العدد 2036 - الأربعاء 02 أبريل 2008م الموافق 25 ربيع الاول 1429هـ

لا يستحق العناء

سنوات كثيرة تلك التي يقضيها المختصمون على عمل فني أو أدبي في أروقة المحاكم لإثبات أن العمل الفلاني كتبه شخص دون الآخر. وسنوات مثلها قد يقضيها البعض الآخر من دون كلل أو ملل لإثبات تهمة قذف وتشهير ويصرفون الآلاف من الدنانير في سبيل كسب مثل تلك القضايا. وتلاسنات تملأ صفحات مطولة في صفحات المنوعات والملاحق الفنية فضلا على زوايا أخبار الحوادث والمحاكم وتنتهي إلى لا شيء.

كما قد تخرج في كثير من الأحيان عن حدود الأدب واللباقة، إضافة إلى تصريحات بعضها يلفها الكثير من الكذب و «التأليف» أو حجب جزء من الحقيقة لقلب الحق باطلا والباطل حقا.

المضحك في الأمر أن القائمين على تلك الأعمال أساسا لا يعون نقطتين أولهما أن الجمهور لا يملك الوقت لتتبع من كسب هذه القضية أو تلك كما ليس لديه «مزاج» لسماع تبريرات الطرف الفائز وتعليلات الطرف الخاسر، وكل ما يرسخ في ذهنه هو ذلك المسلسل أو الفيلم أو المسرحية أو العمل الفني الذي من المفترض أن يكون رسوخه في أذهان الجماهير دليل تحقيقه النجاح لا ارتباط اسم شخص معين من دون الآخر بأحقيته الأدبية فيه.

النقطة الثانية وهي الأهم، هل العمل موضع النزاع أساسا يستحق هذا التعب وهذا العناء في أروقة المحاكم وتلك الآلاف من الدنانير التي تصرف للحفاظ على حقوقه الأدبية؟ أوليس من المضحك فعلا أن يتصارع البعض على عمل قد يصنف في قائمة «الأعمال الفنية الفاشلة» التي تخلو من الهدف والمضمون ولا تضم سوى فبركات وقضايا لا تهم الشارع في شيء وأخرى لا تمت للواقع بصلة وتركز على قضايا مخزية.

نصيحة لمن يعنيه الأمر، الحق الأدبي حق أصيل لا يمكن التنازل عنه وهذا أمر لا يختلف فيه اثنان، والآلاف من الدنانير وعناء السنين لا يعد كثيرة على عمل ناجح، هادف ومميز ومن الأجدى أن تحفظوا ذلك العناء وتلك الآلاف من الدنانير لتحسين جودة تلك الأعمال الفاشلة.

العدد 2036 - الأربعاء 02 أبريل 2008م الموافق 25 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً