جددت الولايات المتحدة أمس (السبت) عقد شركة «بلاك ووتر» الأمنية الخاصة الأمر الذي أثار استياء العراقيين، فيما نفت إيران وجود مقتدى الصدر على أراضيها وأعلنت عن تقليل حجم مشاركتها في اجتماعات مع أميركا بشأن العراق الذي شهد عمليات قتل طالت ثمانية مدنيين وقسّا.
فقد أعلنت الخارجية الأميركية أنها جددت لمدة عام عقد «بلاك ووتر» على رغم الحادث الذي تورطت فيه في سبتمبر/ أيلول الماضي، وأبدى العراقيون غضبهم من هذه الخطوة.
وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشئون الدبلوماسية غريغوري ستار: «طلبت الموافقة على تمديد عقد الشركة لمدة عام وحصلت عليها، لتقديم خدمات حماية فردية في بغداد».
وأضاف أن عقد الشركة مدد لأن الشرطة الفيدرالية لم تنشر بعد نتائج التحقيق الذي تجريه بشأن حادث إطلاق النار هذا.
و «بلاك ووتر» هي الأكثر إثارة للجدل بين الشركات الأمنية الخاصة التي تعمل في العراق ومهمتها حماية الشخصيات الرسمية الأميركية والأجنبية التي تزور هذا البلد.
وكان عناصر تابعون لهذه الشركة أطلقوا النار في 16 سبتمبر 2007 في شارع مكتظ بالمارة في بغداد ما أدى إلى مقتل 17 مدنيا.
من جهته، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام أمس أن طهران لا تؤكد المعلومات التي تحدثت عن وجود الزعيم الديني العراقي مقتدى الصدر على أراضيها.
وقال المتحدث ردّا على سؤال بشأن المعلومات التي تحدثت عن وجود الصدر في إيران: «نحن لا نؤكد معلومات من هذا النوع». وأضاف أن «معلومات كهذه تبثها قوات الاحتلال (الأميركي) التي هي مصدر عدم تمتع العراقيين بالأمن والتي أثبتت عجزها عن ضمان الأمن في العراق، بهدف تحويل الأنظار».
كما صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني لشبكة «خبر» أن بلاده حدّت من نطاق المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الأمن في العراق. وقال إن إيران ستتجاهل من الآن فصاعدا كل الطلبات الأميركية لإجراء محادثات بشأن العراق ولن تبحث إلا الطلبات المباشرة من بغداد لإجراء مثل هذه المحادثات. وأضاف أن الحكومة العراقية لم تقدم حتى الآن مثل هذه الطلب.
وفي غضون ذلك، ذكرت تقارير أمس أن قسيسا وثلاثة مدنيين قتلوا، وأصيب 15 آخرون في حادثين منفصلين في العراق. وصرحت مصادر أمنية للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) أن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب 15 آخرون بجروح إثر انفجار قنبلة بالقرب من منطقة بيروت في بغداد استهدفت حافلة للركاب كانت تقل 21 شخصا.
وفى حادث آخر، ذكرت شبكة «العربية» أن مسلحين قتلوا قسّا يُدعى يوسف عادل في إحدى الكنائس في منطقة الكرادة في بغداد.
وفى تطور متصل، ذكر الجيش الأميركي السبت أنه قتل الجمعة شخصين إرهابيين مشتبه فيهما وصادر أسلحتهما في سامراء. كما قتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص بينهم طفلان في غارة شنها الجمعة الطيران الأميركي على البصرة.
وداهمت قوات «إسناد سامراء» أحد المخابئ الرئيسية لتنظيم «القاعدة» في جزيرة تقع وسط نهر دجلة جنوب سامراء، حسبما أفاد مسئول رفيع في مجلس الإسناد التابع للمدينة.
وأعلنت الشرطة اعتقال «مفتي تنظيم القاعدة شوكت الدوري مع اثنين من معاونيه في سامراء». وأضافت أن «قوة مشتركة من الشرطة ومجلس إسناد سامراء داهمت منزلا يتخذ منه الدوري مخبأ فتم اعتقاله مع اثنين من معاونيه».
العدد 2039 - السبت 05 أبريل 2008م الموافق 28 ربيع الاول 1429هـ