العدد 2033 - الأحد 30 مارس 2008م الموافق 22 ربيع الاول 1429هـ

جاسم محمود والعلوي

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

الحكمان الدوليان جاسم محمود وجعفر العلوي من خيرة الحكام هنا في البحرين، بل وفي المحافل الخارجية إذ كانا خير سفراء لبلدهما.

فليس هناك شخص يستطيع أن يسلب الآخر ما بناه طوال حياته ومن عرق جبينه، ولكن من حق الآخر أن يقول كلمته الواقعية بالنقد البناء غير الجارح، وعلى المتلقي أن يأخذه بيده إلى الصواب المنشود بعيدا عن العاطفة والتأثيرات الخارجية.

لا ندري ما الذي حرك بعض الأقلام تجاه قضية الدولي جاسم محمود والتي لا تستحق الإثارة على صفحات الملاحق الرياضية، وما قيل عنه بأنه لم ينجح في اختبارات الكوبر لمرتين قالته وكالات الأنباء الخارجية وبالتفصيل من دون أن يتعرض لها أي قلم محلي ليوجه لها اتهامات التجريح الشخصي بل غض البصر عنها وصار من قالها في البحرين مجرما لا يستحق البراءة.

هنا أريد ان أؤكد أن الدولي جاسم محمود من الحكام المتألقين دائما، ومباراة كأس الملك النهائية خير دليل على ما نقول، وهو من الحكام الذين يمتلكون الشجاعة والفهم القانوني والعدالة داخل الملعب، وان اختلفت معه بعض الجماهير والمسئولين فهذا أمر طبيعي ومن سنة الحياة، ولكن أن تتحول هذه القضية إلى قضية وطنية ويتسابق الكل إلى الدفاع عن الدولي محمود من دون سابق إنذار، فعلام الدفاع؟ وهنا السؤال المهم! وكم تمنيت من الدولي جاسم محمود أن يأخذ الأمور بالصورة الطبيعية والا تؤثر فيه مثل هذه الحملات المفتعلة وغير الطبيعية؛ ما يبعده عن إخوانه الآخرين في المجال الإعلامي لأن الكل هنا يحتاج إلى الآخر مهما كانت الخلافات.

وليعلم الأخ العزيز جاسم محمود أن الذي وقف معه في هذه المرة بالإمكان أن ينقلب عليه في المرة الأخرى، وبالتالي تكون العملية غير متوازنة، ولذلك أطالب الأخ العزيز محمود أن يقيم الأمور بدقة بعيدا عن الحسابات الخاطئة والمجاملات والعاطفة حتى يستطيع أن يصل بنفسه إلى ما هو مطلوب، وحينها سيدرك أن ما قيل عنه إنما هو في صالحه لتلافي الخطأ العارض.

أما الدولي جعفر العلوي الذي شق مجال التحكيم بالتألق بسرعة البرق من خلال الكفاءة التحكيمية التي أبداها العلوي في المباريات التي قام بإدارتها وخصوصا في المباريات القوية والحساسة، وأثبت أنه من الحكام الجريئين في احتساب الأخطاء المرتكبة داخل الملعب أيضا العلوي عندما يفتح له باب والذي يعد اخطر من زميله جاسم محمود ويتهم بالتزوير في عمره لكي يواصل حياته التحكيمية إلى سنوات أكثر، ولكن اللافت للنظر أن قضيته جاءت ساخنة كقضية زميله جاسم محمود، ما يؤكد أن في الأمر شيئا ما، ولكن فلنجعلها طبيعية بعيدا عن الشكوك والظنون المثارة ونسأل: قضية التزوير هذه من المسئول عنها؟ هل الحكم نفسه؟ أم أن هناك أيد خفية في اتحاد الكرة وتم السكوت عنها؟ ثم السؤال الأكبر من سرب هذه المعلومات من أروقة اتحاد الكرة إلى الصحافة؟ وما مقصده؟

فهناك يجب على اتحاد الكرة فتح ملف التحقيق عن تسريب مثل هذه المعلومات الخطرة وكيف تم التزوير، وهل للاتحاد يد فيها؟ وإذا لم تكن هناك أية عملية تزوير في سن هذا الحكم فعلى المسئولين باتحاد الكرة إعلان ذلك صراحة في كل الملاحق الرياضية تبرئة له، وان كان هناك فعلا التزوير فلماذا اتحاد الكرة صامت لا يحرك ساكنا، وهو يرى الإثارة على صفحات الملاحق والأقلام تتقاذف الزملاء من دون حكمة، فهذا يدافع عمن يحب وذاك يدافع أيضا عمن يحب! وهذا الأمر رسخ لعملية الحقد والكراهية والضغينة وهذا من أكبر الأخطاء التي نرتكبها في حياتنا إذ تفسد العلاقات وترميها إلى الوحل وهذا ما لا يتمناه أحد.

إذا فمثلما خرج علينا رئيس اتحاد الكرة ووقف إلى جانب الأخ العزيز جاسم محمود ودافع عنه، وهذا أمر مفرح ويسر القلب، فلماذا غاب «بوسلمان» عن المساندة الفعلية لأحد الحكام العاملين في الاتحاد الدولي جعفر العلوي، أين تكمن الحقيقة؟

أملنا كبير ان ننأى بأنفسنا عن مثل هذه الأمور غير المحببة والتي تفسد العلاقات وتخربها، والإسلام أمرنا بالتواد والمحبة ورسم العلاقات الاجتماعية بالاحترام المتبادل.

فكل الأقلام عزيزة على قلوبنا، ونتمنى لها التوفيق والسير على الطريق الصحيح والسليم بعيدا عن الشكوك والظنون.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 2033 - الأحد 30 مارس 2008م الموافق 22 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً