العدد 2044 - الخميس 10 أبريل 2008م الموافق 03 ربيع الثاني 1429هـ

القائمة الذهبيّة لشحاذي البلاد الخليجية!

«عصافير الأقفاص»

تسكن القصور، وتنعم بالدفء

وكل صباح يأتيها في قفصها الماء

ويُنثر لها: الحَب والحُب.

وحده «الصقر» لم ينعم بتلك الرفاهيّة

اكتفى بنعمة الحريّة!

(1)

لكل هذه الوجوه التي تزاحمت مع الفقراء، في موجة الشتاء التي اجتاحت المملكة، وذلك للحصول على «فروة» أو بطانية مجانيّة وهم ليسوا بحاجة لها.. أقول: شاهت هذه الوجوه!

(2)

مصيبة مجتمعنا الكبرى هي: أنتم.. يا أهل الأمثلة التي تأتي على شاكلة «شيء ٍ بلاش.. ربحه بيّن»! ألا تخجلون من أنفسكم وأنتم تتزاحمون مع الأرامل والأيتام والمساكين ؟.. ألم يبق في وجوهكم ذرة من حياء؟...لأنه - قبل هذا - لم يبق في وجوهكم ذرة من الخوف من الله الذي يعلم ما تخفون ويعرف مداخيلكم العلنية والسريّة وما تحتويه حساباتكم المصرفية.

(3)

كأننا شعب يهوى «الشحاذة» ولا يرى فيها أي بأس، أو أي مس للكرامة.. بل يخيّل لي أننا أساتذة في مجال الاستجداء، ونستطيع أن نبتكر فيه طرقا جديدة!

(4)

بيننا - وللأسف - أناس حتى أفقر الفقراء أعف منه ويخجل على رغم فقره وحاجته أن يمد يده..

أما هم، فأيديهم - رغم نعومة الترف فيها - ممدودة دائما .. لا لكي تعطي.. بل لكي تأخذ ما يمكن أخذه.

(5)

من الذي «ربّانا « بهذا الشكل ؟!!

(6)

بل إن بيننا أناسا لو قيل لهم إن «شافيز» في فنزويلا يوّزع «الشرهات».. لشدوا الرحال إليه مدججين بمعاريضهم العصماء وقصائدهم النبطيّة!

(7)

وثقافتنا الاستجدائية تصف هذه الفئة الرديئة من البشر بأنهم «ذيابة».. وهي لا تهجوهم بهذه الصفة بل تمتدحهم بوصفهم «ذئاب» تستطيع أن تأخذ ما لا تستحق أخذه!.

(8)

ولا تظن أن هذا «الميسور» الذي يعيش معك في نفس مدينتك أو حارتك (ويزاحمك في الطابور) وحده من يفعل هذا.. لا تظن أن العامة من الناس فقط هي التي تفعل هذا.. فلو حدث واطلعت على «دفتر الشرهات» والأعطيات عند أي «اسم خليجي كبير» لقرأت العجب العجاب.. ستجد قائمة الشحاذين تضم: المفكرين ، الكتاب ، الدعاة ، لاعبي الكرة ، الشعراء ، الفنانين ، والإعلاميين (على اختلاف توجهاتهم ومبادئهم العظيمة)!!

(9)

يظنون - لحسبهم ونسبهم - أنهم أحرار أبناء أحرار، ولا يعلمون أن الحريّة أعلى وبكثير منهم، وأن الحُر هو من تمنعه نفسه الأبيّة عن فعل بعض ما يفعلونه.. وما أكثر الأشياء التي «تستعبدهم» وهم لا يشعرون! يتباهون بشرفهم الرفيع ، ويظنون أن الشرف يقف عند «العرض»! .. ألم يخبرهم أحد أنه مثلما للجسد شرف.. للروح شرف أيضا.. وللأخلاق شرف.. ولكل موقف في هذه الحياة درجات من الشرف والعهر.

ما أسوأ أن تحافظ على شرف الجسد.. وضميرك وروحك ملطخة بكل أنواع العهر!.

العدد 2044 - الخميس 10 أبريل 2008م الموافق 03 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً