العدد 2033 - الأحد 30 مارس 2008م الموافق 22 ربيع الاول 1429هـ

الإبحار حول البحرين بزورق

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

اختار مدرّس بريطاني اسمه «مارك ايفانز» البحرين للقيام برحلة بحرية تبدأ 10 أبريل/ نيسان المقبل مستخدما زورقه الصغير وعضلاته للقيام برحلة بحرية على شواطئ البحرين، وذلك بدعم من المؤسسة العامّة للشباب والرياضة. ايفانز كان قد عمل في البحرين مدرّسا للجغرافيا في مدرسة سانت كريستوفر ما بين 1996 و2000، ويعيش حاليا في عُمان، لكنه اختار البحرين «لأنّ شواطئها جميلة وأكثرها لم يلمسها أحدٌ»، بحسب ما قال. وأضاف أنه «سيحتاج إلى ثمانية أيام ليدور حول شواطئ البحرين».

ايفانز يهدف إلى نشر التوعية بضرورة حماية شواطئ البحرين وتشجيع الشباب على المشاركة في رياضة حميمية للبيئة، ويهدف أيضا إلى تسليط الضوء على أهمية البحر كمورد حيوي، ولاسيما مع ازدياد عمليات الدفن. الإبحار بالزوارق اليدوية رياضة ممتعة وتتطلب لياقة بدنية، ويتمكّن لاعبوها من اكتشاف جمال مياه البحر واستنشاق الهواء الطلق. وهذا النوع من الرياضة يعلّم الشباب على الصعود إلى مستويات عليا في التحدّي الإيجابي، ونأمل للمغامر الرياضي رحلة سعيدة في مياه البحرين.

ولكن ماذا لو فتحنا مياه البحرين للجميع؟ ماذا يضرّ المؤسسة العامّة للشباب والرياضة أن تفسح المجال لشباب البحرين أن يتمتعوا برياضة من هذا النوع؟ لماذا لاتتبنى فتح السواحل لشباب البحرين لكي يتمتعوا بجمال المياه تماما كما تبنت المغامر البريطاني، وتمكّن الشباب من رؤية ما كان يراه أجدادهم منذ آلاف السنين؟

وبالأمس، صادف مرور عامين على مأساة غرق «بانوش الدانة»، والأرواح التي زُهقت عددها كبير (58 غريقا)، والحادثة تذكّرنا بمستوى التخلّف في استعداداتنا للإبحار حول بلدنا البحرين. فلقد أصبحنا داخل جزيرة ولكن لانرى مياه البحر إلاّ صدفة، وعندما نسافر إلى دول الخليج القريبة نكتشف أنّ هناك شيئا اسمه البحر يرتبط مباشرة بحياة الناس.

وعلى رغم أنني لستُ من الذين يبررون لأيّ شخص (مهما صغر سنه) الخروج في الشوارع لإزعاج الأمن أو المواطنين... ولكن تصوّروا ماذا ستكون النتيجة لو أنّ هؤلاء الشبان تحتضنهم المؤسسة العامّة للشباب والرياضة وتفتح لهم مياه البحر، وتفتح لهم الجزر، وتفسح المجال لطاقاتهم لكي تتحوّل إلى جوانب خلاقة كما يدعو إلى ذلك مدرّس الجغرافيا الذي ستفتح له السواحل خلال الأيام المقبلة؟

إن الإبحار حول البحرين بزورق فكرة جميلة، ونأمل في يوم من الأيام أن يتمتع الشاب البحريني بسواحله، تماما كما يتمتع بنو البشر الآخرون بسواحلهم وسواحلنا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2033 - الأحد 30 مارس 2008م الموافق 22 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً