

- بخيت: أتمنى أن يكون البحث العلمي ضمن أولويات جميع الدول لأنه لولاه لم تتطور الأمم، ولأتمنى أن نجد الدعم المادي والمعنوي ليصبح البحث أولوية أن يدعو لنا الجميع بالتوفيق.

- صفاء: أشكر رئيسة الجامعة رفيعة غباش من أعماقي، فقد أولتني التقدير ووضعتني في المكان العلمي الذي يناسبني وقد كرمتني مرتين؛ الأولى عندما تم تغيير مسماي الوظيفي إلى محاضر وفي المرة الثانية أعطتني منحة لمواصلة الدكتوراه في الطب الجزيئي في مركز الأميرة الجوهرة، وأشكر البروفيسور بخيت على دعمه.

العدد 2019 - الأحد 16 مارس 2008م الموافق 08 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً