العدد 2025 - السبت 22 مارس 2008م الموافق 14 ربيع الاول 1429هـ

الشراكة المجتمعية وأوكار التسلية الهدامة

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

لا مناص ولا حيلة أمام الأهالي إزاء تلك الأوكار الموبوءة والعلب الليلية في الفرجان والأحياء السكنية والتي يطلق عليها زورا وبهتانا محلات التسلية للأطفال. ليست جميع تلك المحلات ولكن الغالبية منها. نحن هنا، لا نوجه اتهاما لجميع أصحاب تلك المحلات أو القائمين عليها، إلا أن ما يحمله أمر اختلاط الأطفال وصغار السن بالكبار لهو أمر خطير، خصوصا إن كان الكثير من هؤلاء الكبار هم من المتورطين بقضايا أخلاقية وترافق ذكرهم بشبهات تتعلق بسلوك غير سوي في المجتمع.

لابد من وجود البديل الأمثل لأطفالنا من أجل قضاء وقت للترفيه والاستجمام. ومن غير المعقول أن يتم إهمال جانب مهم والإلقاء باللائمة على أسرة الطفل أو المراهق. فالمجتمع بكل أضلاعه مسئول مسئولية تضامنية عن الانحرافات والسلوكيات الخاطئة التي يمارسها الأبناء، وإن كان لرب الأسرة دور حاسم في تسيير شئون الأسرة، إلا ن وجوب التضامن بين أضلاع المجتمع من أجل حماية أفراده.

عزل الكبار عن الصغار في المدارس وغيرها من أماكن متعددة، هو أمر له ما يبرره، ولذلك ومن أجل حماية أطفالنا من أي أمر يكدر على أهلهم وذويهم وينغص عليهم عيشهم إن حدث مكروه - لا قدر الله - هو في العزل الإجباري في محلات التسلية وغيرها. ولعل من المفيد هنا طرح مقترحات عدة منها: أن تكون فترة العصر للأطفال تحت 12 سنة، وفترة ما بعد المغرب إلى العشاء للصبية من 12 إلى 16، ومن العشاء لغاية العاشرة مساء للفتيان من 16 وما فوق. وبذلك نضمن عدم اختلاط الكبار بالصغار في الفترة ذاتها. أما أن يتم الخلط بين الصغار والكبار بتلك الصورة القائمة حاليا فإن هذا والله لهو أمر مستنكر ومقزز، ويفرز الكثير من الأوبئة الاجتماعية والانحرافات السلوكية لدى الأبناء.

ولعل أهم حلقة من حلقات التكامل من أجل حماية المجتمع هي حلقة تفعيل الشراكة المجتمعية؛ فوزارة الداخلية لطالما تحدثت عن الشراكة المجتمعية وإشراك الناس في الحفاظ على أمن واستقرار المجتمع... ومن باب الشراكة على وزارة الداخلية أن تفتح أبوابا ونوافذ لإشراك الناس في حماية المجتمع من الظواهر السلبية بل المدمرة للأخلاق والقيم في المجتمع.

وعلى ذلك، فإن على وزارة الداخلية تدشين خط ساخن لتلقي المكالمات التي تتعلق بالأوضاع المخلة في تلك الأوكار والغرز، وتجنيد فرق خاصة تكشف عن هذه العلب الليلية التي يتناوب عليها أصحاب الشبهات والسوابق الإجرامية، خصوصا مع تزايد الشكاوى بين الأهالي، وإلا فإن الحديث عن شراكة المجتمع هو حديث للاستهلاك المحلي، وللترويج الدولي ليس إلا.

«عطني إذنك»...

للمرة المليون أكتبها وبخط دقيق: على المتضررين أن يتضامنوا فيما بينهم، وأمر خاص بالمجتمع بمثل هذه الخطورة يدعو إلى وقفة تضامن من جميع ذوي الشأن، أرباب أسر وأمهات وأجداد وجدات وإخوة وأخوات، وكل صاحب نخوة وشريف في الحي أو المنطقة. فلا مناص أمامكم إلا التضامن فيما بينكم، فهذا شأن خطير على أطفالكم الذين تكدحون ليل نهار من أجل أن تروهم أفرادا صالحين في المجتمع. ولن يكونوا كذلك طالما ظلت مثل تلك الأوكار بها مثل هؤلاء المشتبه بهم، فاقطعوا دابر السوء من جذوره... اللهم احفظ لنا أبنائنا وبناتنا من كل شر ومكروه. اللهم آمين.

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 2025 - السبت 22 مارس 2008م الموافق 14 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً